شعراء الشمس: حضارة مصر أصقلت مواهبنا.. وتعلمنا الشعر من "ديوان العرب"
محمد تيام
يحتل الشِّعر السنغالى مكانة مرموقة ومنزلة سامية فى المجتمعات الأفريقية، خاصة الشعر العربى قديماً وحديثاً، فعلى مدار تاريخ ممتد لأكثر من مائتى عام أنتجت السنغال للساحة الأدبية العربية عدداً كبيراً من الشعراء والأدباء الذين خلدوا أسماءهم فى جميع مجالات الأدب والفن، وتأثروا بلغة «الضاد» وعشقوا التحدث بالعربية ومنافسة العرب فى كتابة شعر الفصحى، حتى أصبح ذا قدسية بالنسبة لهم.
يحكى محمد تيام، شاعر سنغالى شاب، أنه بدأ كتابة الشعر العربى فى المرحلة الإعدادية لأنه نشأ فى بيئة علمية ثقافية تعشق اللغة العربية الفصحى وتتباهى بالنطق بها، مؤكداً أن «هذا الحب الكبير الذى تكنه بيئته العربية جعله يتشبث بها ويمارسها ليل نهار كتابة ونطقاً، وانطلاقاً من مرحلة الممارسة والمزاولة بلغة «الضاد» بدأ يشعر بموهبته الشعرية بداخله»، مضيفاً: «بدأت تراودنى من حين لآخر ولاحظت أننى أكتب بيتاً أو بيتين وأكثر، وفجأة رأيت نفسى أكتب القصائد الشعرية على منوال خليل بن أحمد الفراهيدى إلى يومنا هذا».
"إمباكى": "المحروسة" أرض خصبة لرعاية الأدباء والكتاب
وأكد الشاعر خادم إمباكى، أنه تأثر كثيراً بالأدب والشعر المصرى، وعززا موهبته التى ارتبطت به منذ طفولته التى نشأت فى مدينة طوبا بالسنغال، وبعدها حفظ القرآن الكريم عام 2004، والتحق بالمدرسة ومن ثم جاء إلى الأزهر الشريف للدراسة، وكان من ضمن العشرة الأوائل الذين التحقوا بكلية التربية.
وأوضح «إمباكى» أن البذرة الأولى فى إنبات الشعر بداخله كانت فى طفولته، خاصة أنه كبر ووجد الشعراء من حوله يستمع لهم باللهجة المحلية، مضيفاً أنه شارك فى العديد من المسابقات الشعرية والأمسيات التى نمت بداخله الروح الشعرية وبدأ عصره الذهبى حسب قوله حين وصل لمصر فى 2015، متابعاً: «كان لأم الدنيا الفضل فى تعزيز موهبتى وانطلاقتى الحقيقية»، يكتب قصائد ذات طابع صوفى ويمدح فى النبى، وبدأ يكتب المراسلات الشعرية بين الأصدقاء.
يعبر عن حبه وامتنانه لأم الدنيا التى تأثر بجميع فنونها وآدابها مما دفعه لكتابة شعر باسمها قائلاً: «فى أرض مصر وجدت ذاتى وعشت حياتى»، مضيفاً: «نضجت فكرياً حين وصلت هنا، وأيضاً شعرت بالنمو فيما يتعلق بالموهبة الشعرية وذلك يرجع لأنها أرض خصبة جداً، ففى الأدب ستجد مجالاً كبيراً وحقلاً واسعاً تزرع وتحصد ما شئت». تأثر بالشعراء والأدباء المميزين أمثال أحمد شوقى، وعباس العقاد، وطه حسين: «لا يوجد شاب متعلم لا يعرف حافظ إبراهيم وغيره من الشعراء العظماء، فنحن نعرف هؤلاء قبل المجىء لمصر»، التقى بالعديد من الشعراء المصريين وتأثر بهم وسمع وقرأ الكثير مما دفعه للخروج إلى رحلات ترفيهية واستكشافية، جعلته يكتب قصيدتين عن مصر: «ركزت فى بدايتى على الجانب الصوفى امتناناً لأهل مصر، أجد أنها تجذبنى».
وأكد الشاعر إبراهيم يانغ، من السنغال، أن «كثيراً من الشعراء السنغاليين مروا من هُنا على أرض مصر وتأثروا بحضارتها العريقة»، لافتاً إلى أنه قضى فى المحروسة 5 سنوات ونمى موهبته الشعرية عام 2010: «كنت قبلها لا أكتب شعراً موزوناً بل أكتب ما أستحضره منذ كان عمرى 15 عاماً وتطورت تلك الموهبة هنا».
"يانغ": تأثرت بأحمد شوقى وحافظ إبراهيم وعباس العقاد
وقال إن السنغال بها العديد من المدارس التقليدية التى تدرس بها المواد الشرعية والأساسيات اللغوية والبلاغة مما ساعده فى كتابة الشعر العربى، موضحاً أنه اكتسب الأدب من الكتب اللغوية لشعراء الجاهلية: «مجرد أن تدرسها تُحب الأدب والشعر». وأضاف، مصر بلد الأدب والثقافة والشعر والجميع يحبونها كثيراً، وعرفت خلال إقامتى بها العديد من البرامج الأدبية عبر الإذاعة، مضيفاً: «ذهبت ذات مرة لاتحاد كتاب مصر فى برنامج للشعراء شاركت فيه، من دعوة لشاعر مصرى عزيز، وفرحت كثيراً»، يحكى أنه يقرأ لشعراء مصريين مثل أحمد بخيت، ومن القدامى أحمد شوقى وحافظ إبراهيم والبارودى، متمنياً طباعة ديوانه القادم هنا فى مصر حتى يترك ذكريات له بين شعبها قبل مغادرته.
لمتابعة أخبار معرض الكتاب لحظة بلحظة اضغط هنــا.