امرأة ادعت أنها إرم ذات العماد و19 مهدي.. عالم أزهري يتحدث عن الخرافات
أمين الفتوى: قابلت امرأة ادعت أنها "إرم ذات العماد"
الدكتور عمرو الوردانى
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك بعض الظواهر في المجتمع أدت إلى حالة من حالات الفوضى بالخطاب والفتاوى، لافتا إلى أن سبب هذه الفوضى ليس أصحاب الخطاب فقط، ولكن يرجع لتعدد الخطابات الموجهة للمجتمع التي منها خطابات متشددة جرى إزاحتها وعلينا الاستمرار في إزاحتها، وخطابات أخرى قليلة الوعي.
وأضاف خلال لقاء مع برنامج "مساء dmc"، المذاع على فضائية "dmc"، الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحصري، أن العالِم الديني له عدة وظائف منها الثابتة، مثل تأسيس الوعي وإنتاج العلم الذي يحافظ على المنهج المعتدل وحراسة القيم، أما الوظائف المتغيرة تتعلق بترميم المجتمع ودعم التنمية، متابعا: "لكي يستطيع العالِم في القيام بهذه الوظائف يجب أن يتمتع بمنهج معتدل وأن يكون متدربا وأن يكون لديه منظومة قيم".
وأشار إلى أن مجتمعنا به قصور في وظيفة "عالِم الدين" ما أدى إلى حدوث فجوة بين الشؤون الدينية والاجتماعية، لذا لابد أن تطور الخطاب الديني لإزاحة الخطابات الخرافية والإجرامية المتطرفة، موضحا أن المواطنين أصبحوا كُسالى في البحث عن المعلومة ما يدفعهم للجوء للخرافات، كما أصبح هناك وسطاء أو "سماسرة دينيين" للتحدث عن الخرافات والضلالات، "الناس راحت للخرافة عشان عايزة تحقق أحلام كبيرة وقدراته صغيرة فبيحصل الحاجة دي".
وتابع: "قابلت 19 مدعي أنه مهدي منتظر، ويقول إنه مبعوث برسالة ويجمع المواطنين وليس على شيء، كما قابلت امرأة تدعي أنها إرم ذات العماد، وكانت تقول إنها لم يخلق مثلها في البلاد ويجوز لها في أي وقت تصلي وتصوم ويوجد عنها أشياء لم يحصل عليها أحد، بما في ذلك النبيين".
وأوضح أن أي عالِم يجب أن يكون باحث اجتماعي، مثل هذه الخرافات أصبحت في الطبقات المثقفة ما يشكل خطر، لافتا إلى أن هناك أنواع من الناس تشكل الخرافة بالنسبة لهم "سبوبة"، منهم المريض النفسي الذي يسرح في خياله للناس وهذا النوع يمكن معالجته بسهولة، وهناك نوع آخر وهو الشخص الذي يعتقد أنه من خلال خرفاته يحسن صنعا للناس، وهذا النوع أخطرهم لأنه يعلم بأن ما يقوله كذب.
وأكد أنه لتجنب الخرافات الدينية هو العودة للمراجع والمؤسسات الدينية الصحيحة، موضحا أن التيار المتشدد حاول تقسيم وتشتيت هذه المؤسسات أمام الرأي العام، مؤكدا أن دار الإفتاء تبذل مجهودا كبيرا لمواجهة هذه الخرافات، كما أنهم وصلوا لشرائح لم يستطيعوا الوصول إليها.