المجلس الإسلامي بتونس: الأزهر يقود جهودا رائدة لنشر حقيقة الإسلام
جانب من فاعليات مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي
قال الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى بتونس، إنّ الأزهر الشريف كان ولا يزال قلعة علمية شامخة، تشع بالعلم والفكر على كل ربوع العالم الإسلامي، وهو الملاذ العلمي والديني الآمن الذي يأوي إليه طلبة العلم من مشارق الأرض ومغاربها، ليتخرجوا على أيدي شيوخه وعلمائه الأجلاء، ليعودوا إلى بلدانهم علماء وأعلامًا ينيرون السبيل، ويحصنون شعوبهم ضد كل دعوة دخيلة ومنحرفة.
وأضاف المستاوي خلال كلمته بجلسة "الجماعات الإرهابية وتقديسها للفرد واستخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراضها"، بمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، أنّ الأزهر بقيادة شيخه الجليل الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يبذل جهودا كبيرة ورائدة في تقديم الإسلام على حقيقته، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش السلمي التي يدعو لها الدين الإسلامي الحنيف، في ظل هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة ودينها، والمتمثلة في تنامي ظاهرة الإرهاب المتلبس كذبًا وافتراءً بالإسلام.
وأوضح الشيخ المستاوي أنّ الإرهاب اكتوى به المسلمون قبل سواهم، وجرّ إليه خيرة أبناء الأمة من شبابها الذين يستهدفهم أدعياء الإسلام ممن استغلوا الدين ووظفوه توظيفا رخيصا، متعسفين في تأويل نصوصه التي لا يفقهون منها شيئًا، فضلا عن كونهم يعارضون كليا مقاصده.
وتسائل: "أي مرجعية يعتمدون وعلى أي نصوص شرعية يستندون؟!، أم هو الهوى والتعصب الأعمى والأفهام السطحية الغريبة والشاذة التي شحنوا بها شحنًا، ليصبحوا عبارة عن قنابل موقوتة، لا تلبث أن تتفجر لتأتي على الأخضر واليابس، معتقدين أنّهم يفعلون ذلك ويأتونه قربة إلى الله ورغبة في ثوابه وجزائه".
وبيَّن المستاوي أنّ خللا في بنية العقل الذي وراء كل هذه التصرفات الرعناء الوحشية الجاهلية التي لا تمت إلى الإسلام ولا الإيمان بصلة، ولا تمت إلى الانسانية بسبب، فلم تنزل الكتب ولم يرسل الرسل إلا مبشرين دعاة رحمة ورأفة ورفق وتآخ ومحبة بين جميع البشر، مشددًا على دور العلماء في تنوير الأمة بكل فئاتها، لا سيما أجيالها الصاعدة المستهدفة من طرف الغلاة والمتطرفين، وتعريفها بمعالم دينها، ووقايتها من الانزلاق في متاهات التطرف والإرهاب.
ويعقد الأزهر مؤتمره يومي 27-28 يناير 2020، بحضور نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة من 46 دولة من دول العالم الإسلامي، لبحث ومناقشة أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.