عمال المصانع: عجلة الإنتاج «بتصحى بدرى»
بالقرب من مدخل مدينة السادات أو «موقف العاشر» بمدينة العاشر من رمضان، تجد منذ الخامسة صباحاً بالقرب من نزلة الدائرى وحتى مدخل العاشر تزاحم العمال، يشبه زحام القاهرة فى الثانية ظهراً، وفى موقف المصانع بالحى السادس بمدينة 6 أكتوبر يتكرر المشهد، حيث يتزاحم العمال المقبلون من كل أنحاء القاهرة أو من خارجها، يتجمعون فى موقف ليلة القدر الذى يعد أكبر مناطق التجمع إلى مدخل المنطقة الصناعية.
فى العاشر من رمضان، يأتى عمال المصانع من الشرقية والقليوبية والإسماعيلية، فيتحركون قبل الفجر ليصلوا مصانعهم فى السادسة صباحاً، والأمر نفسه بالنسبة للمقبلين من القاهرة أو الجيزة أو الهرم أو إمبابة عبر الدائرى.
حاتم جلال، عامل بمصنع كبير للبطاريات بالمنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر، يقول إنه يعمل منذ سنوات طويلة فى الشركة ويعيش فى الهرم، حيث يأتى بالمواصلات ويستيقظ كل يوم ليصلى الفجر ويرتدى ملابسه ثم يذهب إلى عمله، فالطريق يستغرق حوالى ساعة مع زحمة الصباح خاصة «فى ميدان الرماية»، وهو ما يضطرنا للخروج مبكراً حتى نصل فى موعد «الوردية». وحول ضرورة الاستيقاظ فجراً قال إنه منذ سنوات وكل العاملين فى المصنع يستيقظون فجراً للحاق بالوردية الأولى «وردية الصبح»، ويضيف: «معى زملاء يأتون من شبرا والبدرشين ويخرجون قبل الفجر، لأن موعد الوردية يكون فى السادسة صباحاً وأى تأخير بخصم، وهناك أيضاً ربط للأجر بالإنتاج، وطبعاً الكل يكون فى المصنع فى موعده».
وحول ما طالب به المشير عبدالفتاح السيسى الشعب بالخروج مبكراً «5 الصبح»، قال إنه يقصد آخرين، ربما موظفين الدولة أو بعض القطاعات، ولكن معظم الشعب يخرج للعمل بالفعل 5 الصبح أو على الأكثر 6 الصبح، خاصة المصانع، بسبب الورديات، وكل المصريين يخرجون لعملهم 5 الصبح: «نجد السواقين والفلاحين والعمال وبتوع الفول وعمال النظافة والجميع يذهب لعمله مبكراً، وليس كما يقولون إن عجلة الإنتاج توقفت، هذا غير صحيح، ولكن الأزمة أن بعض المصانع أغلقت أبوابها بسبب الظروف الاقتصادية، وهناك مصانع خفضت العمالة ومصانع أخرى خفضت الأجور بسبب عدم الاستقرار الأمنى».
وتابع «حاتم»: «أقول للحكومة والسياسيين: الشعب بيصحى بدرى، بس حققوا لنا الاستقرار، واقضوا على مشكلة الكهرباء والبلطجية وعدم الاستقرار الأمنى»، لافتاً إلى أن كثيراً من زملائه جرى «تثبيتهم»، أى سرقتهم بالقوة، ما يؤكد ضرورة تحقيق الأمن حتى يعمل الناس وتعود عجلة الإنتاج للدوران.