في افتتاحية "إيجبس 2020".. أزمات وتحديات تحولت لقصص نجاح مُلهمة
"البترول" يسهم بـ27% من الناتج المحلي بقيمة 1.4 تريليون جنيه في 2019
وزير البترول خلال القاء كلمته
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، اليوم، فعاليات مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول "إيجبس 2020" في دورته الرابعة، والذي يعقد تحت رعايته على مدار الفترة من 11 - 13 فبراير الجاري، تحت شعار "شمال أفريقيا والبحر المتوسط.. تلبية احتياجات الغد من الطاقة".
وحضر الافتتاح المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والمهندس شريف إسماعيل مساعد الرئيس للمشروعات القومية ومجموعة من الوزراء ورؤساء شركات البترول العالمية والمسؤولين التنفيذيين.
وفي الكلمة الافتتاحية،
وجه المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على حضوره ورعايته لمؤتمر مصر الدولي للبترول "إيجبس 2020"، مبينًا أنَّ دعمه أسهم في تعزيز خطاه على مدار السنوات الماضية، مشيدًا بالدعم الذى يوليه رئيس الجمهورية لقطاع البترول والذي يسهم بشكل مباشر في تحقيق نجاحات ملموسة على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي.
ووصف الملا، مؤتمر مصر الدولي للبترول "إيجبس 2020" بالمنصة المتميزة التي باتت أحد عناصر تنفيذ استراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية؛ بما تتيحه من فرصة كبيرة لمشاركة العالم قصص النجاح التي تحققت وكذلك الخطط والسياسات والإصلاحات والتطوير الجاري العمل به، ونافذة لاستعراض الفرص المتاحة وزيادة أواصر التعامل مع الشركات العالمية وخبراء صناعة البترول بما يحقق المصالح المشتركة.
وأوضح وزير البترول، أنَّ مصر نجحت في تخطي العديد من التحديات التي واجهت الدولة وصون مقدرات الشعب المصري وترسيخ الاستقرار السياسي والاجتماعي بإرادة سياسية صلبة وتكاتف شعبي لافت، بما في ذلك تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي؛ أسفر عن تحقيق نتائج إيجابية على صعيد رفع معدلات النمو وخفض عجز الموازنة وخفض معدلات البطالة والحد من التضخم، فضلاً عن تنفيذ مشروعات قومية كبرى أسهمت فى دفع جهود التنمية وجعلت مصر نموذجاً يحتذى به في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
وأشار الملا، إلى أن قطاع البترول مرّ بتحديات كبيرة في أعقاب ثورة يناير 2011 وأنه كان يمثل تحدياً للاقتصاد القومي نتيجة الصعوبات السياسية وعدم الاستقرار السياسى والأمني، مما أدى لتراكم مستحقات الشركاء الأجانب وفقدان ثقة المستثمرين وتباطؤ الاستثمارات وتوقف العديد من المشروعات، مما أدى إلى عجز في إمدادات الغاز والوقود، مشددًا على أنَّ قطاع البترول خاض خلال الأربع سنوات الماضية أحد أقوى معارك التنمية والبناء والتغيير واستطاع تحويل الأزمات والتحديات إلى قصص نجاح ملهمة؛ أشاد بها العالم ويجني ثمارها أبناء هذا الوطن، كما أسهم في نمو الاقتصاد مستمراً في أداء دوره كقاطرة تنمية الاقتصاد القومي.
واستعرض وزير البترول، بعضاً من قصص النجاح التي كان من شأنها النهوض بالاقتصاد القومىي وتلبية احتياجات المواطنين، حيث أسهم قطاع البترول والغاز عام 2018 - 2019 بنسبة 27% من إجمالي الناتج المحلي للدولة بقيمة 1.4 تريليون جنيه، كما حقق خلال العام المالي فائضاً للمرة الأولى في الميزان التجاري.
تريليون جنيه استثمارات أجنبية في قطاع البترول
وتابع: "بلغت الاستثمارات الأجنبية في قطاع البترول التي تم تشغيلها ويجرى تنفيذها تريليون جنيه منها 35 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية وخفض مستحقات الشركاء الأجانب بأكثر من 80% مما أسهم في استعادة الثقة وانعكس إيجاباً على زيادة استثمار شركائنا الحاليين ودخول مستثمرين جدداً".
وأشار الملا، إلى أن قطاع البترول نجح خلال الأعوام الأربعة السابقة في تحويل معدلات نمو قطاع الغاز من سالب 11% إلى موجب 20% مما مكنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد واستئناف التصدير، فيما بلغ إنتاج الزيت الخام والغاز أعلى معدلاته في تاريخ مصر ليصل إلى 1.9 مليون برميل مكافئ في اليوم في شهر أغسطس 2019.
وحسب الملا، انخفضت تكلفة مصروفات إنتاج البرميل المكافئ لتصل إلى 2.9 دولار للبرميل عام 2018 - 2019 مقارنة بـ 4.2 دولار للبرميل عام 2015 - 2016 ، كما حقق قطاع البترول رقماً قياسياً غير مسبوق فى نتائج المشروع القومى لتوصيل الغاز للمنازل، وجرى زيادة معدلات التوصيل لأكثر من مليون و250 ألف وحدة سكنية سنوياً وذلك في إطار سياسة الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير احتياجات المواطنين في سهولة ويسر وترشيد الدعم.
ولفت إلى أنه جرى تنفيذ عدد من المشروعات لرفع كفاءة مجمعات ووحدات ومعامل التكرير ورفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال ونقل وتخزين المنتجات البترولية والغاز وتطوير صناعة البتروكيماويات ذات القيمة المضافة لتواكب متغيرات السوق العالمية.
وبشأن ملف تحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز، قال الملا إنَّ ملف تحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز شهد انطلاقة على جميع الأصعدة بدءا بتطوير البنية الأساسية وتعزيز أواصر التعاون مع شركائنا الدوليين والإقليميين.
وأوضح أنَّ من أهم الخطوات العملية في هذا الصدد؛ استئناف تصدير الغاز للأردن الشقيق وكذلك وصول الغاز من حقول شرق المتوسط لمصانع الإسالة بمصر وإعادة تصديره.
وأشار إلى أنه جرى التوقيع بالأحرف الأولى على ميثاق إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط كمنظمة دولية مقرها القاهرة وذلك خلال 12 شهراً فقط منذ طرح مصر لهذه المبادرة بهدف تعزيز التعاون من خلال حوار منهجي وصياغة سياسات إقليمية لاستغلال أمثل لإمكانيات الغاز في المنطقة؛ بشكل يسهم في تهدئة التوترات ومواجهة التحديات السياسية.
وأضاف أنه في إطار اهتمام قطاع البترول بتطوير العنصر البشري، جرى تنفيذ برنامج وزارة البترول لتأهيل الكوادر الشابة والمتوسطة بالشراكة مع كبرى شركات البترول العالمية في مواقع الشركات العالمية داخل مصر وخارجها، إضافة إلى تدريبهم على مهارات مختلفة لفترات تراوحت بين 6 أشهر وعام كامل لإعدادهم لقيادة القطاع في المستقبل، معلنا عن فتح الباب للتسجيل للدفعة الثانية من البرنامج أوائل مارس القادم فى ضوء النجاح الكبير الذى تحقق في هذا الإطار.
وأكد وزير البترول، أن ما جرى عرضه من لمحات النجاح تحمل في طياتها جهد وعمل سنوات من العديد من الأطراف، مشيراً إلى أن أهم عناصر النجاح يتمثل في القيادة السياسية الواعية التي تمتلك رؤية تؤمن بقدرات وطنها ومواطنيها مما مكنها من قيادة مصر خلال فترة عصيبة من الاضطرابات والعبور بها إلى مرحلة جديدة من التنمية والبناء ، والاستقرار السياسى والأمني، حيث كان للحفاظ على الدولة الوطنية من التفكك ودعم المؤسسات الحكومية وحمايتها باعتبارها الذراع الأساسى الضامن لاستقرار الدولة أثر كبير في تهيئة المناخ المواتي لتحقيق خطط التنمية المستدامة والعمل؛ وفق استراتيجية وخطط عمل موضوعة على أسس علمية ومنهجية واضحة.
واستكمل الملا: "فخلال الأربع سنوات الماضية عمل قطاع البترول بخارطة طريق واضحة ذات وجهة اقتصادية وعملية ترتكز على العمل بشكل أكثر كفاءة وجذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق عائد يسمح باستمرار التطوير والمساهمة بقوة فى دفع عجلة النمو والبناء، وكذلك التواصل مع الشركاء من خلال حوار متفتح للتعرف على المشاكل والتخلي عن طرق العمل التقليدية، واتخاذ قرارات إصلاحية جريئة تحقق مصالح كل الأطراف والعمل على تذليل العقبات، التي تواجه شركاءنا ودفعهم نحو زيادة الإنتاج".
وقدم الملا، الشكر لشركاء مصر على تفهمهم للتحديات وحرصهم المستمر على زيادة استثماراتهم في مصر، مشيرًا إلى أن من أهم عناصر النجاح أيضاً تفاني العاملين والانتماء والإخلاص في العمل وإعلاء مصلحة الوطن، موضحا "دائماً ما تظهر المحن عزائم ومعادن البشر وشعب مصر عبر تاريخه أظهر أفضل ما لديه في الشدائد".
وأكد الملا، أن قطاع البترول لا يزال يزخر بالعديد من الفرص بدءاً من البحث والاستكشاف بالمناطق التقليدية في خليج السويس والصحراء الغربية وشرق المتوسط أو في المناطق الجديدة مثل البحر الأحمر وغرب المتوسط، مشيراً إلى أن هناك فرصاً عديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات، وأن قصص النجاح التي جرى تحقيقها؛ تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح لتحقيق نجاحات أكبر بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي ورؤية وسياسات الدولة وبرامج استراتيجية وزارة البترول؛ ولعل أهمها برنامج الإصلاح الهيكلي لقطاع البترول الذي وافق عليه مجلس الوزراء منذ أسبوعين.
واختتم وزير البترول كلمته، مؤكدا أن رنامج الإصلاح الهيكلي لقطاع البترول يستهدف مراجعة وتحديد الأدوار والمسؤوليات المختلفة والفصل بينها على مستوى القطاع وتطبيق أفضل ممارسات الحوكمة ووضع هيكل تنظيمي جديد للقطاع واستغلال وإدارة موارد القطاع بطريقة مثلى، بدعم قاعدة قوية من الكوادر البشرية المتميزة والتي يتم العمل على تطويرها حالياً لقيادة المستقبل.