تعويض للأب المتوفي.. كواليس تقبيل لاعب منتخب اليد لقدم أمه "كان عفويا"
"اليد عشقي من "76.. مشجعة مصر الوحيدة بين التوانسة: هروح لهم طوكيو
منتخب كرة اليد "اللاعب محمد ممدوح هاشم ووالدته"
بين 15 ألف متفرج تونسي، وقفت وحيدة ترفع علم مصر، يعلو صوتها في ترديد النشيد الوطني، قبل بداية مباراة نهائي بطولة كأس أفريقيا لكرة اليد بين منتخبي مصر وتونس، وأثنائها حملت على عاتقها أن يصل صوت 100 مليون مصر في تشجيع منتخب بلادها، الذي ضمنه ابنها محمد ممدوح هاشم وزملائه، ليصبح صوت "مصر.. الله أكبر" الذي خرج منها بكل قوتها هو طريق منتخب مصر على أرض تونس كلما حاول أحد منهم النظر إلى المدرجات، ليتوجوا بالبطولة وتتوج هي بقبلة على الرأس وأخرى على القدم، لتصبح صورها أهم لقطات البطولة.
والدة محمد ممدوح هاشم: البطولة جت بعد وفاة والده.. كان دايما بيتصل بيه قبل وبعد الماتشات وحاولت أعوضه
"البطولة جت في وقت صعب ومحمد نفسيا مش كويس لأن والده توفى من شهور وكان لازم أكون وراه مكانه وأحسسه إني في ضهره"، بهذه الكلمات وبصوت مليء بمشاعر الفخر والامتنان تحدثت الدكتور آمال الخواجة، لـ"الوطن"، تحكي عن دور الأب الذي حاولت أن تكون مكانه، وحينما كان الابن يتصل بوالده قبل كل مباراة، يستشيره بحكم أنهما يلبعان اللعبة نفسها، وبحكم أنه تفوق فيها قبله، وبعد المباراة يجلسان سويا يحللان الأداء، وبعد احتراف محمد لاعب منتخب مصر ونادي بوخارست الروماني لم تنته تلك العادات: "والده كان بالنسبة له كل حاجة في حياته".
إلى تونس، عقدت آمال العزم على السفر، تشد من أزر ابنها، وجهزت نفسها بأعلام مصر وبانرا كبيرا، كي ترفعه مع المشجعين، لكن في أول مباراة تحضرها أمام الجابون، وجدت نفسها المصرية الوحيدة، ليتوالى ذلك في كل المباريات، ففي مباراة الجزائر، اختاروا لها مكانًا بين الصحفيين، بحيث تكون قريبة من المنتخب، "كنت حاسة إني مسؤولة عن التشجيع كأني 100 مليون مصري في الاستاد وطول الماتش دعاء وقرآن وربنا كرمنا".
آمال الخواجة: كنت بشجع كأني 100 مليون مصري في صوت واحد
قبل المباراة النهائية، شعرت والدة محمد هاشم، الذي حصل على رجل المباراة في مواجهة الجابون، أنها تتحمل مسؤولية أكبر، فالمنافس في النهائي هو صاحب الأرض، الذي يتميز جمهوره بالصلابة والقوة في التشجيع، "أتوبيس المنتخب ماشي وأنا وراه في العربية وخايفة إن الاستاد يكون مليان كله وأنا لوحدي تمامًا وقولت للاعبية مش هتسمعوا غير هتافي لما هشجعكم" بحسب آمال، مضيفة أنها لم تجد مكانا سوى بين مشجعي تونس، لتنتابها بعض مشاعر الخوف، لكنها تماسكت وبدأت في رفع صوتها قدر استطاعتها، وطوال المباراة كانت أعين اللاعبين عليها "الفوز ده كان كرم من ربنا مايتوصفش وخصوصا إن ناس كتير قالوا لهم مش هتكسبوا تونس وفعلا فريق عمالقة".
بين جمهور محب لمنتخب بلاده بجنون ومذيع داخل الاستاد يبعث كل رسائل تُحث الجمهور أكثر، ركزت كل طاقتها على التشجيع فقط، وبحسب وصفها "حضرت المباراة وشجعت لكن ماشوفتش منها حاجة زي ما الناس شافت"، وبمجرد أن أطلقت صافرة انتهاء المباراة والبطول بتتويج مصر، أصر اللاعبين على نزولها، للاحتفال وخوفا عليها: "محمد دايما يبوس إيدي واللي حصل امبارح عفوي وهو متعود يعمل كدة.. حضنت كل لاعب كأنه ابني وفرحت بصورتي جدا واتفاجئت بيها لأني مش من هواة التصوير".
تعود الخواجة بذاكرتها إلى حيث تزوجت من ممدوح هاشم لاعب ومدرب كرة اليد الشهير، فبدأ معه عشقها للعبة منذ 1976، تسافر معه أينما ذهب، تتابع مبارياته بشغف وحماس، لتتابع المسيرة مع محمد منذ كان عمره 8 أعوام، بين التمرين وحضور المباريات في كل أنحاء مصر، لكن هذه هي المرة الثانية التي تسافر معه خارجها، "سافرت معاه أنا ووالده بطولة أوروبا لما كان بيلعب مع مونبلييه لأنه قالنا عايزكم معايا في البطولة المهمة دي وفريقه كسب البطولة".
"محمد ابن بار وعوضي في الدنيا عن أبوه وفخر أخواته وكلنا راضيين عن أدائه".. اختتمت آمال أستاذ علم خلايا المتفرغ في معهد بحوث صحة الحيوان في الدقي، عازمة على السفر معه إلى طوكيو لحضور بطولة العالم: "من وقت ما تزوجت كان ولادي وزوجي أهم حاجة في حياتي وهيفضلوا أهم حتى من الشغل والحمد لله ربنا كرمني في كله".