اختتام فعاليات أول مؤتمر عربي لـ"جراحات الشخير" بالإسكندرية
بهجت: طرق العلاج تختلف من المريض الأسيوي للأوروبي والإهمال يؤدي للوفاة
فعاليات المؤتمر الطبي الأول لجراحات الشخير
اختتمت، اليوم، الجمعية المصرية لجراحات الشخير، برئاسة الدكتور ياسين بهجت، أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، فعاليات المؤتمر الطبي الأول، الذي استمر على مدار يومين، بمشاركة أطباء متخصصين ممثلين عن عدد من الدول العربية، محذرة من الإهمال في علاج هذا المرض يؤدي إلى الوفاة.
وألقي على هامش فعاليات المؤتمر، الكاتب إبراهيم عيسى، محاضرة بعنوان " أمسك أنفي من فضلك". وقال بطريقته الساخرة إن المصريين علاقتهم بالنوم والشخير منفتحة، لا يحددها تلك المحاذير الموجودة في مجتمعات أخرى، ولذلك يجد البعض مظاهر، تتمثل في سماع صوت شخير البعض في صالات السينما، أو في وسائل المواصلات.
وواصل حكي مواقف طريف تعرض له صديقه الذي قرر تسجيل فيديو لزوجته أثتاء شخيرها بعد أن كانت رافضة التصديق، ونشب بينهما خلاف عائلي كبير نتيجة ذلك الموقف الطريف، مضيفا: "مصر عندها مشكلة في مناخيرها"، موضحاً أن إدارة علاقة المصريين بأنفهم تشكل أزمة نتيجة التلوث وعادات النوم الخاطئة.
وتسائل بطريقته الساخرة عن عدم استخدام كلمة "مناخير" بالرغم من اعتمادها بمعجم اللغة العربية، وهي جمع كلمة "منخر"، وتابع أن الكتاب والأئمة تعرضوا إلى مناقشة موضوع الشخير بمختلف الجوانب الاجتماعية الطريفة وكذلك العلمية، وعلى رأسهم الإمام جلال الدين السيوطي، وهو أحد أئمة الفقه والتفسير، ويعد أول من تعرض لموضوع الشخير في كتابه الشهير "شقائق الأترج رقائق الغنج"، والذي سجل في أكثر من نصفه لحظات الشخير اللطيفة والاجتماعية التي تسوء المرء، بجانب كتاب آخر بعنوان "رشف الزلال من السحر الحلال" تطرق إلى نفس الموضوع وتحدث عن التفسير العلمي للشخير.
وأشار" عيسى" إلى الحضارة الفرعونية، وتحدث عن أنف نفرتيتي، وقال إنها تستدعي التأمل وكذلك إخناتون، وترمز الأنف الفرعونية للشموخ، وأضاف أن اللغة العربية تتعامل مع الأنف بالأنفة، لذلك طول الوقت مهتمين بالمناخير جدا. وواصل أن مدينة القاهرة من أكثر المدن تلوثاً، ولذلك تجد المصريين أكثر البشر المتهمين بأنفهم، وتابع: "أنفنا حساسة جداً، ولذلك نستعين بالأطباء"، موجها طلباً لهم "من فضلك أمسك أنفي يا دكتور"، لافتاً إلى أن تعبير "الشخر والنخر" موجود بملمحه الحسي الطريف في المجتمع.
إطلاق أول جمعية عربية تستهدف المتخصصين العرب والدوليين للجراحات المتقدمة في العلاج
من جانبه، قال الدكتور ياسين بهجت، رئيس الجمعية المصرية لجراحات الشخير، إنه جرى تنظيم فعاليات المؤتمر والإعلان عن تدشين الجمعية العربية لجراحات النوم، انطلاقاً من شعار "الإهمال يمكن أن يؤدي إلى الوفاة"، حيث ذلك يحدث إذا كان عرضاً لمرض آخر، مثل حالات اختناق التنفس أثناء النوم، والضيق، وضغط الدم، وزيادة نسبة السكر واحتمالية التعرّض لحدوث جلطات القلب والمخ.
وأوضح أن الهدف من الجمعية العربية لجراحات النوم تحديد موقف عربي موحد لاختيار المرضى وتطبيق الجراحات العلاجية المتقدمة عليهم.وواصل "بهجت"، أنه جرى تنظيم ورش تدريبية وتعريفية مكثفة للأطباء عن كيفية علاجه في عدد من الدول العربية والأجنبية، من بينها الإمارات والجزائر والبحرين والسعودية والكويت وإيطاليا بالتنسيق مع ممثلي الجمعية العربية قبيل مرحلة الإعلان عنها رسمياً، حيث جاء ذلك انطلاقاً من وعي المجتمع العربي والأوروبي بخطر المرض، لذلك تكتشف حالات يوماً بعد يوم.
وتابع أن طرق العلاج تختلف من المريض العربي عن الأوروبي بسبب اختلاف الثقافات وأسلوب الحياة والعادات، إلى جانب اللهجات واللغات، حيث يتميز العربي بوجود حرف "الخاء" باللغة العربية، والذي ينعدم تماما مع بعض المرضى لجنسيتهم الأجنبية، لافتاً إلى أن 80% من المرضى يتامثلون للشفاء تماماً دون تأثير.
وقال الدكتور أحمد ياسين بهجت، صاحب أول عيادة متخصّصة في الشخير، ومدرس الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، في تصريحات لـ"الوطن"، إن الهدف من المؤتمر استعراض الطرق الجراحية العلاجية المتقدمة لمرض الشخير بدءًا من معرفة المناطق المسببة لانسداد التنفس، حتى استخدام أحدث أنواع التكنولوجيا من مناظير ورنين مغناطيسي، وأجهزة حديثة لقياس درجلة الانسداد والاختناق أثناء النوم، ومن ثم إجراء جراحات تعتمد على علاج الأسباب، حيث ظهر ما يعرف بجهاز الكوبليشين الذي يمكن الطبيب من الوصول إلى الأماكن الصعبة لإجراء الجراحات المعقدة لمريض الشخير.
وأضاف "ياسين"، أن العملية البسيطة تستغرق نحو 10 دقائق، إلى جانب العمليات المعقدة بمناطق الأنف والبلعوم وسقف الحلق واللسان، حيث أن ميزتها تعطي نتائج جيدة بفضل استخدام أحدث أنواع التكنولوجيا التي أشبه تقنياتها إلى تقنيات الهواتف الذكية.
وقال الدكتور رجب الزهراني، أستاذ مساعد بكلية الطب جامعة الباحة، وممثل الجامعات السعودية بجراحات الأنف والأذن والحنجرة، إن جرى انطلاق أعمال الجمعية العربية لجراحات النوم لنشر الوعي الصحي والمجتمعي من أجل تقريب أواصر الصلة بين الأطباء المتخصصين لخدمة شريحة من المجتمع تعاني من الشخير ومعالجة ما يحدث من مضاعفات صحية واجتماعية، إلى جانب توعية المجتمع العربي والغربي.
وأوضح "الزهراني"، أن الوقاية من أفضل الطرق العلاجية للشخير، والتي تبدأ من شخير بسيط قد يتطور إلى انقطاع النفس أثناء النوم، لافتا إلى أن التوعية تبدأ من الأنشطة اليومية الحياتية من ممارسة الرياضات المختلفة ومواعيد تناول الطعام وكمياته المناسبة ووجود عادة ممارسة التدخين من عدمه.
وواصل أن أسباب الشخير متعددة لدى المرضى من وجود تفسيرات عضوية وعصبية ونفسية، ولذلك هناك نوعية من المرضى يعانون من بعض الأمراض النفسية المصاحبة للأعراض العصبية والمسببة في حدوث الشخير، كما أن السن لديه عامل أساسي في تشخيص المريض.
وتابع أنه ظهرت تقنيات جديدة في وسائل علاج الشخير المستخدمة بين الترددات الحرارية ومختبرات النوم في المستشفيات أو حتى في المنزل، وظهور أنواع جديدة من المناظير، إلى جانب استخدام الروبوت وجهاز الكوبليشن لضمان أدق وأفضل نتيجة، دون نزيف أو ألم وفى أقل وقت.