وكيل "شباب البرلمان": دعم الانتماء لدى النشء يبدأ من الأسرة
طارق السيد وكيل لجنة الشباب والرياضة
أكد طارق السيد، وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أن دعم الانتماء الوطنى لدى الأطفال والمراهقين يبدأ من الأسرة، فكلما كانت متماسكة اجتماعياً واقتصادياً، كانت أقدر على تخريج أجيال سوية وأكثر انتماءً، كما أن للإعلام والتعليم، وحتى الفن، دوراً كبيراً فى مواجهة الأفكار المتطرفة، ومعالجة مشاكل المراهقين وقضاياهم من خلال الانتصار للقيم والمبادئ وتقديم القدوة.
طارق السيد: تحسين ظروف المعيشة والتعليم حائط صد فى مواجهة الأفكار المتطرفة
كيف يمكن تنمية الانتماء لدى المراهقين فى مواجهة الشائعات والأفكار المتطرفة؟
- تعزيز الانتماء أهم عوامل تمسك المراهقين بهويتهم والدفاع عنها فى مواجهة الأفكار المتطرفة والشائعات المغرضة، لأن عدم الانتماء فى المقابل يعنى العزلة، وعدم الشعور بالأمان أو وضوح الرؤية، ما يجعلهم أكثر ضعفاً وقابلية للشائعات والأفكار المتطرفة.
لذلك فان تنمية ودعم الانتماء الإيجابى لدى المراهقين والشباب يبدأ من الروابط العائلية، التى يشكل الانتماء لها الشعور الأول لدى الإنسان، حيث تمثل الأسرة نواة المجتمع، ثم يأتى الانتماء للبيئة المحيطة بالمراهق، خاصة الصداقات والمدرسة، ثم المجتمع والوطن، وهو ما يخلق قاعدة قوية للمراهق، ويحصنه فى مقاومة الشائعات والفكر المتطرف الذى يأخذ أشكالاً جديدة كل يوم.
ولكن كيف نعزز هذا الانتماء من الأسرة إلى الدولة؟
- أولاً بتفنيد الأفكار المتطرفة والشاذة والرد عليها، ومواجهة التسطيح ومحاولات تزييف الوعى، وأيضاً بتحسين مستويات المعيشة، وتوفير فرص العلم والعمل، كما أن الاستقرار الاقتصادى يعطى المراهق صورة تدعم انتماءه لمحيطه، ويكون ذلك من خلال المشروعات الكبرى والجديدة وتحسن المستقبل وبث الأمل.
حل مشاكل النشء يبدأ من المنزل ثم المدرسة والجامعة ومراكز الشباب.. وللفن دور أساسى فى معالجة قضاياهم
ماذا عن دور الإعلام والأسرة والمدرسة فى تربية النشء ودعم المراهقين وتوجيه أفكارهم؟
- الإعلام والأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية والثقافية عليها الدور الأهم فى مواجهة الظواهر الغريبة والأفكار الدخيلة والسلوكيات الشاذة، بتناول قضاياهم ومشاكلهم وظواهرهم ومعالجتها، وليس هذا فقط من خلال البرامج أو الأوامر أو النصح المباشر، وإنما أيضاً عبر الفن، من الدراما التليفزيونية والسينما وحتى الأغنية من خلال الانتصار للقيم والمبادئ وتقديم القدوة والمثل، كما تعتبر الأسرة الأساس فى التربية والحصن الأول ضد التطرف، وكلما كانت الأسرة، متماسكة اجتماعياً واقتصادياً، كانت أقدر على تخريج أجيال سوية وأكثر انتماءً، ومحصنة من الوقوع تحت وصاية أو أفكار خارجية وشاذة.
ما أبرز مشاكل المراهقين من فئة «الأندر إيدج» وأسبابها فى رأيك؟
- مراحل البلوغ يعانى خلالها المراهقون من مشكلة أساسية هى الرغبة فى التخلص من جميع القيود المفروضة عليهم، سواء من الأسرة أو حتى المجتمع، مقابل رغبة أخرى متزايدة للتمتع بالاستقلال التام، تصاحبه حالة من التمرد، وتزداد حساسية المراهقين تجاه الأصدقاء والتعاطف معهم، وهو ما يدفعهم أحياناً إلى التورط مع بعض أصدقاء السوء، بسبب قلة الخبرة، والفشل فى انتقاء الأصدقاء، ويؤثر هذا فى سلوكياتهم وعاداتهم، ما يضر بمستقبلهم الأكاديمى والعملى وحياتهم المستقبلية.
وما تأثير مواقع التواصل عليهم؟
- بالتأكيد لها أثر بدءاً من أثر الساعات الطويلة التى قد يقضى الشباب وقته أمامها ومطالعة المواقع غير المناسبة، أما الأثر الإيجابى فيتمثل فى قضاء وقت فى مطالعة المواقع ذات المحتوى الإيجابى التى يمكن أن تضيف لمعلومات الشاب وثقافته وتنمى قدراته.
وما أبرز الحلول لمواجهة مشاكلهم؟
- هناك حلول مهمة تبدأ من الأسرة والشارع والمجتمعات المنخرط فيها المراهق مثل المدرسة والمعهد والجامعة ومراكز الشباب والأندية، باعتبارها المنوطة بتوجيه طاقاتهم وتفريغها فى ألعاب تنمى روح المشاركة والمنافسة وتخلق لديهم القدوة والهدف، والمؤسسات والنقابات والجمعيات الخيرية والمجتمع المدنى، فالمواجهة لا بد أن تكون مواجهة مجتمعية شاملة، ويجب أن يكون هناك دور توعوى لنشر الوعى وخلق أنشطة باستمرار للشباب والمراهقين تدعو لمشاركة أكبر عدد من الشباب والتركيز الإعلامى على القدوات الشبابية الناجحة والمجتهدة وتقديم نماذج إيجابية وصور حضارية لخلق قدوة جيدة للمراهق.