أزمات أردوغان تتواصل: إدلب تهدد العلاقات مع روسيا.. والقائمة السوداء الضريبية في انتظاره
الشعب الألماني ينظر إلى تركيا على أنها رابع تهديد للأمن العالمي
عمليات عسكرية
مازالت الأزمات تطارد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث شهدت الساعات الماضية العديد من المواقف التي تعقد الحسابات بالنسبة له، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
طرد رجل من اجتماع جماعة حزب العدالة والتنمية بعد صراخه "أطفالي جائعون"
تعرض رجل للطرد من اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أمس الأربعاء، بعد أن حاول التحدث عن مشاكله أثناء خطاب ألقاه الرئيس رجب طيب أردوغان، وفقا لموقع تي آر 724 الإخباري.
صاح الرجل وهو يقطع خطاب أردوغان: "طردوني من عملي لأنني انضممت إلى محاولة الانقلاب في 15 يوليو. أطفالي جائعون. ساعدني. لا يتم تنفيذ قرارات إعادة التأهيل".
وقامت تركيا بإقالة حوالي 130 ألف من موظفي القطاع العام في أعقاب الانقلاب الفاشل في يوليو 2016.
ووجه المراقبين وجماعات حقوق الإنسان من جميع أنحاء العالم انتقادات واسعة لعملية المراجعة والتعويض لضحايا التطهير، كما تعرض الأشخاص الذين تمكنوا من الفوز بالتعويض عن طردهم من وظائفهم لمشاكل حالت دون تنفيذ قرار التعويض.
التصعيد في إدلب يهدد العلاقات التركية الروسية الهشة والخيارات تنفذ أمام النظام التركي
أشارت منصة "دويتش فيلة"، أن العلاقات الروسية التركية مهددة بشكل متصاعد مع استمرار الهجمات في آخر معقل يسيطر عليه المتمردون في سوريا.
وأصبحت اتفاقية سوتشي الموقعة بين روسيا وتركيا في عام 2018، والرامية إلى منع هجوم قوات الرئيس السوري بشار الأسد في إدلب، مهددة.
وقالت المنصة الألمانية: "يمكن أن تصبح إدلب، الذي يعيش فيه 280 ألف شخص، مقبرة إذا استمرت الأعمال العدائية".
وأكدت أن المفاوضات بين تركيا وروسيا لم تسفر عن نتائج مثمرة بعد مقتل 13 جنديا جراء القصف في إدلب، الأسبوع الماضي، فيما واصلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد محاولات الاستيلاء على الطريق السريع الاستراتيجي أم 5، الذي يربط جنوب سوريا بحلب، من المتمردين.
ونقلت المنصة الألمانية عن توبياس شنايدر، الباحث في معهد جلوبال للسياسة العامة في برلين، قوله "قد نشهد اشتعال صغير كما رأينا في عام 2015، عندما أسقط الأتراك طائرة روسية، ثم سنرى من سيتراجع أولا".
إلا أن التوتر المتصاعد قد يسفر عن استئناف المحادثات، حسبما أفاد المحلل السياسي محمد قواس الذي أضاف أن الدول قد تبدأ عملية جديدة مشابهة لاجتماعات سوتشي.
الألمان: تركيا رابع تهديد للأمن العالمي
ينظر الألمان إلى تركيا على أنها رابع أكبر تهديد للأمن العالمي بعد إيران والولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وأفادت دراسة استقصائية حديثة أن 51% من الألمان يعتبرون أن تركيا تمثل تهديدا للسلام العالمي، مما يضع البلاد في المرتبة الرابعة، وفق ما ذكرته منصة "دويتش فيلة" التركية.
حسب النتائج، أتت تركيا بعد إيران بنسبة 66٪ والولايات المتحدة بـ61٪ وكوريا الشمالية بـ 55٪.
واحتلت روسيا مرتبة تالية بعد تركيا، حيث اعتبرها 36% من الألمان تمثل تهديدا للأمن الدولي.
في استطلاع مماثل في فبراير 2019، بلغت نسبة الذين رأوا تركيا كتهديد 42%.
وطلب الاستطلاع من المشاركين تقييم الأزمات بناء على التهديد المحتمل الذي تشكله كل دولة لألمانيا.
تم تصنيف أزمة الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على أنها تشكل تهديد بنسبة 46%، في حين أشار 24% إلى الصراع على الحدود التركية السورية.
الاتحاد الأوروبي يهدد تركيا بوضعها في القائمة السوداء الضريبية
قال مصدران دبلوماسيان، إن الاتحاد الأوروبي توصل إلى اتفاق مبدئي لمنح تركيا مزيد من الوقت للوفاء بمتطلبات الشفافية الضريبية، على أمل تجنب الصدام الجديد مع أنقرة، في حالة وضعها بالقائمة السوداء الضريبية التابعة للاتحاد.
وأنشأ الاتحاد الأوروبي قائمة سوداء في عام 2017 للدول التي يمكن أن تسهل التهرب الضريبي بسبب أنظمة الضرائب المتراخية أو غير الشفافة.
جاء ذلك بعد الكشف عن مخططات تهرب ضريبي واسعة النطاق تستخدمها الشركات والأفراد الأثرياء لخفض فواتير الضرائب.
لتجنب الإدراج في القائمة السوداء، طلب الاتحاد الأوروبي من تركيا اعتماد قوانين بحلول نهاية العام الماضي لتبادل المعلومات الضريبية بشكل تلقائي مع دول الاتحاد الأوروبي.
ولكن على الرغم من منحها أكثر من عام واحد للوفاء بالمتطلبات، فقد فشلت في القيام بذلك بحلول الموعد المحدد.
وقال دبلوماسي أوروبي لـ"رويترز"، يجب أن تدرج تركيا من الناحية النظرية لكن لأسباب سياسية تم تجنب إدراجها".
وأدى التنقيب التركي الأخير للغاز والنفط قبالة ساحل جزيرة قبرص إلى زيادة تدهور العلاقات مع بروكسل، التي تعتبر الحفر غير قانوني.