تعرف على أهم الاكتشافات الأثرية بتونا الجبل خلال 3 أعوام
مدينة الموتى تعوم على بحيرة ستضع المنيا على الخريطة السياحية
تونا الجبل
"تونا الجبل" المعروفة بمدينة الموتى اسمها القديم "تا ونت" وتعني أرض الأرنب، تقع على بعد 18 كيلو من مدينة ملوي وتحديدا في الجبل الغربي بالمنيا، تضم أكبر جبانة تسمى بجبانة مدينة الأشمونين، وهي الجبانة المتأخرة لمدينة الأشمونين، وتعد من أهم مناطق الجذب السياحي في المنيا، لما بها من مواقع أثرية مهمة، أبرزها مقبر بيتوزويرس (بادي أوزير) وهو كبير كهنة الآله تحوت أو حجوتي في الإقليم الخامس عاشر، وتعتبر مقبرته الوحيدة التي أخذت شكل دور العبادة القديمة "معبد".
كما تضم تونا الجبل "الساقية الرومانية" وهي أكبر صهاريج مياه في المنطقة وتحفة هندسية رومانية رائعة، حيث توجد بئر على عمق 40 مترا في باطن الأرض مبني من الطوب الأحمر، وينتهي ببئر أحرى عمقها 30 مترا، وكان المصريون القدماء والرومان يستخرجون منه المياه بغرض الشرب وري الأشجار وتطهير وتحنيط الموتي.
وتضم تونا الجبل أيضا "السردايب" وهي آخر ما اكتشفه الدكتور سامي جبرة بالمنطقة عام 1938 وأطلق عليها "جبانة الأرواح الثانية" أو "سراديب الغموض والإثارة" وهي أكبر جبانة للطيور والحيوانات المقدسة حُفرت بباطن الصحراء في قلب الأرض على مساحة 50 فدانا.
كما يوجد بتونا الجبل أقدم مزار فرعوني وهي لوحة حدود لمدينة "آخت أتون" (تل العمارنة) عاصمة مصر دولة حديثة للأسرة الـ18 للملك أخناتون، الذي حدد مدينته عاصمة التوحيد بـ14 لوحة حدودية منها 11 في تل العمارنة والحج قنديل بمركز ديرمواس، و3 لوحات حدودية بمحيط "تونا الجبل" منهم هذه اللوحة بالمنطقة الأثرية بتونا وهي أفضلهم حالا.
4 اكتشافات مهمة تم العثور عليها بتونا الجبل خلال 3 أعوام، كان الأول في يونيو من عام 2017، إذ نجحت بعثة جامعة القاهرة في اكتشاف مقابر آدمية جماعية بنظام الكتاكومب، واستخرجت 13 مومياويات بحالة سليمة وتوابيت حجرية وأوانٍ فخارية، وكان هذا أول كشف لآدميين بنظام الكتاكومب وهي عبارة عن حفر في باطن الأرض بممرات ثم حجرات داخلية في باطن الأرض والكشف يعود للعصر المتأخر.
وفي فبراير من عام 2018، كان الكشف الثاني، إذ نجحت بعثة وزارة الآثار، في العثور علي 40 تابوتا حجريا جيد الصنع للكهنة وعليه نقوش.
وفي فبراير 2019 كان الكشف الثالث إذ نجحت بعثة جامعة المنيا في اكتشاف 62 مومياء، 40 منها بحالة جيدة وصالحة للعرض، وهناك 22 مومياء أخرى خاضعة للترميم حاليا.
وفي 30 يناير الجاري اكتشفت البعثة المصرية الكشف الرابع ويضم 10 آلاف تماثل اشابتي، أكثر من 700 تميمه، 8 مجموعات أواني مختلفة الأشكال والألوان بعضها من الحجر الجيري الأولباستر، 8 توابيت خشبية في حالة رائعة وجيدة من الحفظ، وبعض التوابيت الحجرية المغلقة، ومئات من الأواني الفخارية بعضها يستخدم لحفظ القرابين.
وقال الدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إن أول كشف في تلك المنطقة كان في عام 1925ُ، حينما عثر علي تابوت أثري وتم إرساله للمتحف المصري، ثم تعرضت المنطقة للسرقة في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وخلال 3 مواسم تم التوصل لـ4 اكتشافات شملت: 35 مقبرة، منها 7 مقابر في الموسم الأول، 12 في الموسم الثاني، 16 في الموسم الثالث، كما تم الكشف عن 90 تابوتا حجريا، 40 في الموسم الأول، 30 في الموسم الثاني، 20 في الموسم الثالث "الأخير" وما زال العمل مستمر.
وقال الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، إن المنيا من المحافظات الواعدة سياحيا، وسيتم تكثيف العمل بها خلال الفترة المقبلة لوضعها على الخريطة السياحية، خاصة وأنه سيتم الإعلان عن اكتشافات جديدة وكثيرة بمنطقة تونا الجبل تباعا، لتضيف للمنيا المزيد من الجذب السياحي، خاصة وأن بها مناطق أثرية مهمة جدا ومنها الأشمونيون، بني حسن، طهنا الجبل، مقابر فريزر، الكوم الأحمر، العمارنة، منوها بأن المنيا بها قدرة سياحية لاستقبال السائحين، وسنعمل جاهدين لوضعها على الخريطة السياحية.