خبراء: التطوير غائب في عصر الكتاب الرقمي
عبدالرحمن ومكارم
أكد عدد من خبراء التعليم أن المكتبات يقع عليها دور كبير فى تنمية ثقافة المجتمعات المختلفة، لافتين إلى أن هناك عدداً من التحديات تواجه المكتبات، سواء كانت جامعية أو غيرها، تتمثل فى الاستمرارية وتجويد الخدمات، فضلاً عن تطورات العصر الحديث بتحويل المكتبات الورقية إلى رقمية، واستعارة الكتب إلكترونياً، ما يسهل عملية القراءة والاطلاع.
وقال الدكتور سليم عبدالرحمن، الخبير التربوى، إن المكتبات بمختلف تخصصاتها وأوصافها هى الحصن المنيع للمحافظة على الهوية المصرية الوطنية والثقافة العامة للشعب ضد أى تغير أو ملوثات قد تطرأ بسبب التكنولوجيا الحديثة والاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعى.
"عبدالرحمن": المكتبات الحصن المنيع للمحافظة على الهوية
وأضاف «عبدالرحمن» أنه اكتشف خلال السنوات الماضية إغلاق عدد كبير من المكتبات الخاصة بالاطلاع والقراءة فى بلدته بالصعيد بسوهاج، وكذلك المنطقة المقيم بها، موضحاً أن التطوير والتحديث للمكتبات ما زال يفتقد عنصر التكنولوجيا الرقمية القائمة على استحداث كل ما هو جديد من كتب ومواد رقمية.
وطالب المسئولين بوزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى بضرورة إعادة النظر مرة أخرى إلى دور المكتبات المنتشرة، سواء كانت بالمدارس والكليات، والعمل على تزويدها بكل ما هو جديد ويخدم الطلاب، موضحاً أن المكتبات تفتقد حالياً لعنصر التكنولوجيا والربط الإلكترونى الموحد بمختلف المكتبات الموجودة بالأماكن الأخرى، مطالباً الجهات المعنية سواء كانت تابعة لوزارة الثقافة أو هيئات معينة، بضرورة تنويع المضمون المقدم للقراء وتنقيته جيداً بما يتماشى مع متطلبات العصر، فضلاً عن أنه يجب أن يلبى حاجة القارئ من خلال جمع المعلومات ودراسة الواقع ومعرفة ما الذى يريده، بالإضافة إلى تحديد احتياجات الناشر وتطوير الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات الأخرى أكثر مما كان عليه فى الماضى.
وأوضح الخبير التربوى أنه يجب العمل بجميع القطاعات على تطوير العاملين وتغيير ثقافاتهم العلمية والبحثية والقراءة أيضاً، خاصة المسئولين عن أمر المكتبات، وذلك بالتدريب على كيفية الإدارة الجيدة للمكتبات وفهرستها وتصنيفها، فضلاً عن التدريب على سرعة التعامل مع المنصة الرقمية من جامعات ومؤسسات حكومية وغيرها، مشيداً بخطوة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تدشينه لبنك المعرفة المصرى المزود بآلاف الكتب العلمية والأدبية والإنسانية وغيرها من الكتب الأساسية التى تعمل على تنمية المهارات بمختلف أشكالها.
ولفت إلى أن هناك عدداً من الدول الأوروبية مثل النمسا وألمانيا وبريطانيا، قامت بتطوير التقنيات الحديثة «المكتبات الرقمية» من خلال تطوير وتحديث المعلومات التى بداخلها وتزويدها بأمهات الكتب سواء كانت بلغة البلد الأم أو بلغات دول أخرى، موضحاً أن القائمين على المكتبات تغيروا وتطوروا بشكل كبير خلال الـ35 عاماً الماضية.
"خليل": تواجه عقبات فى الحصول على الكتب الإلكترونية
وتطرق الدكتور سعيد خليل، عميد كلية التربية جامعة 6 أكتوبر، إلى القوانين التى تحكم العاملين فى المكتبات سواء كانت جامعية أو غير جامعية، والطرق الحديثة والإلكترونية لتوزيع الكتب على المكتبات، مطالباً بمنظومة كاملة للمحافظة على الكتب من التلاشى والسرقات وتغيير معالمها، مؤكداً أن مستقبل المكتبات يعتمد دائماً على الاستمرارية، وإنتاج المحتوى بجودة عالية، مع مراعاة أخذ احتياجات العصر الرقمى، مضيفاً أن المكتبات تواجه عقبات فى الحصول على الكتب الإلكترونية، ويجب تحديدها وإيجاد حلول مناسبة لها خاصة فيما يتعلق بالمكتبات الجامعية.
وأضاف «خليل» أن هناك فجوة كبرى توجد حالياً فى الربط ما بين المكتبات اليدوية والرقمية، موضحاً أن بعض المعلومات التى تحيط بإدارة المعلومات وتعريفها وكيفية تخزينها غير موضحة أو معلومة للكل، مضيفاً أنه يجب أن تكون هناك إدارة للمعلومات عن طريق المكتبات الرقمية تعمل على إيصال المعلومات وبشكل صحيح لجميع الطلاب.
ولفت إلى أن العلاقة بين النشر وتدفق المعلومات أصبحت معقدة وتحتاج إلى تقييم المحتوى الرقمى الخاص بها لإتاحة أكبر كمية من المعلومات، بالإضافة إلى أنه يوجد تأثير كبير فى الملكية الفكرية من قبل النشر الحر، مطالباً بأنه لا بد أن تتدخل الحكومات بالتنسيق مع جميع الناشرين وأصحاب الملكية الفكرية بما يؤدى إلى سهولة النشر وتوصيل المعلومات للقراء وكذلك حفظ حقوق الناشرين والمؤلفين حتى لا تتعرض مؤلفاتهم للسرقات.
وطالب المسئولين بإعداد خطة لتدريب العاملين والكوادر على أهمية المعلومة ونشرها، وتنمية قدراتهم وصقلها من خلال توعيتهم بأهمية إعطاء المعلومات الصحيحة، بالإضافة للاستخدام العادل للمعلومات فى المكتبات.
وطالب الدكتور مكارم العمرى، عميد كلية الألسن السابق بجامعة عين شمس الفائزة بجائزة بوشكين فى الأدب الروسى، بمضاعفة موارد المكتبات المالية بالجامعات، مؤكدة أن ميزانيات المكتبات تعانى من نقص شديد فى مواردها التى تقف حائلاً أمامها عن تأدية واجباتها على أكمل وجه.
وتابع «العمرى» أن المجتمعات الغربية تضع ميزانيات ضخمة سنوياً لتطوير وتحديث المكتبات العامة وكذلك بالجامعات والمؤسسات، وذلك لإخراج كوادر متميزة ومثقفة، مشيراً إلى أن التعليم العالى يجب عليه أن يعيد النظر مرة أخرى فى خطة تطوير المكتبات بالجامعات سواء كانت مركزية أو فرعية.