مقبرة "أيوف - عا".. حكاية سر أخفاه زاهي حواس 11 عاما
زاهي حواس
روى الدكتور زاهي حواس، وزير الدولة لشؤون الآثار السابق، قصة كشف أثري عام 2009، وهو اكتشاف مقبرة ترجع للعصر الصاوي، لشخص يدعى "أيوف - عا"، الذي كان يعمل رئيساً للقصر الملكي.
وقال حواس في مقاله بجريدة الشرق الأوسط: "اكتشفت هذه المقبرة البعثة التشيكية التي تعمل في أبو صير وكانت مقبرة كاملة لم تمس إطلاقاً منذ نحو 2500 عام، وقد اتصل بي الدكتور ميروسلاف فيرنر المكتشف ليخبرني عن هذا الكشف وذهبت إلى أبو صير، وهناك وجدت أن المقبرة محفورة في باطن الأرض على عمق نحو 20 متراً وداخلها توابيت ضخمة من الجرانيت، وقد عرفت بعد المعاينة أن هذه المقبرة لم تمس منذ أيام الفراعنة، وقد أخبرت فاروق حسني، وزير الثقافة في ذلك الوقت، بهذا الكشف العظيم، وقال الوزير إنه سوف يعقد مؤتمراً صحافياً أثناء الكشف عن هذه المقبرة وخاصة لأن إعلان كشف أثري كامل لم يمس سوف يكون له سحر عالمي كبير".
وأضاف حواس، أن هذا الكشف وحديثه مع الوزير ذكره بقصة حدثت مع الأثري المصري زكريا غنيم، الذي قام بالكشف عن هرم أطلق عليه اسم الهرم الناقص، وهذا الهرم كان يخص الملك "سخم - خت"، آخر ملوك الأسرة الثالثة من الدولة القديمة، أي أنه يعود إلى بداية عصر الأهرامات، وهو الهرم الثاني بعد هرم زوسر وأطلق عليه اسم الهرم الناقص لأنه لم يكتمل بعد، وداخل هذا الهرم عثر زكريا غنيم على تابوت من الجرانيت مغلق بالضبة والمفتاح منذ العصر الفرعوني ويعود عمره إلى خمسة آلاف عام، وجاء الرئيس جمال عبد الناصر وكان ذلك عام 1954 لحضور افتتاح هذا التابوت، وخاصة لأنه ذهب قبل ذلك لحضور كشف مراكب الشمس التي كشفها كمال الملاخ وكانت لفتة من الرئيس عبدالناصر.
زاهي حواس يتعظ من تجربة الأثري زكريا غنيم قبل افتتاح مقبرة "أيوف - عا"
واستكمل حواس في سرد القصة: "وجاء ناصر ومعه رجال الثورة وبدأ زكريا غنيم في فتح التابوت المغلق أمام الصحافة، وللأسف وجد التابوت فارغاً تماماً ولا يوجد داخله أي شيء، ولذلك ذهبنا إلى أبو صير وبدأنا في فتح توابيت المقبرة ومعنا عمال متخصصون في فتح التوابيت الضخمة، وبدأنا في فتح الغطاء الأول الذي يزن نحو 20 طناً من الجرانيت، وبعد ذلك وجدنا تابوتاً ثانياً داخل الهرم يزن نحو 3 أطنان، وفتحنا التابوت الثاني ووجدنا تابوتاً ثالثاً داخله مومياء جميلة مغطاة بالخرز الأخضر، وقد استغرق ذلك نحو أسبوع وأعدنا كل شيء كما كان وانتظرت فاروق حسني للحضور ومعه الصحافة وفتحنا التوابيت أمام الصحافة مرة ثانية، ولم أخبر الوزير بما حدث، ولكن بعد أن تركنا الوظيفة ونحن نتناول العشاء أخبرت الوزير بالقصة".