فيلم وثائقي عن سيد قطب يعرض دوره في حياة بديع ومحمود حسين
سيد قطب
عرضت شاشة "dmc"، الجزء الأول من الفيلم الوثائقي الذي يعرض قصة حياة "سيد قطب" القيادي البارز بجماعة الإخوان الإرهابية، ودوره في حياة محمد بديع ومحمود حسين.
وذكر الفيلم أن كان من بين الشباب الذين اشتركوا في تنظيم 1965 وباركهم الهضيبي، وانتقاهما عبدالفتاح إسماعيل للجماعة، حيث كان الأول طالبا بكلية الطب جامعة عين شمس، وليس له تاريخ سياسي مسجل قبل ضبطه وسكن العقار رقم 1 شارع عاطف بركات بمصر الجديدة وتعرف عليه إسماعيل بمسجد جوار المسجد ونصحه بقراءة كتابات قطب حتى انضم للجماعة.
وأوضح أن هذا الشاب أصبح فيما بعد، واحدا من أكثر صقور الجماعة وأكثرها تطرفا وهو محمود عزت.
وتابع الفيلم أن الثاني معيد بكلية الطب البيطري بجامعة أسيوط وليس له تاريخ سياسي مسجل قبل ضبطه، وجنده عبدالفتاح إسماعيل وآمن بجاهلية المجتمع وأن الحاكم الجاهل يطاع بالضرورة فقط، هذا الشاب سيصبح فيما بعد المرشد العام للجماعة محمد بديع.
وقال أحمد سمير، كاتب صحفي، إن تنظيم 1965 خرج منه شكري مصطفى الذي اتسمت جماعته إعلاميا باسم "التكفير والهجرة" وخرج منه محمد بديع ومحمود عزت وبعد سجن المرشد قاد عزت التنظيم لأنه كان نائب المرشد، وعندما اختفى قاد التنظيم إبراهيم منير أحد أعضاء التنظيم أيضا، "كل دول أعضاء تنظيم 1965 وبلحظة ما وصل تنظيم بهذه الأفكار لإدارة دولة".
وأوضح الفيلم أنه في ظل المرشد الباهت حسن الهضيبي استحال قطب مرشدا روحيا لكل الخلايا الكامنة المتعطشة للتحرك، طبيعة تكوينة وكتاباته من داخل السجن كانت تلبي في أرواحهم شهوات النظام.
وأوضحت سلمى أنور، الباحثة في العلوم السياسية، أن قطب يحدثك بالحجة وعنده ضوابط لغوية وعقلية ويرتب الأمور، فهو لا يناسب مجند راديكالي، و"طبيعي أما ييجي سيد قطب بعينيه جاحظتين ويقول أوعدك بالخلود إما بالاستشهاد أو بتغيير كامل سأتبع هذه العينين دون تفكير".
وقال أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، إن أطروحة سيد قطب بأكملها تدور حول فكر التكفير، وحول أطروحة فكرية مريضة تولدت في حال السجن في كل ما تعرض له الإنسان في حال نفسي منطوي ومعذب.
وأضاف أن من أدوات صناعة العلم عند علماء الإسلام، أن يمارس الإنسان الفكر والفقه والنظر في حال سكون نفس، ولا تشتت النفس بحال جوع أو فرح أو غضب أو برد أو ألم شدبد حتى ورد في الحديث الشريف "لا يقضي القاضي حين يقضي وهو غضبان".
وتابع أن الإمام أبي حامد الغزالي في أحد كتبه ذكر أن ذِكر الغضب هو مشوش ومانع من استقامة الفكر وسداد النظر في القضاء، وليست القضية فيه عين الغضب بل يشترك معها كل ما كان في معناها من معاني البرد أو الألم أو الجوع التي تشوش الشخص، يدخل في هذا من أوسع الأبواب كل فكر ومكتابات خرجت من رحم السجون.
وأوضح أن سيد قطب كان نموذجا صارخا لهذا، وإن كنا لا نستطيع أن نحصر سبب تورطه في التكفير بمرحلة السجن نظرا لوجود البذور الأولى للفكرة بكتابات سابقة من مرحلة السجن وهذا يدل على أن التكفير عنده أحدث انحرافا حادا في مزاجه وطبعه الرافض للآخر المستأثر بالحقيقة، المعتدي على حقائق الدين، والمتسلط عليها دون فقة أو نظر فإذا به قد خلص في نهاية المطاف إلى النظر للآخرين بعين التكفير وازداد حدة في فترة السجن التي مر بها.