آخرها كسارة الجمجمة.. خبراء عن تطور شكل الألعاب: تجارة في عقول الصغار
"عبد الرؤوف": الخيال تحول لواقع.. و"فرويز": تقليد أعمى والأهل سبب كبير
مشهد من ممارسة لعبة كسارة الجمجمة
"السبع طوبات والاستغماية والبِلي" ألعاب شعبية بسيطة مارسها أغلب أجيال المراهقين سابقًا، قبل أن تبدأ في الانقراض لتحل محلها ألعاب أخرى تميل نحو العنف، وتتسبب في عواقب وخيمة على صحة الصغار، مثل "مريم" و "الحوت الأزرق"، وآخرها "كسارة الجمجمة".
وخلال الأونة الأخيرة، انتشرت لعبة كسارة الجمجمة، بين الطلاب، من خلال التطبيقات الإلكترونية، حيث يستدرج طالبان أو طالبتان زميل أو زميلة ثالث، بحجة اللعب معهما من خلال قفزهم جميعًا معا، وأثناء القفزة يقوم الزميلان بعرقلة الأخر في الهواء فيقع على ظهره.
Warning : Skullbreaker Challenge is trending I urge you all to show your children and parents and teach them this is really dangerous. It can break skull and can cause some serious problem.#skullbreakerchallenge pic.twitter.com/OQQ8idnbfA
— Simmi Ahuja (@SimmiAhuja_) February 15, 2020
ما يحدث من انحراف في الألعاب هو تطور طبيعي لحاصل أجهزة الـ"فيديو جيم" التي احتوت على ألعاب قتالية، وفقًا لما قالته الدكتورة بثينة عبد الرؤوف الخبيرة التربوية، لافتة إلى أن هذه الألعاب لطالما تم التحذير منها مسبقًا، والأمر بات خطيرًا بعد أن أضحى أشبه بتحويل الخيال إلى حقيقة، ونقل الكارتون إلى شيء مجسم في الواقع.
وأضافت "عبد الرؤوف" لـ"الوطن"، أن سبب ظهور مثل تلك الألعاب هو التجارة في عقول الصغار، ومبتكريها هدفهم الربح المادي فقط، عن طريق جذب المراهقين حتى وإن كلف الأمر حياة الآخرين.
وأوضحت الخبيرة التربوية، أن السبب في توجه المراهقين لهذه النوعية من الألعاب، هو رغبتهم في التميز والظهور اللافت الذي يبهر أقرانهم، وعدم تحقيقه لذاته على أرض الواقع، ما توفره لهم مثل تلك الألعاب، وهو الوتر الذي يضغط عليه صناع مثل تلك الألعاب ووسيلة جذبهم الأبرز.
This #skullbreaker act is super appalling,, can easily lead to handicappness or fatality. It must be stopped!!#TikTok#awareness pic.twitter.com/BgPgyEKpV6
— أ.د. عديل شودري (@adeelkau) February 14, 2020
وقال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي والخبير التربوي، إن سبب ظهور مثل تلك الألعاب، يرجع إلى التقليد الأعمى والتعايش مع التجديد القادم من الغرب، دون تحليل ما نستقيه.
وأضاف "فرويز" لـ"الوطن"، أن التطور في شكل الألعاب وانحرافها للخطورة راجع لعدم انجذاب المراهقين للشيء العادي بقدر انجذابهم للشاذ والخطير، وهو الأمر السائد في تلك الألعاب، التي أصبحت تستهدف الإثارة والخطورة أكثر من المتعة والتسلية.
كما أشار إلى أن الأهل سبب رئيسي في وصول الألعاب لهذه المرحلة المؤسفة، عن طريق عدم التواصل مع أبنائهم ومراقبتهم، ومعرفة حدود الألعاب وما يمكن أن تؤول إليه أو تسببه.
وتابع أن ممارسة هذه الألعاب هي بمثابة تعويض لحرمان المراهقين عن اهتمام الأهالي، مشيرًا إلى أن دور المدرسة الغائب في التوعية بخطورة هذه الألعاب، يسمح لها بالانتشار والتواجد على الساحة.