باحث يكشف سبب عدم تصنيف بريطانيا للإخوان كجماعة إرهابية
فاروق: بريطانيا أول ممول مالي ولوجيستي للإخوان منذ عهد حسن البنا
علم بريطانيا
دعا نواب بريطانيون إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية تحرض على الكراهية، وتدعو لمهاجمة المسيحيين حول العالم.
ونشر تليفزيون البرلمان البريطاني كلمات لعددٍ من البرلمانيين طالبوا فيها الحكومة البريطانية وشركائها بإصدار قرار ينص على تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، كما حث برلمانيون بريطانيون الحكومة على إجراء تحقيقات حول نشاط أعضاء الجماعة المتواجدين على أراضيها.
فيما تقدم مجموعة من البرلمانيين بطلبات استجوابات إلى الحكومة البريطانية بشأن قيام أعضاء من تنظيم الإخوان بأنشطة مشبوهة على أراضيها، وطالبوا بطردهم خشيةً من تأثيرهم على الأمن القومي البريطاني.
وعلى الرغم من الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها جماعة الإخوان وتاريخها الدموي منذ نشأتها حتى الآن لم تتخذ بريطانيا إجراء جاد بشأن حظر هذه الجماعة بل، وتمثل مأوى لأغلب قياداتها.
باحث يكشف سبب عدم تصنيف بريطانيا للجماعة كإرهابية
الباحث في شؤون الإسلام السياسي عمرو فاروق، كشف السبب عن عدم ادراج بريطانيا لجماعة الإخوان على قوائمها الإرهابية، مشيرًا إلى أن بريطانيا هي أول ممول مالي ولوجيستي لجماعة الإخوان منذ عهد مؤسس الجماعة حسن البنا عام 1928.
وأوضح فاروق، لـ "الوطن"، أن لندن تعتبر العاصمة الثانية لجماعة الإخوان ويوجد بها مقر التنظيم الدولي، وأنها احتضنت عددا كبيرا من قيادات الإخوان ومنحت بعضهم حق اللجوء السياسي، والجنسية البريطانية إضافة لمعونات مالية، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية البريطانية وظفت جماعة الإخوان منذ تأسيسها كأداة ضغظ لتحقيق مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، والهيمنة على الأوضاع السياسية في المنطقة العربية.
علاقات قوية واتصالات بين قيادات الإخوان وقيادات بريطانية
وأكد فاروق أن حزب المحافظين البريطاني، لديه علاقات وثيقة وقوية مع جماعة الإخوان سياسيا واقتصاديا، إذا يجرى استخدام الإخوان في حشد أصوات المسلمين في بريطانيا؛ لتمرير القرارات السياسية التي يتخذها الحزب.
وأشار فاروق إلى أن بعض قيادات التنظيم الخاص، كشفت في مذكراتهم اتصالات زينب الغزالي وحسن الهضيبي بالسفارة البريطانية في القاهرة، بهدف الإطاحة بالرئيس جمال عبدالناصر، مشيرًا إلى أن هناك مؤشرات تؤكد تورط المخابرات البريطانية في التخطيط لحاداث المنشية عام 1954.
تواجد مكثف لكوادر وقيادات وتنظيمات ومؤسسات إخوانية في بريطانيا
وعن الوجود الإخواني في بريطانيا، أكد فاروق أن بها أكثر من 40 مؤسسة إخوانية، متنوعة بين مؤسسات دينية واجتماعية وإعلامية وقانونية، واقتصادية إضافة إلى "الرابطة الإسلامية"، التي تمثل أكبر كيان إخواني في أوروبا على الإطلاق، وتضم أكثر من 500 منظمة إخوانية التابعة للتنظيم الدولي، والتي تأسست عام 1997 برعاية المخابرات البريطانية علاوة على وجود منظمة الإغاثة الإسلامية التي تأسست عام 1984، والتي تمثل أكبر مؤسسة يجرى توظيفها في جمع الأموال من العالم الإسلام العربي والغربي.
وأشار فاروق إلى أن بريطانيا احتضنت عددا كبيرا من قيادات الجهاد المصري، وتيارات السلفية الجهادية، أمثال هاني السباعي مؤسس مركز المقريزي، وياسر السري مؤسس المرصد الإسلامي، رغم حصولهما على أحكام بالإعدام، ودعمهما للجناح المسلح للإخوان عقب ثورة 30 يونيو.
عمدة لندن: لا يمكن تصنيف الإخوان كإرهابية لأنها نشأت برعاية بريطانية
ونقل فاروق تصريحات عمدة لندن ﻛﻴﻦ ﻟﻔﻨﺠﺴﺘﻮﻥ، للصحفيين عام 2008، أنه لا يمكن تصنف الإخوان على قوائم الاٍرهاب، مؤكدا أنها جماعة نشأت برعاية بريطانية، وتلقت تمويلات من الخارجية البريطانية منذ حسن البنا.
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن لجنة برئاسة السير جون جينكينز، تشكلت لمراقبة جماعة الإخوان، وأصدرت تقريرا في ديسمبر 2015، يفيد بأن جماعة الإخوان روجت لسياسيات أكثر تشددا، وأن تمويلاتها غير معلومة، وأن الانتماء للجماعة بداية للتطرف، لافتًا إلى أن لجنة العلاقات الخارجية أجبرت وزارة الخارجية البريطانية على التراجع عن تقريرها، وأصدرت تقرير في عام 2016، يبرأ الإخوان من التطرف والإرهاب، كما أجبرتهم على عقد لقاءات موسعة مع قيادات التنظيم الدولي وفي مقدمتهم إبراهيم منير.
علاقات بين قيادات الجماعة وقيادات نيابية في بريطانيا
وأوضح فاروق أن الإخوان على علاقة طيبة بقيادات بريطانية منهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم الربطاني كريسبين بلانت، والذي يعد من أكثر المدافعين والحلفاء الاستراتيجيين للإخوان، ويرتبط بعلاقة صداقة قوية مع الأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير، ووزير مالية الإخوان إبراهيم الزيات، إضافة إلى أنس التكريتي، وهمام سعيد مسؤول الاتصال في منطقة الشرق الأوسط داخل التنظيم الدولي.
الداخلية البريطانية تصرح بحق اللجوء السياسي
وأكد فاروق أنه في أغسطس 2016، أصدرت وزارة الداخلية البريطانية لائحة داخلية جديدة تمنح أعضاء جماعة الإخوان المصريين في بريطانيا، حق اللجوء السياسي، وذكرت الوزارة، على موقعها، أن بعض أعضاء الجماعة الحاليين والسابقين مؤهلون لطلب اللجوء السياسي، بدعوى تعرضهم للاضطهاد من قِبَل السلطات المصرية.