الوقاية خير من العودة".. هنا وبسمة في مواجهة كورونا الصين خوفا على مصر
فتاتان من مصر يرفضان العودة من الصين خوفا من نقل العدوى لأهلهم
جامعة في "شين يانج" في الصين
في وقت سحبت عدد من الدول منهم النمسا والجزائر ومصر رعاياها الموجودين في الصين بسبب انتشار فيروس كورونا، والذي بلغ عدد ضحاياه إلى الآن 361 حالة وفاة، وعدد إصاباته بلغت 17205 حالة، ووصول طائرة الإغاثة المصرية إلى مطار العلمين عائدة من ووهان بؤرة انتشار المرض، وعلى متنها 306 مصريين منهم 11 رضيعا، قرر مجموعة أخرى من المصريين المقيمين في الصين البقاء هناك، منهم 40 مصريا في المدينة الموبوءة بالفيروس، بحسب تأكيدات السفارة المصرية في بكين، وأعداد أخرى من المقيمين في مناطق أخرى من الدولة، التي يبلغ تعداد سكانها مليار و300 مليون نسمة تقريبا، وكانت لهم دوافعهم.
هنا: جامعتي توفر سبل الوقاية من الفيروس وكل الاحتياجات التموينية متاحة
"هنا احمد" 25 سنة، طالبة ماجستير اللغويات، والمقيمة في مدينة "شين يانج" الصينية، واحدة من المصريين الذين قرروا عدم العودة إلى مصر الآن، خاصة أن عدد حالات الإصابة بفيروس الكورونا بالمدينة قليل مقارنة بأعداد الإصابات، كما أن الجامعة، التي تدرس فيها، تتبع عدد من المعايير الوقائية للحفاظ على سلامة طلابها، ومنها قياس درجات الحرارة بشكل دوري، وكل الأماكن يتم رشها بمبيد للفيروس، والذي يشعرهم بالأمان بشكل كبير، وكذلك المدينة تتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية كافة البلاد وليست الصين فقط.
قياس درجات الحرارة مرتين يوميا، والمعايير الوقائية، ليست فقط الأمور الوحيدة، التي تطمئن "هنا" على البقاء في الصين، بل تسمح لهم إدارة الجامعة بالخروج مرة كل 5 أيام لشراء ما يحتاجون، "كل الخضروات والمواد التموينية موجودة ولا يوجد نقص في أي شيء"، بحسب ما تؤكد في حديثها لـ"الوطن".
في مدينة أخرى بالصين الشعبية، تقيم طالبة الدكتوراه في جامعة نينسيا، "بسمة أسامة"، والتي قررت هي الأخرى عدم العودة إلى مصر في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن الجامعة أغلقت أبوابها، ومنعت استقبال الطلاب غير المتواجدين حاليا في السكن الجامعي، كما أن جميع المحلات والمصالح مغلقة عدا الجامعة، والتي هي في الأوقات الطبيعية مكان مفتوح لجميع سكان المدينة، وكذلك الهايبر ماركت، ولكن يمنع أي فرد غير مرتدي الكمامة من دخول أي منهما.
بسمة: أخاف من حمل الفيروس أثناء العودة وأهلي لن يتحملوا بقائي في الحجر الصحي
إجراء وقائي آخر، تتبعه الجامعة، التي تدرس فيها "بسمة"، بحسب حديثها لـ"الوطن"، وهو تخصيص يومين أسبوعيا لإحضار مستلزماتنا، ويكون الدفع عن طريق الموبايل لتجنب الخروج منعا للتجمعات وانتشار العدوى، وإذا خرج أحد تقاس درجة حرارته.
دافع آخر كان وراء قرار بسمة بالامتناع عن العودة، وهي تخوفها من أن يصل الفيروس إلى مصر، حيث ترى أن الفيروس انتشر خارج حدود الصين، بسبب سفر سكانها للاحتفال في بلادهم بإجازة عيد الربيع، دون علمهم بوجود الفيروس، ما أدى إلى سرعة نشر المرض، موضحة: "لا يوجد طيران مباشر لمصر فالطيران لبكين ثم النزول ترانزيت بدبي ثم الطيران إلى مصر هو الحل الوحيد لعودتي، ومن الممكن أن اتعرض لأي إصابة في طريقي".
أمر آخر يطمئن طالبة الدكتوراه المصرية في جامعة نينجسيا، وهو أنها لا تختلط بأي وسيلة من وسائل نقل العدوى بالفيروس، "لدي غرفة ومطبخ مستقلين فلا أحتاج إلى الاختلاط بأحد"، مشيرة إلى أن عودتها قد تجلب المتاعب لأسرتها أكثر من بقائها بحسب رأيها، "من الصعب علبهم تركي أسبوعين للتأكد من عدم حملي للفيروس".