بعد رفض التواجد الأمريكي على أرضها.. القيادات العراقية تتراجع
احتجاجات العراق ضد أمريكا
تصريحات غاضبة منددة "الموت لأمريكا".. "نرفض الوجود الأمريكي".. "الانسحاب من العراق هو الحل"، كلها عناوين لشخصيات عراقية بارزة، تلت الهجمة الأمريكية على مطار بغداد الدولي، بداية العام الجديد والتي استهدفت القائد الإيراني قاسم سليماني والعراقي أبو مهدي المهندس، ولم يمر شهر على تلك الواقعة حتى تغيرت السياسة العراقية تجاه الإدارة والتواجد الأمريكي على أرضيها.
ورفض الرئيس العراقي برهم صالح التواجد الأمريكي على أرض بلاده بعد تلك الهجمات، وسعى إلى طرد قواتها، حيث دعم قرار البرلمان بإنهاء وجود القوات الأجنبية في العراق، وعدم استخدامها لأراضيه ومجاله الجوي ومياهه لأي سبب، ولكن كانت المفاجأة في تراجعه عن قراره وتصريحاته السابقة بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش منتدى دافوس، الأربعاء الماضي.
وأشار صالح إلى أنه اتفق مع ترامب على ضرورة استمرار دور الجيش الأمريكي في البلاد، وقال بحسب البيان الصادر عن الرئاسة العراقية: "تم خلال الاجتماع، تدارس وجود القوات الأجنبية وتخفيضها في البلاد، وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ على السيادة الوطنية وتأمين الأمن والاستقرار".
"قوات غازية" كان هذا الوصف الذي أطلقه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عندما دعا إلى مليونية سلمية تندد بالوجود الأمريكي في العراق، عقب مقتل سليماني والمهندس، قائلا: "ماء العراق وأرضه وسيادته تنتهك من قبل القوات الغازية، فإلى ثورة عراقية لا شرقية ولا غربية يكاد نصرها يفيء على العراق وأهله بالخير والبركات، فهبوا يا جند الله وجند الوطن إلى مظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأمريكي وبانتهاكاته".
وكان التراجع أيضا من نصيب الزعيم الشيعي، حيث نفت مصادر مقربة منه دعوته للتظاهر، يوم الأحد المقبل، ضد التواجد الأمريكي في العراق، ودفع اللجنة التنسيقية للتظاهرات إلى إصدار بيان تنتقد فيه "الصدر" الذي رأت أنه خان المتظاهرين، واتهمت التنسيقية زعيم التيار الصدري بركوب موجة الحراك، ومحاولة استغلاله، وفقا لما نشره موقع "العربية".
وأكدت اللجنة أن المتظاهرين باقون في الساحات حتى تحقيقِ المطالب، مشددة على أنهم "لن يكونوا ورقة على طاولة المتاجرة السياسية كما فعل الصدر"، بحسب ما جاء في البيان.