وكيل أوقاف أسيوط: السماحة لا تعني الضعف والمذلة وإنما هي القوة ذاتها
"قبيصي" يحاضر طلاب "تربية رياضية أسيوط" في "سماحة الأديان"
جانب من المحاضرة
ألقى الدكتور عاصم محمود قبيصي وكيل وزارة أوقاف أسيوط، محاضرة على طلاب كلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط وذلك خلال المعسكر الذي تقيمه الكلية لطلاب الفرقة الثالثة.
جاء ذلك بحضور الدكتور جمال محمد علي عميد كلية التربية الرياضية والقمص مرقس مدير مكتب العدالة والسلام بالكنسية الكاثوليكية والشيخ محمد عمر هاشم واعظ بالأزهر الشريف و500 من طلاب كلية التربية الرياضية وتناول موضوع المحاضرة "سماحة الأديان".
وأكد وكيل الوزارة أن السماحة لا تعني الضعف بل هي القوة في ذاتها، موضحا أن الإسلام هو دين التسامح والعزة والعدل والإنصاف وهو دين يدعو إلى الصفح الجميل، والعفو عند المقدرة، والمعاملة الحسنة، والحفاظ على حقوق الغير، كما قال تعالى: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، وأمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يدعو إلى التواضع والرفق وخفض الجناح، فقال تعالى: "واخفض جناحك للمؤمنين"، وهذا ليس فقط مع الإنسان، بل حتى مع الحيوان كما جاء في الحديث "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم: "من يُحرم الرفق يحرم الخير".
وأشار وكيل الوزارة، إلى أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، وحتى في الجدال مع المخالف، مضيفا أن هذا دين التسامح ولو كره المجرمون، الدين الذي يحاول البعض أن يشوهه ولكن هيهات هيهات، فالله خيرٌ حافظاً لدينه.
مضيفا أن رسالة الإسلام دعت إلى التسامح، وورد الحثّ عليه في العديد من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ومن مظاهر التسامح برّ المسلم بغير المسلم، إن لم يؤذي المسلمين، كما أنّ الإسلام منح الذميين الحرية، وأمر المسلمين بعدم التعرّض لهم في عقيدتهم، فأمر الإسلام المسلمين بترك الذميين على دينهم، حيث قال الله تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، ومع ذلك فإنّ الإسلام أمر بخطابهم والتحدّث معهم بإحسان، حيث قال الله تعالى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فامتثل المسلمون لأوامر الله تعالى، فكانوا يعاملون أهل الكتاب أحسن معاملةٍ، كما أنّهم كانوا يعطفون عليهم، ويحكمون عليهم بالعدل، ومما يؤيد ذلك إباحة الله -تعالى- طعامهم، وذبائحهم، للمسلمين، ودليل ذلك قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ).
وذكر "قبيصي" أن من مظاهر التسامح التي أقرّها الإسلام، الأمر بالدعوة إلى الله تعالى، برفقٍ ولينٍ ولطفٍ، والمناقشة بالإحسان، وذلك كان النهج الذي سار عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم، حيث إنّه كان يدعو إلى توحيد الله تعالى، وإلى الإسلام، بالتبليغ فقط دون اللجوء إلى القوة، أو العنت، أو الإجبار، حيث إنّ الأساس الذي يقوم عليه الإسلام، الحجة والبرهان والدليل، وليس الإكراه والقوة، ومما يدلّ على ذلك ما حدث يوم فتح مكة المكرمة، عندما عفا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن أهل مكة بعد أن آذوه، إلّا أنّ الإسلام أجاز ردّ السيئة بمثلها، ومعاقبة المسيء على ما فعله وأساء به للآخرين، حيث قال الله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)، ولكنّ الأفضل التسامح بين الناس، وعفوهم عن بعضهم البعض.