حكم ذكر السيادة للنبي في الأذان والتشهد أثناء الصلاة.. الإفتاء تجيب
صورة أرشيفية
تلقت دار الإفتاء سؤالا جاء فيه: "ما حكم ذكر السيادة لرسول الله، عليه الصلاة والسلام، في الأذان والتشهد في الصلاة، حيث تنازع أهل القرية في ذلك؟".
وأجاب الدكتور علي جمعة على السؤال بالقول:" لا مانع شرعًا من ذلك، بل استحب ذلك كثير من الفقهاء وقالوا: إن فيه حسنَ أدب مع النبي، وامتثالًا للنصوص المتكاثرة في تعظيم النبي وتوقيره؛ منها قوله تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾، وقوله تعالى: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾، و﴿توقروه﴾، أي: تسودوه؛ من السيادة، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ»، أما حديث «لَا تُسَيِّدُونِي فِي الصَّلَاةِ» فباطلٌ لا أصل له.
وأضاف مما سبق نعلم أنه ذهب إلى استحباب تقديم لفظ "سيدنا" قبل اسمه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة والأذان والإقامة وغيرِها من العبادات كثيرٌ من فقهاء المذاهب الفقهية؛ كالعز بن عبد السلام، وابن ظهيرة، والمحلي، والسيوطي، والرملي، وابن حجر الهيتمي، والقليوبي، والشرقاوي من الشافعية، والحصكفي، والحلبي، والطحطاوي، وابن عابدين من الحنفية، وابن عطاء السكندري، والنفراوي، والحطاب، وسيدي أحمد زروق، والعياشي، والهاروشي صاحب "كنوز الأسرار في الصلاة على النبي المختار" من المالكية، وغيرهم؛ كالشوكاني، وهذا هو الذي نختاره ونرجِّحه في مقام سيد الخلق وحبيب الحقِّ سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ما عليه الفتوى؛ فالأدب مقدَّمٌ دائمًا معه صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن أحوجُ إلى حبِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العصر من أي وقتٍ آخر؛ فنحن في عصر تموج فيه الآراء، وتختلف المشارب، وَكَثُرَت الفتن في الظاهر والباطن، وليس من نجاةٍ مِن كلِّ ذلك إلا بحب سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ نُعلِّمُهُ أبناءَنا، وندعو إليه غيرَنا، ونبقى عليه إلى أن نلقى الله سبحانه فيشفِّعه فينا ويدخلنا الجنة بغير حسابٍ ولا سابقة عقابٍ ولا عتابٍ، آمين.والله سبحانه وتعالى أعلم.