معارك "السوشيال ميديا": 16 صفحة إلكترونية و3500 فيديو على "يوتيوب" لمواجهة شائعات الهدم والإفساد
خطباء الجمعة فى مواجهة فوضى الشائعات
فجر الرئيس السيسى مفاجأة كبرى فى يوليو 2018 حينما ذكر أن الدولة المصرية واجهت 21 ألف شائعة فى 3 أشهر، وفى لقاء آخر دعا الرئيس لمواجهة فوضى السوشيال ميديا وأكاذيب مواقع التواصل الاجتماعى، حيث شنت المؤسسات الدينية حرباً ضروساً ضد الشائعات وكافة السلبيات المنتشرة فى استخدامات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى. وأطلقت المؤسسات الدينية حملات للتحذير من الاستخدام السلبى والخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعى، والإنترنت. وحذرت وزارة الأوقاف من خطورة الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعى، كنشر الشائعات وإضعاف النفوس.
"الأوقاف" تخصص خطب جمعة ودروساً وندوات للتوعية بمخاطرها
وقال الشيخ إسلام النواوى، أحد علماء الأوقاف، لـ«الوطن»، إن بث الشائعات عبر مواقع التواصل، إحدى وسائل حروب الجيل الرابع والجيل الخامس لتدمير المجتمعات من داخلها، حرام، كذلك المشاركة فى كتائب إلكترونية تهون من الإنجازات، وتركز على السخرية والتهكم، حرام من الناحية الشرعية والوطنية، ويجب التصدى لتلك المجموعات التى تعمل على نشر اليأس والإحباط وخلق الأزمات، وفق خطط مدروسة وممنهجة وممولة، وأكد الدكتور أيمن أبوعمر، مدير الإدارة المركزية لشئون الدعوة بالأوقاف، أن الوزارة عملت على مواجهة أزمات الاستخدام الخاطئ للسوشيال ميديا من خلال الدروس والندوات والفعاليات والقوافل الدعوية ممثلة فى الأئمة، فبعض الشائعات والافتراءات التى تخلقها وتفتريها وترددها بعض صفحات الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمأجورة قد يرددها بعض من ينخدع أو يقع فى فخ أو شراك هذه الصفحات أو الجماعات، فالشائعات التى تنشرها مواقع التواصل أشد خطورة من الكذب، وأضاف: خصصت وزارة الأوقاف خطبة بعنوان «خطورة الشائعات وتزييف الوعى»، أكدت خلالها أن الشائعات ما هى إلا كلمة تنتشر بين الناس، يطلقها صاحب قلب مريض، أو هيئة أو منظمة من قوى الشر التى تعمل فى الخفاء، وتتناقلها الألسنة وترددها دون تثبت، أو تبين، فتؤثر سلباً على العقول والنفوس وتنشر الأفكار الهدامة والمعتقدات الفاسدة، ويصبح المجتمع ويمسى فى قلق وريبة، بل ويذهب الأمن، وتضعف الثقة بين الناس.
الأزهر يبعث رسائل للمواطنين للتحذير منها
وعلى مستوى الأزهر، حذرت صفحات الأزهر الإلكترونية من الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل، حيث أطلقوا حملات إلكترونية للتوعية بخطر مواقع التواصل الاجتماعى ونشر الشائعات.
وقال الأزهر الشريف، فى تقرير له، إن مكافحة الفكر المتطرف تمثل إشكالية معقدة تتداخل فيها عدة أبعاد، فيجب أن تلعب الثقافة والإبداع والفن دوراً فى ذلك، كذلك يجب مواجهة الآلات الإعلامية للجماعات المتطرفة، حيث أثبت العاملون والباحثون فى مجال الجماعات المتطرفة أن 75% من الشباب الذين كانوا يذهبون إلى سوريا والعراق فى الفترة من 2014 حتى 2017؛ لينضموا إلى التنظيمات الإرهابية، كانوا ينضمون إلى تنظيم داعش الإرهابى، مقابل 25% كانوا ينضمون إلى الجماعات الإرهابية الأخرى، والسبب الرئيسى فى ذلك؛ قوة الآلة الإعلامية من خلال وسائل التواصل الاجتماعى لتنظيم داعش.
وأصدر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية عدة رسائل للمواطنين للتحذير من خطورة الشائعات والأخبار المغلوطة على أمن واستقرار المجتمع، مؤكداً أنها تمهد للفوضى، وتخلق حالة من انعدام الثقة بين الحاكم والمحكومين. وقال الأزهر إن التحدث فى أمر دون التثبت من صحته مشاركة فى نشر الأباطيل وترويج الشائعات، ويدخل صاحبه فى النهى الوارد عن النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله: «كفى بالمرء إنما أن يحدث بكل ما سمع»، وأضاف: ألزم الإسلام أتباعه عدم الخوض فيها حرصاً على الوطن وأبنائه من أى دخيل، والإسلام أوجب على أبنائه التثبت قبل نقل الأخبار، وأن يطلب المسلم الدليل والبرهان على أى شائعة يسمعها، وألا يكون إمعة يتبع كل ما يقال دون تثبت وتحقيق، وتابع: حرم الإسلام الفحش والتفحش، كما حرم إذاعة أسرار الناس وما يمس حياتهم الخاصة والعامة، وجعل عاقبة من يفعل ذلك عذاباً أليماً فى الدنيا والآخرة، كذلك يجب التحذير من الخوض فى أعراض الناس إسهاماً فى رواج الفتن، وإثارة الضغائن بين أفراد الوطن الواحد، فالمشاركة فى نشر الشائعات من القيل والقال الذى حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال «إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال».
فى سياق متصل، عقدت جامعة الأزهر عشرات اللقاءات التثقيفية للطلاب للتحذير من الشائعات والسوشيال ميديا، وقال الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، «إنه يجب على العلماء ألا ينساقوا وراء شائعات السوشيال ميديا»، وحرمت المؤسسات الدينية الانتساب أو المشاركة فى اللجان الإلكترونية التى تستهدف أمن الوطن، وتروج الشائعات، وقال د. سعيد نعمان، عضو لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إن المشاركة فى اللجان الإلكترونية يدخل فى باب شهادة الزور والتزوير وخيانة الأمانة، وهو أمر محرم شرعاً، ويجب مواجهة تلك الكتائب من قبل ولى الأمر، فليس فى الإسلام غش وتدليس وهدم للدين والدولة بهذا الشكل، وعمل هذه اللجان أمر مرفوض ومحرم شرعاً ولا يمكن قبوله أو تبريره.
وعلى جانب دار الإفتاء، فتمتلك الدار 16 صفحة رسمية على الفيس بوك بأكثر من لغة وحسابين على تويتر وحساباً على إنستجرام ويوتيوب وقناة تليجرام وساوند كلاود، تبث من خلالها أنشطة مختلفة تعرض تفنيد الفكر المتطرف. وقد بلغ عدد متابعى صفحة الدار على الفيس بوك ما يقارب 9 ملايين متابع، كما وصلت قناة اليوتيوب إلى 43 ألف مشترك بعدد فيديوهات 3500 فيديو، بينما أصبح حساب تويتر له 166 ألف متابع، وقناة تليجرام 9200 مشترك، وحساب إنستجرام 285 ألف مشترك. وقد استغلت الدار وسائل التكنولوجيا المختلفة للوصول للمواطنين بالداخل والخارج كافة بكل الطرق والأشكال، حتى تيسر عليهم معرفة الفتاوى الخاصة بدينهم، لعدم ترك فراغ تدخل منه الجماعات المتطرفة بأفكارها المسمومة وآرائها المتطرفة، لأجل المواجهة الفكرية لجماعات الظلام والفكر المنحرف.
كما واجهت المؤسسات الألعاب الإلكترونية، وأكدت أن ألعاب الفيديو منها النافع ومنها الضار؛ فالنافع منها مباح، والضار محرم، فتكون مباحة إذا كانت مناسبة للمرحلة العمرية لمن يلعب بها، وكانت نافعة تساعده فى تنمية الملكات أو توسعة القدرات الذهنية، أو فى أى وجه من وجوه النفع المعتد بها، أو كانت للترويح عن النفس، بشرط ألا يكون فيها قمار أو محظور شرعى ويفيد فى بنائه وتربيته، ويكون ذلك فى بعض الأوقات لا فى جميعها؛ حتى لا ينشغل الطفل بها عن أداء واجباته ومتطلباته، أو تؤثر على صحته وعقله. وتكون محرمة إذا كانت ممنوعة دولياً أو إقليمياً لخطورتها على الأفراد أو المجتمعات، أو كانت مشتملة على المقامرة، أو المناظر الجنسية الإباحية، أو الصور العارية، أو تضمنت تهوين أمر الدماء والدعوة إلى القتل، أو خيانة الأوطان والجاسوسية، أو الاستهانة بالمقدسات، أو انتهاك حرمات الآخرين، أو نشر مفاهيم مخالفة للإسلام أو قيمه، أو كانت تروج لمفاهيم سيئة مفسدة لنفسية الأطفال وأخلاقهم، أو تورثهم العنف والطغيان، أو تجرئهم على العدوان.