وسط جدل قبطى: الكنيسة تبدأ تصنيع «الميرون المقدس» للمرة الـ35 فى تاريخها
يتولى البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بحضور كافة أساقفة الكنيسة الـ114، عملية تصنيع «الميرون المقدس»، أحد أسرار الكنيسة السبعة، للمرة الـ35 فى تاريخها، ولأول مرة منذ توليه الكرسى البابوى، يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين، على أن يشهد يوم عيد شم النسيم الموافق 21 أبريل، آخر مراحل التصنيع، داخل دير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون، نظراً لقرب نفاد الكميات المتبقية منه، يأتى ذلك وسط جدل قبطى حول الطريقة الجديدة التى اعتمدها المجمع المقدس للكنيسة فى جلسته نهاية فبراير الماضى لعمل الميرون بديلاً عن الطريقة القديمة لتصنيعه.
وأصدر عدد من الحركات القبطية بياناً مشتركاً وقّعت عليه رابطة «حُماة الإيمان»، ومجموعة «الصخرة الأرثوذكسية»، و«تاريخ الأقباط المنسى»، و«لا اتحاد كنائس إلا بحوار مسكونى»، ومجموعة «لا طلاق إلا لعلة الزنى»، ومجموعة «لا تفاوض فى الأسرار المقدسة»، ومجموعة «أبناء البابا شنودة المتمسكون بكل تعاليمه»، وهاجمت الحركات فى البيان الطريقة الجديدة للتصنيع، وقالوا إنها تحول الميرون إلى عملية كيماوية بحتة، تستخدم فيها مستخلصات النباتات العطرية بنسب معينة وتختصر الوقت جداً مع إلغاء الخمس طبخات المتعارف عليها، ما جعل الأمر أقرب إلى تصنيع الدواء.
ورد البابا تواضروس على الحركات فى افتتاحية مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة، وخصص عظته الأربعاء الماضى لشرح الطريقة الجديدة، موضحاً أن الطريقة الجديدة التى تم اعتمادها تأتى للاستفادة من العلم، وأنه لم يفرض رأياً على المجمع المقدس أثناء مناقشة الطريقة الجديدة، وأن كافة أعضائه وافقوا عليها بالإجماع، مضيفاً: «لدينا غيرة كبيرة على كنيستنا الأرثوذكسية ولا ننتظر أن يعلمها لنا آخرون مهما كانت التسميات التى يطلقونها على أنفسهم والتى توحى للعامة بأنهم فقط الذين يعرفون، وأدعوهم إلى الإفصاح عن أسمائهم بدلاً من النشر على النت والتستر وراء عبارات تهدم أكثر ما تبنى وتسبب بلبلة نحن فى غنى عنها من أجل سلامة حياتنا وكنيستنا وكل الشعب فيها».