قصة إنقاذ 6 مشردين من "برد الرصيف".. أحدهما ماتت أمه بجواره في الشارع
فريق "كبار بلا مأوى" بالسويس ينقل المسنين لدور رعاية
فريق اطفال وكبار بلامأوي بالسويس ينقذ 6 مسنين وينقلهم لدار رعاية
ينامون على الرصيف، غير عابئين بالبرد القارس أو خشونة الأرض، يمر المارة حولهم في روتين يومي ثقيل، هنا بات الشارع ملجأهم الوحيد، لا قريب لهم يأخذ بيديهم نحو الدفء أو صديق يربط على كتفهم يطمئنهم أن كل شيء سيمر، بدت أقدارهم متشابهة اللهم إلا في تفاوت المعاناة، إلا أن يد الله رحيمة، فكان لهم نصيبًا في عيشة هنئية داخل دور رعاية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، ليتبدل حالهم من سنوات التشرد إلى مأوى دافئ لم يعهدوه من قبل.
رصد فريق "أطفال وكبار بلا مأوى"، التابع لوزارة التضامن الاجتماعي بمحافظة السويس، وفق بيان صادر اليوم، 6 بلاغات جرى تداولها عبر صفحات التواصل الاجتماعي لمشريدين يفترشون الشارع، وذلك في إطار الحملات المستمرة التي يقودها الفريق لتوفير حياة كريمة للفئات الأولى بالرعاية.
"ماتت على الرصيف".. أربعيني يفترش الشارع رفقة والدته منذ الصغر
وأنقذ الفريق رجلًا أربعينيًا يعاني من إصابات بالوجه ويفترش الشارع بالقرب من محطة قطار السويس، حيث انتقل فريق البرنامج لمحل البلاغ للتحقق من البلاغ وتقديم أوجه الرعاية اللازمة له، وجرى إعداد جلسة حالة أولية.
وتبين أنَّه يدعى "أ.ع"، يبلغ من العمر 40 سنة، ويفترش الشارع منذ عمر الـ15 سنة، وينتمى لأسرة بسيطة حتى تدهو ربه الحال بسبب الخلافات الزوجية التي أودت بكيان الأسرة بالكامل بعد مشاجرات بين الزوجين أدت لتخلي الأب عن الأم والطفل وطردهم خارج المنزل.
وبينت دراسة حالة البلاغ، أنَّ الأبن مكث بحضن الأم مفترشا كل منهما الشارع، ثم توفت الأم، ومكث ابن الخامسه عشر بالشارع بمفرده، وستقر بمحافظات عدة وغادر الأخرى الى ان أستقر به المطاف بمحافظة السويس.
أما عن الإصابات بوجهه، تبين أنَّها إصابة نتجت عن حادث قطار أسفرت عن إصابة أفقدته الرؤية بالعين اليمنى، إضافة لإصابات متفرقة بمختلف الوجه والجسمن وتدخل فريق البرنامج، وجرى عمل اللازم وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة، مع إجراء جلسة نفسية وتأهيلية للمدعو، ونقله لدار رعاية الكبار بلا مأوى بمحافظة السويس.
"مدحت" مشرد أبكم يفترش الشارع ويستجيب لمحاولات إنقاذه
كما رصد فريق "كبار بلا مأوى" بمحافظة السويس مشردًا من منتصف الأربعينات يفترش الشارع تظهر عليه علامات الصدمة النفسية، ولا يتحدث غير بكلمات معدودة، من ضمنها أنَّه يدعى "مدحت".
ومع محاولة الفريق التعامل معه والتحدث إليه وتوعيته بمخاطر الشارع وإقناعه بضرورة دمجه داخل دار رعاية للكبار بلا مأوى لتلقي الرعاية، أبدى الموافقة عن طريق إيماءات بسيطة بالوجه.
"إسلام" في صدمة نفسية.. ويبدي رغبته في الالتحاق بدور رعاية
أما عن "إسلام" فلم يختلف حاله كثيراً عن "مدحت"، فهو يعاني صدمات نفسية أفقدته قدرته على الإدراك والتركيز، ولا يعلم سنه ولا أي شيء آخر، ومن خلال تعامل الفريق مع الحالة؛ أبدى رغبته بالدمج بإحدى دور الرعاية، وجرى نقله لدار كبار بلا مأوى لتوفير أفضل رعاية وحماية.
العثور على خمسيني مصاب بفيروس "سي" يفترش الرصيف
أما "ه.أ" صاحب الـ52 عاماً، أصابته أمراض تقدم السن كالرعشة المصاحبة لكل حركات الجسم والإغماءات المتكررة مما جعله يفقد سيطرته على نفسه، وافتراش الشارع، وسبق وأن تعامل معه فريق البرنامج بمحافظة السويس بعد أن غادر محل سكنه بالشرقية، وجرى إيداعه إحدى دور الرعاية الاجتماعية بالسويس.
وكان "ه.أ" يعاني آلامًا بالكلى، وجرى التنسيق مع جمعية "دار الحياة" لإجراء جراحة إزالة الحصوات، مع تأهيل المدعو نفسيًا وصحيًا، وإجراء اللازم لإعادة دمجه داخل أسرته مرة أخرى، حتى عثر فريق البرنامج على المدعو مرة أخرى خلال الأيام القليلة الماضية
وتعامل الفريق مع الحالة مرة أخرى وجرى إيداعه بدار كبار بلا مأوى بمحافظة السويس، وتبين أنَّه مصاب بفيروس "سي"، وجرى التنسيق مع جمعية "أبي وأمي" لتوفير العلاج، أما عن تعزيز شعور الذاتي فحرصت الجمعية على تكليفه بوظيفة ذات مهام بسيطة تتناسب مع طبيعه مرضه.
خمسيني يهرب من "مشاكل البيت" لـ"وحدة المقابر"
أما "أ.أ" صاحب الـ60 عامًا فقد عاش وحيدًا لا زوجة ولا أبناء، وقرر أن يُكمل حياته وحيدًا فافترش المقابر واتخذها مأوى ومهنة له على مدار 15 عامًا؛ بعد أنَّ لاذ بالفرار من المنزل بسبب كثرة المشاجرات الأسرية، وجرى إعداد دراسة حالة أولية له وتقديم خدمة الإسعافات الأولية له، والإجراءات اللازمة لدمجه بدار رعاية "الكبار بلا مأوى" بالسويس.