عائلة فيروسية واحدة.. الصين مهد أوبئة كورونا وسارس وأنفلونزا الطيور
الأوبئة تتحور جينيا وتظهر بشكل مختلف كل عدة سنوات
عائلة فيروسية واحدة.. الصين مهد أوبئة كورونا وسارس وأنفلونزا الطيور
العديد من الأوبئة الفيروسية التي شهدها العالم ظهرت في الصين، وآخرها فيروس كورونا الجديد، الذي بدأ ينتشر في العديد من الدول حول العالم، كما بدأت بعض الدول الأخرى في اتخاذ الإجراءات الاحترازية، ومنع مواطنيها من السفر إلى الصين، وإيقاف الرحلات الجوية منها وإليها، في محاولة للسيطرة على انتشار الفيروس ومنعه من الوصول لدرجة الوباء.
وظهرت عدة أوبئة فيروسية سابقًا في الصين، مثل الإنفلونزا الآسيوية، خلال عامي 1957و1958، إنفلونزا هونغ كونغ عام 1986، متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد المعروف باسم "سارس" في عام 2003، وإنفلونزا الطيور H5N1 منذ عام 2003، وهي الأوبئة التي انتشرت في معظم دول العالم من قبل.
الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية ووزير الصحة السابق، قال إن فيروس كورونا هو واحد من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، وهي عائلة واحدة من الفيروسات، تتشابه جميعها في الأعراض المصاحبة لها، إلا أنها تختلف في الحدة والقوة.
وأضاف تاج الدين لـ"الوطن" أن تلك المجموعة أكثرها انتشارًا هي فيروسات الأنفلونزا، ومنها الفيروس المعروف على سبيل المثال بأنفلونزا الطيور، وهي الفيروسات التي بدأت وتم اكتشافها في الصين أولًا قبل أن تنتقل إلى معظم دول العالم، وتتحول إلى أوبئة.
وأشار إلى أن تلك المجموعة من الفيروسات تتحور كل عدة سنوات، وتظهر بشكل جديد متطور ومحور جينيا ليقاوم محاولات العلاج التي يبذلها البشر للقضاء عليه، ومن تلك الأشكال التي اتخذتها المجموعة كان وباء "سارس" وكذلك كورونا الذي ظهر منذ عام 2003، وجميعها ظهرت في الصين لأنها في الأصل مجموعة واحدة.
وتابع تاج الدين أن فيروس كورونا الحالي هو تطور جيني لفيروس كورونا الذي ظهر في بداية الألفية، لذلك أطلق البعض عليه لقب "كورونا 2020"، لافتًا إلى أن أعراضه هي نفس أعراض الأنفلونزا، ولكن بشكل أقوى، وفي بعض الحالات ينزل على الرئة مسببًا التهاب رئوي حاد يؤدي للوفاة.
وأردف أن ظهور تلك الأوبئة في الصين يعود إلى كونها مجموعة واحدة، وعائلة متماثلة من الفيروسات ولكن بصفات مختلفة ومتطورة، كما أن ارتفاع عدد السكان في الصين يساعد على انتقالها بسرعة وتحولها إلى وباء.