كاظم الساهر لـ«الوطن»: لا أحيى حفلات فى دول غير مستقرة أمنياً حفاظاً على جمهورى
استحق كاظم الساهر أن يحتل مكاناً مميزاً فى القلوب والوجدان العربية.. استحق أن يكون القيصر الوحيد فى عالم الغناء.. وتفرد بمكانة لم يصل إليها غيره فى عصر الغناء المعاصر.. نجح كاظم الساهر أن يكون مطرباً وملحناً وشاعراً بدرجة امتياز ونجح أكثر فى الحفاظ على تقدمه الدائم.. لم يتراجع يوماً عن مكانته ولم يتراجع الجمهور عن حبه واحترام فنه. كاظم كان أحد نجوم تحكيم البرنامج الشهير «ذا فويس» أو «أحلى صوت».. وفاز أحد أعضاء فريقه، الذى يحمل الجنسية العراقية باللقب.. فاختلطت المشاعر الفنية بالمشاعر الوطنية، واعتبر كاظم تلك اللحظة من أهم اللحظات التى أدخلت على قلبه البهجة هو وجمهور العراق الكبير.. «الوطن» انفردت بحوار خاص مع كاظم الساهر تحدث فيه عن رحلته مع برنامج «أحلى صوت» وعلاقته بلجنة التحكيم وحقيقة دفع ابنه 50 ألف دولار حتى يفوز المتسابق العراقى ستار سعد باللقب. وكذلك فتح كاظم النار على عشاق الدم، الذين يكبدون البسطاء أرواحهم لأهداف خاصة لا تمثل الشعوب العربية البسيطة.
■ هل كنت تتوقع أن يحصل أحد المشاركين فى فريقك على لقب «ذا فويس» فى الموسم الثانى من البرنامج؟
- الموسم الثانى كان أصعب من الموسم الأول، فكانت المواهب كثيرة، إضافة إلى إضفاء بعض التغييرات على مرحلة «المواجهة» هذا الموسم، حيث يمكن أن تفقد موهبة من فريقك ويضمها مدرب آخر فى فريقه، وقد توقعت فوز ستّار سعد باللقب منذ البداية، فهو يمتلك موهبة نادرة وإمكانيات صوتية لا يملكها أى من المشاركين الباقين ومساحة صوته كبيرة، وإحساسه مميز جداً، إضافة إلى أنه يملك كاريزما وحضوراً على الشاشة، وعلى الجانب الشخصى فهو إنسان خجول ومهذب، ويحب الناس وكان يستمع إلى الإرشادات ولا يشتكى من الملاحظات، ويعتذر إذا أخطأ فى الغناء، وهذا أكثر ما كان يعجبنى فى شخصيته.
■ وما حقيقة دعم ابنك لـ«ستار» فى الحلقة الأخيرة وقيامه بالتصويت لستار بمبلغ 50 ألف دولار من أجل الفوز باللقب؟
- هذا كلام غير صحيح، وأبنائى لا يملكون كل هذه الأموال، وليسوا من الشباب المرفه فهم يعملون؛ لأننى ربيتهم على مبدأ الاعتماد على النفس.
■ كيف كان شعورك وأنت تحصل على اللقب الثانى من «ذا فويس» بموهبة عراقية من بلدك؟
- كنت أشعر بسعادة لا توصف، وكانت صدفة رائعة أن أحصل على اللقب بمتسابق عراقى، وأنا سعيد لأن بلدى بحاجة إلى أى نوع من الفرح بعد المعاناة والحروب التى عاشها الشعب العراقى فى السنوات الأخيرة.
■ وكيف سيكون دعمك لابن بلدك «ستار سعد»، نجم الموسم الثانى من البرنامج؟
- كتبت ولحنت أغنية لستار بعنوان «يا الكذاب يا الغشاش»، وغنيتها معه على مسرح «ذا فويس» فى الحلقة قبل الأخيرة، وسوف أقوم بدعم «ستار» فى المرحلة المقبلة، وسوف أقدمه معى فى مهرجانات كبيرة.
■ هل كانت هناك مواهب تستحق الفوز باللقب ولكن تصويت الجمهور لم يساندها؟
- وصول المواهب الأربع الأخيرة إلى الحلقة النهائية أعتبره وصولاً للقب بحق، والمواهب الأربع تستحق اللقب فهم يشكّلون معاً رافداً حقيقياً للطرب على امتداد بلدان عالمنا العربى، ولكن ستار استحق الفوز عن جدارة فهو يملك كل عوامل النجاح التى أهلته للفوز باللقب وأتحدى كل المشاركين أن يقدّموا ما قدّمه ستّار.
■ هل تجد صعوبة عندما تقوم بتقييم أداء موهبة؟
- كان هدفى فى البرنامج هو أن أضم أهمّ الأصوات إلى فريقى، وكنت أسترجع أيامى وأنا طالب فى معهد الموسيقى عندما كنت على مسافة خطوات من أن أصبح مُعيداً فى المعهد وأعطى دروساً فى الموسيقى، لكن للأسف لم يتحْ لى وقتى الفرصة بسبب انشغالى وسفرى الدائم، وبرنامج «ذا فويس» كان فرصة جيدة لتقديم النصائح والإرشادات إلى الأصوات الجديدة التى تبدأ مشوارها الفنى فى برنامج ضخم وكبير حقق النجاح فى موسمه الأول.
■ شارك فى الموسم الثانى من البرنامج أكثر من موهبة عراقية، فكيف ترى مشاركتهم هذا العام؟
- الأصوات العراقية قوية وتستطيع أن تغنى كل الأشكال الغنائية باحتراف؛ لأنها تربت على المواويل العراقية، التى يصعب على أى فنان عربى أن يغنيها؛ لأن الموال العراقى له أسلوب خاص، وأنا سعيد بهذه المواهب التى أصبح من خلالها بإمكان الجمهور العربى التعرف على الموّال والمقامات العراقية من خلال الأصوات القوية.
■ ما سبب قبولك الاستمرار فى الموسم الثانى من برنامج «ذا فويس»؟
- نجاح الموسم الأول شجعنى على المشاركة فى الموسم الثانى ومشاركتى فى برنامج «ذا فويس» بالتحديد جاءت بعد وقت طويل من التفكير والتردد بين القبول والرفض، ولكن قررت فى النهاية أن أقبل المغامرة، واعتبرت ظهورى أسبوعياً تعويضاً منّى لجمهورى بعد فترة غياب طويلة.
■ ما الذى وجدته مختلفاً فى الموسم الثانى من البرنامج؟
- جميع الأصوات التى شاركت فى الموسم الثانى من البرنامج كانت قوية، وواجهنا صعوبة كبيرة فى الاختيار فى المرحلة الأولى من البرنامج، ونجاح الموسم الأول جعلنا مرتاحين أكثر لأن الأمور لدينا أصبحت معروفة وأصبحت لدينا خيارات أكثر.
■ ما معيارك الأساسى الذى كنت تختار به المواهب التى ضممتها إلى فريقك؟
- أعتمد فى الأساس على قوة الصوت والأداء، والقدرة على تقديم كل الألوان الغنائية، لأن البرنامج فى الأساس يعتمد على الصوت ونحن نختار المواهب بناء على صوتهم دون أن نراهم، ويجب أن تكون هناك أصوات قوية فى كل فريق حتى تصبح المنافسة قوية، ولو اجتمعت أهم الأصوات فى فريق واحد سوف يفشل البرنامج.
■ هل افتقدت لوناً غنائياً فى فريقك لم تجده فى الموسم الثانى؟
- حاولت أن أضم كل الألوان المتنوعة فى فريقى، وفريقى هذا الموسم ضم أقوى الأصوات وحالفنى الحظ فى المجموعة التى اخترتها، فمعظمهم يملكون مساحة صوت كبيرة وإحساساً دافئاً، ولكنى لم أجد الصوت النسائى الذى يغنى اللون الهادئ فى هذا الموسم.
■ من الصوت النسائى الذى أردت أن تحصل عليه ولم ينضم إلى فريقك؟
- المشتركة المصرية مروة ناجى، التى انضمت إلى فريق صابر، فكانت من الأصوات الرائعة التى تقدمت للبرنامج هذا الموسم.
■ ألم تجد هناك صعوبة فى اختيار صوت واحد ليفوز باللقب وسط هذا الكم الهائل من الأصوات القوية والمختلفة؟
- هذا قانون البرنامج، وفى النهاية يحصل صوت واحد على اللقب، ولكن هذا ليس معناه أن بقاء صوت واحد أنه سيكون هناك نجم وحيد، وأعتبر أن كل من وصل إلى النهائيات سيحظى بفرصة كبيرة ليصل إلى النجومية، لا سيما أنه يظهر على محطة عربية يشاهدها كل العالم، وأتمنى النجاح لكل من شارك فى البرنامج، ولم يحقق اللقب، ولكنه فاز بحب الجمهور.
■ كيف تقنع وتؤثر على المواهب التى يلتف إليها زملاؤك المدربون أن تنضم إلى فريقك؟
- فى هذه اللعبة الموهبة هى التى تختار والصوت الحلو هو الذى يدفعنى لأن أدير الكرسى وكل المواهب يكون فى داخلها القرار وتختار المدرب الذى تحبه والقرار لهم فى النهاية.
■ الكل شعر أنك أكثر الفنانين الأربعة هدوءاً وارتياحاً فى البرنامج وظهر ذلك من خلال الحلقات المباشرة، فما سر هذا الارتياح؟
- هذه طبيعتى التى ظهرت بها وأنا كنت أتصرف بتلقائية، وربما كانت شخصيتى قريبة من الناس.
■ من وجهة نظرك لماذا لا تنجح وتستمر المواهب الفائزة فى مثل هذه البرامج بالرغم من الشعبية التى تحققها من خلال البرنامج؟
- ربما يكون لعدم دعم بعض الشركات المنظمة لهذه البرامج للمواهب التى تخرج من البرامج، ولكن الوضع مختلف فى برنامج «ذا فويس» فهو تحت رعاية شركة عالمية كبيرة.
■ هل ما زلت على تواصل مع المشتركة يسرا محنوش، نجمة فريقك فى الموسم الأول؟
- بالتأكيد ما زلنا متواصلين، وأنا سعيد بنجاح يسرا، وقدمنا أغنية معاً بعنوان «ساعة»، كتبها الشاعر كريم العراقى، وأدّتها يسرا بحرفية عالية، وأتمنى لها التوفيق فى حياتها الفنية.
■ وماذا عن علاقتك بالمدربين الثلاثة صابر وعاصى وشيرين؟
- صابر وعاصى وشيرين نجوم يملكون خبرة فنية ولهم جمهورهم، كما أنهم أصدقاء رائعون يتمتعون بصفات رائعة من الطيبة والنظافة وعدم التصنع، وهذا ما ظهر فى البرنامج واكتشف الجمهور شخصية كل فنان، وأصبحنا أقرب من الموسم الماضى وأصبحنا مثل العائلة الحقيقية التى ينتظرها المشاهد كل أسبوع، والبرنامج أفادنا بشكل كبير وزاد شعبيتنا.
■ ما رأيك فى اتجاه عدد كبير من المطربين الآن إلى تقديم هذه النوعية من البرامج، وهل لها علاقة بكساد سوق الغناء؟
- كل فنان له أسبابه الخاصة التى تدفعه لخوض تلك التجربة، وأنا شرحت سبب قبولى البرنامج، وبالمناسبة هذه البرامج موجودة فى جميع أنحاء العالم، وحققت نجاحاً كبيراً وخرج منها مطربون كبار، فما المانع أن نخوضها فى الوطن العربى بنفس المستوى العالمى.[SecondImage]
■ هل تعتقد أن فرصة جيلك كانت أصعب من الجيل الحالى الذى أصبحت شهرته أسهل من خلال برامج اكتشاف المواهب الكثيرة؟
- بالتأكيد الجيل الحالى أصبح طريقه أسهل فى تحقيق الشهرة فى ظل وجود عدد كبير من المحطات الفضائية، وبرامج اكتشاف المواهب، على عكس جيلنا الذى كان يستغرق وقتاً طويلاً فى قطع مسافات نحو النجاح والشهرة، ولكن من وجهة نظرى النجاح السريع قد لا يستمر، أما النجاح الذى كان يُبنى على مشوار طويل فهو الذى يستمر أكثر.
■ خضت تجربة التمثيل فى مسلسل عراقى قديم بعنوان «المسافر»، فهل تفكر أن تعيد التجربة بعد اتجاه عدد كبير من النجوم إلى التمثيل مؤخراً؟
- لن أكرّر تجربة التمثيل أبداً فى حياتى، فقد كانت تجربة فاشلة فى بداياتى، مع العلم أننى كنت محظوظاً أن أخوض تجربة التمثيل مع ممثلين عراقيين كبار وأنا صغير السن ومحدود الخبرة، ولكنى أرى أننى لست ممثلاً، ولا أفكر فى خوض التجربة مرة أخرى مهما كانت المغريات، وأحترم جداً كل تجارب المطربين الذين أحبوا التمثيل وخاضوا التجربة ونجحوا فيها، وهذه فى النهاية اختيارات وأنا لا أدخل التمثيل أبداً فى تفضيلاتى أو اختياراتى، فأنا مطرب فقط.
■ تمتلك العديد من المواهب مثل الغناء والتلحين وكتابة الشعر والرسم والنحت، فكيف تعلمت كل هذه المواهب وأين تجد نفسك فى كل هذا؟
- تعلمت الغناء والتلحين وكتابة الشعر منذ طفولتى وقد كنت طفلاً أحب الحياة، وأتخيّل قصصاً وأعيشها فى خيالى واكتشفت موهبتى فى الغناء عن طريق الصدفة فى البيت مع عائلتى، ولم أكن مدركاً موهبتى فى الغناء، وكانت هواياتى كثيرة وقتها وأبرزها الرسم، أما النحت فتعلمته فيما يقرب من تسع سنوات، وقد تعلمت أصول النحت وتقنياته بشكل محترف، وعندما يرى أى شخص أعمالى لا يصدّق أبداً أننى من قمت بعملها.
■ إلى أين وصلت فى ألبومك الجديد من تحضيرات؟
- انتهيت من تسجيل معظم أغانى الألبوم وأحتاج إلى شهرين أتفرّغ فيهما لتسجيل باقى أغانى الألبوم، الذى تعاونت فيه مع عدد كبير من الشعراء والملحنين.
■ قمت بتلحين كل القصائد التى قمت بغنائها فلماذا تستعين فى ألبومك الأخير بملحّنين آخرين؟
- كان علىّ أن أخضع لرغبة الجمهور، الذين أرادوا أن يسمعوا كاظم يغنّى لملحّنين آخرين، ولذلك طلبت من ملحنين آخرين ألحاناً، وعلى الرغم من نجاح تجربتى مع أغانى ملحنين آخرين، ولكنى أفضّل أن أغنّى ألحانى لأننى لا أكرر نفسى فى الألحان، كما أننى أطور فى ألحانى بشكل مستمر.
■ هل كل القصائد التى كتبتها مستوحاة من تجارب شخصية لك؟
- معظم القصائد مستوحاة من خيالى، وهناك بعض القصائد من تجارب شخصية، وأنا أملك خيالاً خصباً منذ الطفولة اكتسبته من خلال موهبة الرسم، ومعظم القصائد التى كتبتها كانت مهداة إلى أبنائى.
■ ما سر نجاحك وتميزك فى غناء القصائد؟
- هذه موهبة من عند الله سبحانه وتعالى والنجاح والتميز فى النهاية نصيب واجتهاد.
■ ما الذى يميز كاظم الساهر عن كل المطربين؟
- أننى لا أشبه أحداً ولى لون خاص بى منذ بدايتى وأنا أقوم بتطويره ولكل إنسان وفنان شخصيته يجب عليه أن يكون نفسه وأن يبتعد عن التقليد، الاجتهاد هو الذى يصنع النجم.
■ ما سبب غيابك عن مصر الفترة الأخيرة هل لها علاقة بأى أمور سياسية؟
- إطلاقاً لم أغب عن مصر بسبب أى أمور سياسية وما زال منزلى والأستوديو الخاص بى هناك وأنا أذهب إلى مصر وكنت موجوداً بمصر فى ظل الأحداث السياسية المضطربة التى مرت بها مصر مؤخراً ولكن ليس من الضرورى أن أعلن أننى موجود فى مصر فأنا أحب أن أعيش حياتى فى هدوء.
■ ولماذا لم تقم بأى حفلات بمصر خلال الفترة السابقة؟
- أنا لا أقوم بإحياء أى حفلات فى أى دول غير مستقرة أمنياً، ومن بينها العراق، خوفاً على جمهورى وليس على نفسى، ولكننى أرى أن الأمور فى مصر فى الفترة المقبلة سوف تستقر وسوف أعود وأقدم حفلات هناك لجمهورى الحبيب.