ساندت الجنود على الجبهة ووثقت جرائم شارون.. الوجه الآخر لنادية لطفي
تطوعت لتطبيب مصابي حرب أكتوبر وانضمت لجمعية حماية الحمير
نادية لطفي
بعد صراع مع المرض، رحلت الفنانة نادية لطفي عن عالمنا، صباح اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 83 عامًا، لتترك ورائها تاريخ طويل ليس على المستوى الفني فحسب، وإنما أيضًا على المستويين السياسي والنقابي.
"أم الجنود".. هكذا وصف الشاعر زين العابدين فؤاد الفنانة نادية لطفي استنادًا إلى مواقفها الإنسانية والسياسية، مشيرًا إلى أن الفنانة الراحلة وقفت إلى جوار الجنود فى حربي الاستنزاف وأكتوبر، حيث كانت تنظم زيارات خلال الحرب على الحدود مع عدد من الفنانين، وتجلى ذلك في الفيلم التسجيلي "جيوش الشمس" مع المخرج شادي عبدالسلام، حيث ظهرت من خلاله بشخصيتها الحقيقية مع الجنود لتخفف من ألمهم وتقوم بتوصيل خطاباتهم إلى أسرهم.
نادية لطفي.. المتمردة المحافظة
لقب آخر منحه لها الجمهور نظراً لمواقفها السياسية، حيث كانت ضمن فريق المتطوعات في أعمال التمريض بمستشفى المعادي العسكري خلال حرب أكتوبر 1973، حسبما أكدت خلال لقاء تلفزيوني.
وتميزت الفنانة الراحلة بجرأتها وعلاقتها القوية برؤساء الدول، حيث ذهبت لزيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أثناء حصار قوات الاحتلال الصهيوني لبيروت عام 1982، وقامت بتسجيل ما حدث من مجازر في صبرا و شاتيلا بكاميراتها الخاصة، ونقلته لمحطات تليفزيون عالمية، ما دفع "عرفات" إلى تكريمها بعد ذلك بمنزلها مُهديًا لها شاله، تقديرًا لمواقفها المساندة للمقاومة الفلسطينية.
وقد استطاعت "لطفي" أن تحتفظ في مكتبتها الخاصة بـ 25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها أثناء هذا الاجتياح.
وكان للفنانة الراحلة أيضًا إسهامات خيرية، فكانت من أوائل المنضمين إلى جمعية "حماية الحمير" التي تأسست في 1930، على يد الفنان زكي طليمات، وكان لانضمامها بالغ الأثر على انضمام عدد كبير من المفكرين والأدباء والفنانين، ومنهم طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وأحمد رجب، وانضمت "لطفي" أيضًا إلى جمعية "خدمة وحماية المعاقين".
وبسبب جهوها حصلت الفنانة الراحلة على 100 فدان لمصلحة نقابة المهن التمثيلية توزع على إسكان الفنانين.
وفي عام 2003، قررت الفنانة نادية لطفى إعداد كتاب وثائقي يسجل الحروب التى تعرض لها العالم العربي منذ عام 1956 وحتى 2003، خصوصًا ما ارتبط بالغزو الأمريكي للعراق.