في "الرحمانية".. كيف يحل الطب الشرعي لغز الحادث؟
العثور على 4 أفراد قتلى بغرف نومهم.. والأب مشنوق ومشتبه فيه
منزل ضحايا الرحمانية
مذبحة إنسانية مروعة، ضحيتها 5 أفراد لأسرة واحدة في "عزبة خضر" بمركز الرحمانية بمحافظة البحيرة، لم يبقَ منهم سوى "وجبة طعام وحبل وجنش"، ليتركوا خلفهم عدة علامات استفهام حول سبب مقتلهم.
أسفرت التحريات والتحقيقات ومعاينة الجهات الأمنية والقضائية، عن أن نقاشا "الزوج" عثر عليه مشنوقا ومعلقا في جنش بسقف المنزل، وعثر على زوجته في غرفة نومها وفي حضنها طفل صغير يبلغ من العمر "عام ونصف"، مقتولين، وأيضا عثر على اثنين من أبنائهما مقتولين داخل غرفة النوم، حيث رجحت التحريات الأولية أن الزوج مشتبه فيه بقتل زوجته وبناته الثلاثة، بالسم بعد أن دسه في الطعام، وانتحر بعد ذلك حيث "شنق نفسه بحبل فى جنش الغرفة".
وجاءت تلك الترجيحات بعد أن أكد عدد من الجيران وأسر الضحايا أن الزوج يعاني من حالة نفسية سيئة وأنه يخضع للعلاج على يد أطباء، تم استدعاؤهم لسماع أقوالهم حول تشخيص الحالة التى يمر بها الزوج المنتحر المشتبه فيه بارتكاب الواقعة، وعما إذا كان هذا المرض النفسي يدفعه إلى ارتكاب تلك المذبحة من عدمه، وقررت النيابة عرض الجثث على الطب الشرعى لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
رئيس الطب الشرعي الأسبق: علامات الحبل حول العنق وعظام الحنجرة أبرز العلامات على الانتحار
الطب الشرعي، هو من سيحل لغز المذبحة التي أثارت حزنا ضخما في الرحمانية، والفصل في كونها تحمل شبهة جنائية أو أن الواقعة ارتكبها الزوج قبل أن يقدم على الانتحار، حيث قال الدكتور أيمن فودة، رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، إن ذلك يتم وفقا لاتجاهين، أولهما الكشف الظاهري للقتلى ومسرح الجريمة الذي يعد الشاهد الصامت، والثاني من خلال الفحوصات الطبية التي تستغرق حوالي أسبوعين.
وأوضح فودة، لـ"الوطن"، أنه في حالة كان الزوج هو الجاني ثم أقدم على الانتحار، يظهر ذلك من خلال الكشف الظاهري بالتعرف على مناطق تجمعات الدماء في مواضع الارتكاز بالجسم، أي الأجزاء المضغوطة، حيث ينتقل الدم للجزء السفلي من البطن والأقدام، كما أن الحبل كامل الاستدارة حول العنق مع علامات واضحة له، فضلا عن وجود قذف لديه للحيوانات المنوية عقب الانتحار.
وتابع أنه يتم أيضا فحص عينات من البول والكبد والدم والرئة وغيرها، لمعرفة وضعها، والتأكد من عدم وجود أي مواد أو سم في الجسم لتحديد سبب الوفاة العلمي.
بينما في حال وجود متهم آخر قتل الأسرة، أشار فودة إلى أنه يظهر ذلك من خلال فحص وجود دلالات لتعرض الزوج المشنوق للخنق، عبر ترسب الدم بالأوعية الدموية للمكان الذي جرى تقييده منه وليس الأقدام، وكسر بعظام الحنجرة لمنع الصوت، وأجزاء من الجلد داخل أظافر الضحية كدليل لمحاولة المقاومة، كما أن الحبل لن يكون كامل الاستدارة، موضحا أن ذلك يثبته أيضا الشق التشريحي بفحص الطب الشرعي في تقريره النهائي.