صنع في البيت.. مها تبتكر كتابا تعليميا مجسما لجذب انتباه أطفال الحضانة
كتاب حروف وكتاب "اكتشف".. مجسمات تعلم النطق والحساب والألوان والأشكال
صنع في البيت.. مها تبتكر كتاب تعليمي بمجسمات لجذب انتباه أطفال الحضانة
بين احتياجات المنزل ورعاية أطفالها، ورغم كونها تقضي إجازة نصف العام، إلا أنها كانت تقتطع من أوقات راحتها ليلًا بعد هدوء المنزل كي تصنع كُتبها الشخصية التي تحوي أشكالًا ومجسمات مبتكرة، تساعدها على إيصال المعلومات بشكل أكثر جذبًا لتلاميذ فصلها برياض الأطفال بالمعهد الأزهري بقرية عرب بالمنوفية، فينجذب الأطفال لحصتها، يتابعون بشغف ما تقوله ويرونه بأعينهم وتلمسه أيديهم.
على طريقة مها سمير البحيري،31 عامًا، يبحر الأطفال بين كتاب الحروف الذي صنعته يديها، فيجد بين طيات صفحته الأولى مجسم لقفص وخلف أعمدته يقف أسد، يجاوره إشارة المرور والأُذن، لتعرض جميع أشكال الحرف ضمًا وكسرًا وفتحًأ، ليتجول الطفل متفاعلا مع صفحات الكتاب، فتارة يسحب قطعة كرتونية فتخرج أمامه الدودة أو السمكة في رحلة هدفت منها "مها" أن يحب تلاميذها المدرسة والتعلم "مش حابة يحسوا إنه مجرد منهج".
"ولادي ساعدوني وكانوا بيفكروا معايا في كلمات لحركات الحروف ودوروا معايا على الصور" بصوت مليء بمشاعر الفخر، تحكي معلمة رياض الأطفال لـ"الوطن"، أنها خلال إجازة نصف العام كانت صناعة وسائل تعليمية جذابة وتفاعلية هي أحد أولوياتها "تعتب فيه لكن لما شوفت الأطفال قاعدين يقلبوا الصفحات وفرحانين حسيت بفرحتهم ونظرة حب الاستطلاع اللي كانت باينة وإن المعلومة هتثبت أكتر".
مها: اشتغلت عليه أسبوع وولادي ساعدوني وفي الفصل الأطفال انبهروا بيه
لمدة أسبوع، قضت "مها" ساعات بين أوراق الكانسون الملونة والفوم وعلب الغراء وورق كرتون تعيد استخدامه، تشاهد مقاطع فيديو تارة، فتتعرف على أفكار جديدة تطورها بحيث يمكن توظيفها لخدمة كتابَيها، وتارة تنفذ ما توصلت إليه، فكان أن استكملت العام الدراسي بطاقة وشغف في نفسها أكبر مما كانت تهدف لأن تضعه في تلاميذها.
في فصل المُعلِّمة الثلاثينية، الذي زينته وأعادت دهانه على نفقتها الخاصة، بمساعدة مدير المعهد، يلتف التلاميذ حول كتاب "سلسلة البحث عن الحرف" وكتاب آخر صنعته بنفسها أيضا وأطلقت عليه اسم "اكتشف"، ليتجول الأطفال بين ألوان تجذب انتباههم ولا يقتصر دور الطفل على التلقي فقط، فتارة يجد صفحة عن خريطة مصر وتارة صفحة عن المهن المختلفة يقوم بنزع ملابسها المصنوعة من الورق الملون ليفعل بها نشاط آخر.
وتختتم مها حديثها "علشان يتعلم مثلا العمليات الحسابية فيه صفحة رسمت فيها إيد من لزق القماش والصفحة اللي جنبها فيها الأرقام ملزوقة بنفس الطريقة ويبدأ يعد وينزل ويطلع الصوابع ولما يعد يختار الرقم من الصفحة التانية وممكن يكَون عملية حسابية ويكون فرحان".