من وجع الفراق لاستكمال المسيرة.. "عاطف طاحون" ضابط عائلة شهداء
صور.. عاطف طاحون من وجع الوادع قبل 5 سنوات للإصرار على القصاص
بزي شرطي، وثبات ووقار وهيبة، وقف برأس مرفوع وملامح شابة وعزيمة رجال، تحدّث أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية عيد الشرطة، ورغم كونه طالبا في السنة الأولى بكلية الشرطة، إلا أنّه يحمل داخله 5 سنوات من الإعداد لهذه اللحظة، منذ استشهاد والده في مواجهة الإرهاب، ورغم استشهاد زوج شقيقته العام الماضي بسهام الإرهاب الغادر، إلا أنّه أصرّ على استكمال المسيرة.
"أصريت أكمل مسيرتهم وأدخل كلية الشرطة مصنع الرجال".. كلمات عاطف وائل طاحون، نجل الشهيد العقيد وائل طاحون، في احتفالية عيد الشرطة الـ68، اليوم، مؤكدا استعداده تقديم حياته فداء للوطن، على نهج والده الذي استشهد في أبريل 2015، وزوج شقيقته ماجد عبدالرزاق الذي استشهد العام الماضي.
الطالب بكلية الشرطة، الذي إذا فتشت في ذاكرته وجدت لحظات وداع والده العقيد وائل طاحون محفورة بكل ما تحمل من ألم، حين كان صبيا في المرحلة الإعدادية، وتلقى نبأ استشهاد والده إثر إطلاق النار عليه على يد مجهولين يستقلان دراجة نارية في عين شمس بالقاهرة، الخبر الذي أبكاه لكنه لم يكسره.
مشهدان مألوفان لدى من عرف قيمة الوطن وقرر التضحية من أجله، عاشاهما "عاطف طاحون"، فرغم البكاء لفراق الأب والسند في جنازته قبل نحو 5 أعوام، إلا أنّ الأبطال لا يعرفون الانكسار ويرممون جروحهم سريعا للالتحاق بأرض المعركة من أجل الوطن والقصاص لكل قطرة دماء سال عليه، ومن أجله.
بكل إصرار وثبات، وقف ضابط الشرطة الشاب، متحدثا أمام الرئيس السيسي، قائلا: "لما دخلت الكلية شوفت التحدي والإصرار في عيون الطلبة لمكافحة الإرهاب وأهل الشر، وعاوز أقول للإرهاب واللي واقف وراه إحنا مش هنخلص، وهنفضل نحمي بلدنا"، كلمات الشاب الذي ذاق مرارة غدر الإرهاب مرتين، الأولى وهو لا يزال صبيا باستشهاد والده الذي تبنت ما يسمى بـ"حركة كتيبة الإعدام" مجموعة "الشهيد كريم حمدي" عملية اغتياله، والأخرى قبل عام واحد مضى باستشهاد زوج شقيقته.