المتهم أثناء اشعاله سيجارة الحشيش أمام هيئة المحكمة
بينما يلجأ اغلب المتهمين إلى التبرؤ من تهمتهم أو إنكار فعلهم أو امتلاكهم للشيء الذي تسبب في تعرضهم للمساءلة القانونية، أو على الأقل يحرصون على إظهار الندم والرغبة في التوبة وعدم الرجوع لفعلتهم، أملا في الهروب من العقوبة أو تخفيفها، فإن متهما آخر في الولايات المتحدة الأمريكية تصرف بطريقة مختلفة تماما.
مثل "سبنسر بوسطن" أمام القاضي، يوم الاثنين الماضي، في محكمة مقاطعة ويلسون بمدينة لبنان بولاية "تينيسي" الأمريكية، بعد ارتكابه لمخالفة بسيطة، هي حيازة كمية ضئيلة جدا من مخدر الحشيش، وبينما كان من الممكن أن يحصل "بوسطن" على حكما مخففا للغاية، لا يتضمن السجن، إذا أبدى تفهما للخطأ الذي ارتكبه، فإنه قرر في المقابل أن يتخذ من جلسة محاكمته فرصة لمحاولة إقناع هيئة المحكمة بضرورة تقنين مخدر الحشيش، وفقا لما نقلته شبكة قنوات "ABC News" الأمريكية.
أثناء مثوله أمام القاضي ومساعديه، وعلى مرأى من جميع الحاضرين ورجال الأمن، وقف "بوسطن" ليدافع عن نفسه ضد التهمة المنسوبة إليه، إلا أنه أقر بفعلته، متعجبا من اعتبارها تهمة أساسا، وليدعم وجهة نظره التي يدعي فيها أن تدخين مخدر الحشيش هو أمر شديد البساطة ولا يستحق أن يتم تجريمه أو الخوف منه، أخرج الشاب سيجارة من جيب سترته وأشعلها، قبل أن يبدأ في تدخينها باستمتاع.
ربما كان لدى "بوسطن" أملا، ولو بسيطا، في أن يكون قد أثبت وجهة نظره لهيئة المحكمة، أو نجح في اقناعهم، إلا أن رد فعل القاضي كان متوقعا بالنسبة للكثيرين، ، حيث اتجه رجال الأمن إلى الشاب المدخن، بعد أن أمر القاضي بإخراجه من قاعة المحكمة، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 أيام، بتهمة ازدراء المحكمة، بكفالة قيمتها 3000 دولار.
تم توثيق جلسة المحاكمة الغريبة بواسطة كاميرا قاعة المحكمة، ويظهر فيها "بوسطن" أثناء مثوله أمام هيئة المحكمة، قبل أن يشعل السيجارة، ليبدأ عدد من الحاضرين في الابتعاد عن دخان السيجارة، بينما انفجر بعضهم في نوبة من الضحك، واكتفى البعض الآخر بالبقاء مكانه محاولين استيعاب ما حدث للتو.
ينص القانون في ولاية "تينيسي" على أنه من غير القانوني استخدام أو امتلاك الحشيش داخل حدود الولاية، لدرجة أن حيازة أي كمية صغيرة جدًا يتم تصنيفها كجنحة جنائية، ومع ذلك، فإن محاولة "بوسطن" لإقناع المحكمة بضرورة تقنين الحشيش قد لا تكون ذهبت سدى، فقد تم تقديم مشروع قانون لمجلس الولاية بتقنين بعض أنواع المخدرات، وإن كان تقديم القانون ليس له علاقة بمحاولة "بوسطن الجريئة، الني لم تخل من الطرافة أيضا.
تعليقات الفيسبوك