تسير على خطى مصر.. خبيرة تشرح أجندة جنوب أفريقيا رئيس الاتحاد الأفريقي
تستكمل جنوب أفريقيا ما بدأته مصر في مبادرتي إسكات البنادق والتجارة
قمة الاتحاد الأفريقي - صورة أرشيفية
كل عام تتولى دولة رئاسة الاتحاد الأفريقي، تحاول أن تدفع بالقارة للأمام، عبر محاور تتحدد من خلال خلفية الدولة ومدى انتمائها لقضايا الملحة التي ترى أهمية وضرورة لفت الانتباه والعمل عليها، وقد أثبتت مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي خلال عام ينتهي غدًا لتتسلمها دولة جنوب أفريقيا دعمها للنواحي الاقتصادية والأمنية، فكان تدشينها لمنطقة التجارة الحرة وتفعيل مبادرة إسكات البنادق، بحسب الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشأن الأفريقي.
مصر من أكثر الدول الأفريقية وعلى مستوى العالم التي تواجه الإرهاب وتسير في خطى التنمية الاقتصادية في نفس الوقت، ما جعلها تثبت ولاءها وانتماءها الأفريقي خلال توليها رئاسة الاتحاد عبر مبادرة إسكات البنادق التي أطلقتها لتعتمد على آلية الإنذار المبكر، بمعنى استخدام المؤشرات الأولية التي تنذر بإمكانية نشوب الصراعات وهو ما حدث بالنسبة لدولة ليبيا حيث استطاعت الآلية أن تتوقع نشوب صراعات أهلية بها وأيضا في جنوب السودان، لتهدف مصر أن تساهم مبادرتها في حل ومواجهة الصراعات في مهدها عن طريق الاتحاد الأفريقي، بحسب البشبيشي في حديثها لـ"الوطن".
خبيرة شأن أفريقي: جنوب أفريقيا تتابع مسيرة مصر وستدعم قضايا أخرى مثل مكافحة العنصرية
وتتوقع خبيرة الشأن الأفريقي أن ترأس جنوب أفريقي خلال الفترة المقبلة للاتحاد الأفريقي سيتبعه توجيه الاهتمام والأولوية نحو قضايا العنصرية، فبحسب البشبيشي فإن أجندة الاتحاد الأفريقي تتحدد بناء على خلفية كل دولة عن القارة ومدى انتمائها، وتعمل على نقل تجربتها لباقي الدول ولفت انتباه العالم لقضية تعتبرها ملحة، ولأن منطقة جنوب أفريقيا التي تنتمي لها تواجه قضايا تتعلق بامتلاك البيض للأراضي وعوامل ومقومات الإنتاج، ومن هنا فإنها ستركز جهودها لتصدر تجربتها في مكافحة العنصرية.
وتضيف البشبيشي، أن دولة جنوب أفريقيا ستعمل أيضا على استكمال مسيرة مصر الناجحة خلال فترة رئاستها للاتحاد الأفريقي في محاور الاقتصاد والأمن، لتناقش أمن دول الجنوب والمشكلات الاقتصادية، واستكمال منطقة التجارة الحرة التي وقعت عليها 26 دولة، لتواصل ما بدأته مصر في إنشاء المنطقة لأهمية ما تقدمه للقارة السمراء من تكامل اقتصادي، كما يمكن أن تعمل منظمة الاتحاد الأفريقي على توحيد الرؤى الخاصة بالمنظمات الإقليمية التي تعمل تحت الاتحاد الأفريقي مثل الكوميسا والفابك ومجلس الأمن والسلم وغيرها، والتي تشهد تضارب للمصالح الاقتصادية بين وقت وآخر مع المنظمة الأم.
ونظرا لاستمرار الأزمة الليبية التي اشتعلت وتيرتها في الفترة الأخيرة فإنه على جنوب أفريقيا أن تولي الاهتمام الأمني اهتمامًا خالصا، وتواصل دعم مبادرة مصر لإسكات البنادق، وخصوصا لوجود صراعات في مناطق أخرى ولأهمية المبادرة في حل النزاعات.