الرفيق قبل الطريق.. أردني يبحث عن عائلة صديقه المصري لدفنه في عمان
فراج: عم أحمد كان شخصا عزيز النفس
أردني يبحث عن عائلة صديقه المصري من أجل دفنه
لا يزال رجل أردني يبحث عن عائلة صديقه الثمانيني المصري الذي توفي وحيدًا في عمان، مناشدًا السلطات المساعدة في الوصول إلى أهله من أجل الحصول على توكيل لتيسير دفنه، حيث لا تزال جثته في ثلاجة المستشفى منذ أسبوعين.
وقال تقرير لبرنامج "ترندينج" على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": دائمًا ما ينصح باختيار الصديق قبل الطريق، فالصديق قد يكون أهلاً في غياب الأهل، لكن في هذه الحالة الصديق هو من يبحث عن الأهل، فعلاقة صداقة وعشرة عمرها 17 عامًا، بين الأردني مأمون فراج والمصري المغترب في الأردن، أحمد سيد عبد ربه، 82 عامًا، تكشف المعدن الأصيل لهذه الصداقة بعد وفاة المصري "أحمد"، في الخامس من فبراير الجاري، وحيدًا في الأردن، بعدما ترك عائلته في مصر قبل 27 عامًا، وتوجه إلى العمل كعامل كواء ملابس في العاصمة الأردنية عمان.
ومنذ لحظة وفاته، لم يهدأ "فراج"، من أجل الحصول على إذن دفن لصديقه، وفقا لما نشرته صحيفة "سبق" الإلكترونية السعودية، اليوم.
ووجد "فراج" نفسه يسابق الزمن لإكرام صديقه المتوفى بدفنه، فبموجب القوانين في الأردن تبقى الجثة في الثلاجة لمدة أربعين يومًا، وإذا لم يستدل على عائلته تدفنه الدولة.
وتواصل "فراج" مع صفحة الجالية المصرية في الأردن على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبدورها نشرت الصفحة بيانات المتوفى في تدوينة تسأل فيها عن أهله، كما تواصلت الصفحة مع السفارة المصرية في الأردن والتي اشترطت أن العائلة فقط هي من لها حق الحصول على تصريح الدفن، وهنا قرر "فراج" البحث بنفسه عن عائلة صديقه.
وبعد بحث طويل وانتظار، وصلت رسالة للأردني "فراج" من وزارة الهجرة المصرية، تعلنه فيها أنه تم التوصل لعائلته، لكن حتى الآن لم يتم إصدار التوكيل من العائلة لدفنه.
أما في الأردن، فقد أعد أصدقاء المتوفى "أحمد" وأصدقاء "فراج" مقبرة، ووضعوا عليها لوحة عليها كل بيانات المتوفى، ولكنهم لا يزالون في انتظار توكيل أهله لدفنه.
وعن المتوفى "أحمد"، قال صديقه "فراج": "عم أحمد موجود في العاصمة الأردنية عمان منذ عام 1994، وهو يعمل في كي الملابس، ولا يتوفر له عمل باستمرار، كان يعمل يومًا أو يومين ثم يبقى بلا عمل لأيام، لكنه كان شخصًا عزيز النفس، لا يقبل الحسنة من أحد نهائيًا".
وعن علاقته بأهله، قال "فراج": "لـ أحمد أخوان وأخت ولكن كانت علاقته بأهله مقطوعة منذ فترة لخلافات شخصية، وحاولنا التوصل لأهله لكن لم نستطع".
وعن ظروف وفاته، قال "فراج": "قبل موته بأسبوع، أصيب عم أحمد بجلطة دماغية وأدخل المستشفى، ثم توفي". ولا يزال "فراج" في انتظار توكيل أسرة عم "أحمد" من أجل دفنه في الأردن.
وأكد "فراج" أن عم "أحمد" أوصى بدفنه في الأردن.