لن تتحدث مع مصابي كورونا.. رحلة 12 ساعة لـ"الوطن" مع استعلامات مستشفيات ووهان
ممرضة صينية: نعمل اللازم ولا أستطيع الإدلاء بأي معلومات عن الأعداد
مريض بفيروس كورونا
وباء غامض يعصف بالبشر يفتك بكل من يتمكن منه خصوصا كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، فيروس "كورونا" الجديد الذي انتشر كالنار في الهشيم في أرجاء مدينة ووهان الصينية، فتحولت إلى حجرٍ صحي مغلق على سكانها، في خطوة من حكومة بكين لعدم توغل الفيروس في مناطق أخرى بالدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.386 مليار نسمة، وعلى الرغم من هذا الإجراء الوقائي فإن الفيروس انتشر.
بتصريح من مدير عام منظمة الصحة العاملية، بدأت "الوطن" عملية بحث لرصد الإصابات والوفيات الناجمة عن هذا الفيروس وكذا إجراءات مواجهة "كورونا" في الصين.
"بصراحة نحن نحارب شبحًا نحتاج إلى إخراج هذا الفيروس إلى النور حتى نتمكن من مهاجمته بشكل صحيح".. بهذه الكلمات تحدث مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس جيبرييسوس، مؤكدا أنه لم يُعرف سوى القليل عن فيروس كورونا، عدا حقيقة أنه أكثر خطورة على البشر.
18 مستشفى تستقبل مصابي فيروس كورونا.. وإجراءات صارمة لمواجهة انتشاره
خلال 12 ساعة من البحث، بدأت في الثامنة مساء الخميس حتى الثامنة صباح اليوم الجمعة، حاولت "الوطن" التواصل مع استعلامات مستشفيات "ووهان" الصينية، لمعرفة أعداد المصابين بفيروس كورونا وأعداد الوفيات، وكيفية التعامل معهم.
18 مستشفى يتلقى فيها مصابو "كورونا" العلاج، ما بين مستشفى عام ومستشفى للعلاج الصيني التقليدي، وأخرى جامعية ومستشفى للأطفال، إضافة إلى عيادات طوارئ، حاولت "الوطن" التواصل مع استعلامات كل مستشفى للوصل إلى الأرقام الحقيقة التي خلفها هذا الفيروس.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد جرى توثيق 24 ألفًا و363 حالة إصابة مؤكدة بـ"كورونا" ونحو 490 حالة وفاة في الصين، إضافة إلى 191 حالة في 24 دولة وحالة وفاة في الفلبين، مشيرة إلى أن 99% من الحالات تتركز في الصين، منها 80% في مقاطعة هوبي.
فرق التوقيت لم يكن العائق الوحيد في الحصول على المعلومات، حيث إن اللغة والتوتر كانا عائقين أيضًا، بعدما باءت محاولة الوصول إلى المستشفيات الخمس الأولى والتواصل مع العاملين فيها بالفشل، بسبب الخطوط المغلقة وعدم الرد.
بعد منتصف الليل بدقائق، كان بصيص الأمل برد إحدى العاملات في مستشفى "رينمين" التابعة لجامعة ووهان بعبارة "لا أتحدث الإنجليزية"، بعدها تستدعي العاملة سيدة أخرى؛ لتجيب عن الأسئلة بشكلٍ مقتضب.
ببطء شديد تجيب العاملة بمستشفى "رينمين": نعم إننا نقدم الرعاية الصحية للمصابين، ولا أستطيع ذكر الأعداد لأنني لست مخولة بذلك، لكن دعني أقول إنه لا يوجد وقتٌ للنوم، وإذا كنت تريد معلومات وتفاصيل أكثر فعليك الاتصال في الثامنة صباحا، وينقطع الخط بعدها.
"ماذا تريد؟" وبعدها يغلق الخط، كان الرد الوحيد الذي واجهه محرر "الوطن" بعد عدة ساعات في محاولات للاتصال مرة أخرى بالمستشفى والوصول إلى شخص مسؤول يوضح الوضع هناك، إلا أن رد موظفة الاستقبال جاء باللغة الصينية بصوتٍ عالٍ يغلب عليه التوتر، وبعدها انقطع الاتصال في مكالمة لم تستغرق دقيقة.
وفي محاولة جديدة للاتصال بمستشفى "ووهان المركزي"، رد موظف استعلامات يجيد اللغة الإنجليزية بدرجة كبيرة، من المرة الأولى، موضحا أنه لا يُسمح بالتحدث مع مصابي فيروس كورونا، لكن المستشفى توفر لهم الرعاية الصحية.
الضغط على خطوط الهواتف الخاصة في مستشفيات مدينة ووهان، جعل الشبكة مشغولة دائمًا، وذلك بعد محاولاتٍ كثيرة للتواصل مع أي مسؤول في مستشفى ووهان للأطفال، ومركز مكافحة الفيروسات والأوبئة، إضافة إلى أن 3 مستشفيات كانت خطوط هواتفها مشغولة لساعات طويلة.
فريق طبي كبير يتكون من 138 طبيبا من مستشفيات في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم في شمال غربي الصين، يتجه إلى "هوبي" للمساعدة في السيطرة على فيروس كورونا الجديد، إضافة إلى فرق أخرى من عدة مناطق تتجه للانضمام إلى معركة مكافحة الوباء، بحسب اللجنة الصحية في الصين.
وفي الوقت نفسه، أرسلت مقاطعة يوننان بجنوب غربي البلاد دفعتها الثانية المكونة من 100 طبيب إلى هوبي، كما أرسلت مقاطعة قوانجدونج بجنوبي الصين فريقا يتكون من 7 خبراء في مجال الاستجابة الصحية العامة الطارئة و57 عاملًا طبيا إلى ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي. وذكرت وكالة الأنباء الصينية الجديد "شينخوا" أن قوانجدونج أرسلت أكثر من 400 طبيبٍ وممرض من ذوي الخبرة إلى ووهان، حتى الآن.
فيما أرسلت مقاطعة جيلين في شمال شرقي البلاد 32 عاملا طبيا إلى هوبي، وأطلقت منظمة الصحة العالمية 9 ملايين دولار أمريكي من صندوق الإعانات الطارئة، وأكدت أنها بصدد إرسال نصف مليون قناع وأكثر من 350 ألف قفاز طبي و40 ألف جهاز استنشاق، ونحو 18 ألفا من الأثواب الواقية من مستودعات المنظمة في دبي وأكرا إلى 24 دولة، من أجل مكافحة المرض.