"الملكي" أعاد تراث الإسكندرية برسومات على الحوائط: "شوفوا الشتا عندنا"
مالك أحد مطاحن البن: قررت تقديم خدمة بطعم ولون مختلف
الرسومات على الحوائط
"أم كلثوم ومنديلها الوردي، عبدالحليم حافظ، طه حسين، وإحسان عبدالقدوس، ومواطنون عاديون بملابس إسكندرية التراثية".. رسومات مرصوصة على جدران الشوارع بالتحديد مدخل الزقاق الأبيض بمنطقة بحري بالإسكندرية، أحياها حمدي الملكي، 49 عامًا، مالك أحد المحلات لطواحن البن، في محاولة لتنشيط حركة السياحة وتوعية الوافدين لطابع المدينة الساحلية في فصل الشتاء.
ويقول "الملكي"، إنه أراد إحياء حركة الحياة المصرية وأعلامها، ومظاهر التراث القديم لمدينة الإسكندرية، حيث استعان برسامين لتصوير بعض العادات التراثية السكندرية على ناصية الزقاق القريب من محله لطحن البُن: "أنا عايز أنشط حركة السياحة بموسم الشتاء خصوصًا في بحري، وبساعد مع تقديم عروض خاصة على أسعار البن"، حيث أنها أشهر الأحياء التي يمتهن رجالها الصيد وصناعة السفن لقربها من ميناء الإسكندرية الشرقي.
شملت الرسومات تجسيد عادات المواطنين التراثية من ارتداء الملاية اللف والبيشة واليشمك للسيدات، والسراويل الفضفاضة وفانلات القطن للرجال الذين يمتهنون الصيد إضافة إلى تصوير فرحة ومُداعبة الأطفال لبعضها بالشوارع، وعربة الحنطورالممشية ببطء، مع عزف آلات الشارع، حتى برُكن مخصص من دكانه تحتسى كوب من القهوة المحوجة، فيجبر خيالك للسفر إلى عصور سيد درويش، ومحمد عبد الوهاب وتوفيق الحكيم، وعباس محمود العقاد، وصلاح جاهين من أشعار، عبر آلة زمن اخترعها وحده.
ويضيف "الملكي" لـ"الوطن"، أنه ومنذ بدء مزاولة النشاط، قرر تقديم خدمة بطعم ولون مختلف، تجذب حس الناس الذوقى، مع احتساء قهوته المفضلة: "إحنا طلعنا لقينا أهلينا بتسمع للطرب الأصيل، وبتقرأ لعلامات في الأدب والشعر والدين، فحبيت أجسد روح الماضي، واستحضار الصورة الكلاسيكية عند احتساء القهوة،"، حيث لاقت الفكرة إعجاب الكثير، وأقبل المصريين والأجانب على المكان لتبادل الصور التذكارية على اختلاف أعمارهم".
يرى المالكي، أن من سبل النجاح في تقديم أي خدمة، هو الابتكار في عرض الفكرة، يقول: "بنقدم بُن صح، من غير خلط أي إضافات إلا لأنواع أجود، أشهره البن البرازيلي، واليمني، الحبشي، والكولومبي، ويكثر الطلب بالمنطقة على البن الأندونيسي لرخص سعره، ويتراوح ما بين 8: 24 جنيه للثُمن.
ويدعو أصحاب المحال التجارية أهمية ارتباط مزاولة الأنشطة بلمسات ثقافية، بل تراثية بحتة تساعد الزبائن على إثارة اهتماماتهم الفكرية، ولو بالقليل من الجهد من أجل تحقيق التميز: "نفسي نعمم الفكرة على مستوى أحياء إسكندرية".