"الصراع الرباعي".. ماذا يحدث في شمال سوريا؟
آلية تركية مدمرة
قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية، أمس الخميس، إن وحدات من الجيش السوري دخلت مدينة سراقب الاستراتيجية في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، وبدأت في "تمشيطها" وإزالة الألغام.
وهذا التقدم أحدث مكاسب في حملة كبيرة بدأت في ديسمبر، بدعم روسي في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا لاستعادة آخر معقل للمعارضة.
وعرض التليفزيون الرسمي لقطات لمجموعات من الجيش السوري تجوب الشوارع الخالية بالبلدة التي دمرتها ضربات جوية روسية وسورية مكثفة تسببت في مقتل مئات المدنيين منذ بدء الحملة في الأشهر الماضية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مصير من بقي داخل المدينة لا يزال مجهولا حتى الآن، كما لا يزال مصير عشرات المقاتلين الذين كانوا محاصرين داخل المدينة مجهولا.
وما زال جيش الغزو التركي ومرتزقته الإرهابية مستمرون في الهجمات والانتهاكات على الشمال والشرق السوري، ففي منطقة تل أبيض، هاجم جيش الغزو والمرتزقة الإرهابية في 29 من شهر يناير بالأسلحة الثقيلة الطريق الدولي، ما أدى إلى جرح مدني.
وفي منطقة عين عيسى، هاجموا في الثالث من الشهر الجاري، نقاط مقاتلينا في قرية خربة كرم، ما أدى إلى نشوب معارك واشتباكات طاحنة تسببت بمقتل خمسة من المرتزقة وتدمير مركبة لهم والاستيلاء على عدد كبير من الذخيرة.
وقصفوا نقاطاً بالقرب من مخيم عين عيسى، وأدى إلى ارتقاء مقاتلين اثنين من قواتنا لمرتبة الشهادة، وعادوا بالقصف لعموم منطقة عين عيسى مستخدمين أسلحة ثقيلة تسبب لجرح مقاتلين من قواتنا المدافعة في الجبهات.
ولم تسلم منطقة تل تمر كأخواتها من المناطق الشمالية من القصف المستمر، فجيش الغزو قام في الثالث من الشهر الجاري، فبراير، بنقل وحدات عسكرية إلى القرى دبسة وباكرة والعامرية وتل الشهيد دلشير وكما استقدمت عدد كبير من الأسلحة الثقيلة إلى القرى المذكورة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن تركيا لن تسمح للنظام السوري بتحقيق مزيد من التقدم الميداني في إدلب، آخر محافظة خارجة عن سيطرته في شمال غرب سوريا.
وذكر أردوغان في تصريحات نشرها الإعلام التركي: "يسعى النظام إلى التقدم ميدانيا في إدلب عبر تشريد أشخاص أبرياء يتجهون نحو حدودنا، لن نعطي النظام فرصة للتقدم، لأن ذلك سيزيد من العبء علينا".
وأضاف: "لا توجد حاجة لخلاف خطير مع موسكو بخصوص التطورات في سوريا في الوقت الراهن"، مضيفا أن بلاده ستتحدث مع روسيا بهذا الشأن "دون غضب".
وحررت وحدات من الجيش تل السواتر وقرية الهرتمية على محور أبو الضهور وقريتي معردبسة وخان السبل على جانبي الطريق الدولي "حلب - حماة" بعد القضاء على آخر بؤر الإرهاب فيها.
وخلال العام الماضي، فرض الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب معادلات جديدة بعد تحريره عشرات القرى والبلدات في ريف إدلب ودخوله إلى منطقة الجزيرة السورية لتعزيز الأمن والاستقرار فيها وحماية الأهالي من اعتداءات الاحتلال التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية.
سلسلة انتصارات الجيش خلال 2019 وتطهير مزيد من الأرض السورية من رجس الإرهاب بنيت قواعدها واستمدت مقوماتها من النجاحات العسكرية والمعارك الحاسمة، التي خاضها الجيش ضد الإرهاب في عام 2018، حيث تم تطهير ريفي حماة الجنوبي وحمص الشمالي وغوطتي دمشق وصولاً إلى محافظتي القنيطرة ودرعا وباديتي حمص ودير الزور، وجميعها أعطت الدفع المادي والمعنوي لقوات الجيش وشكلت مقدمات لتحرير ريف حماة بالكامل وأجزاء من ريف إدلب الجنوبي، ليتوجها بتحرير مدينة خان شيخون الاستراتيجية في أغسطس الماضي.