دعوات لتدخل شعراء العامية والتعامل معها.. روشتة النقاد لعالم المهرجان
ماجدة خير الله: أغنية بنت الجيران أظرف من "يوم تلات"
روشتة النقاد لعالم المهرجانات.. بين دعوات لتدخل شعراء العامية والتقبل
"المهرجانات الشعبية"، لون جديد نسبيا من الموسيقى طغى على الساحة الفنية، لم يكتفي بالأفراح الشعبية، بل وجد طريقه لأكثر الفنادق والأماكن السياحة في مصر رقي، حتى احتل كل التريندات، ومثلما أثار ضجة وقت فرض نفسه على المجتمع، كان لقرار منعه أصداء أخرى، جعلت من مناقشته أمرا واقعا، ربما للتعاطي معه، أو الاستفادة منه.
وكان الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية، أصدر قرارًا بمنع التعامل مع مطربي المهرجانات نهائيًا، بعد ساعات من الجدل الذي أُثير بعد حفل حسن شاكوش وعمر كمال باستاد القاهرة، وغناء أغنية "بنت الجيران" بنسختها القديمة، باحتوائها كوبليه "أشرب خمور وحشيش".
وجاء نص البيان كالتالي:
"على جميع المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهي الليلية والكافيهات عدم التعامل مع من يطلق عليهم مطربو المهرجانات، ومن يخالف ذلك القرار ستقوم النقابة باتخاذ كل الإجراءات القانونية ضده وضد المنشأة التي سمحت لهم بالغناء.
ورغم منعهم من الغناء صباحا، إلا أن الجمهور شاهدهم عبر برامج التوك شو مساءً، للتعليق على الأزمة التي أُثيرت مؤخرًا، بسبب بعض الألفاظ التي غناها بعض مطربي المهرجانات، وتسببت في صدور قرار من نقابة الموسيقيين بمنع مطربي المهرجانات من الغناء في مصر.
موريس: ليس هناك موسيقى مسفهة.. وعلى شعراء العامية دخول عالم المهرجانات للارتقاء به
قالت ماجدة موريس الناقدة الفنية، إن التفاف الجمهور حول أغاني المهرجانات، يؤكد احتياج المجتمع لهذا الإيقاع، حيث وجدها الجمهور تعبر عنه، موضحة أنها في هذه الحالة تتحدث عن "الموسيقى والإيقاع" نظرًا لأن أهم ما يميزها هو إيقاعها المختلف تمامًا عن الغناء العربي والمصري الكلاسيكي القديم.
وأوضحت الناقدة الفنية لـ"الوطن"، أن على مدار 100 عام كان الجمهور يستمع إلى نوع موسيقى يتحرك تطوره ببطء وقبل هذا القرن، كنا تحت وطأة النغم التركي إلى أن جاء سيد درويش وخرج لنا الأغنية المصرية وبعده الموسيقار محمد عبدالوهاب والتطور الذي أدخله على الأغنية، لكن مع تطور الوقت أصبح المجتمع في حاجة لنوع جديد من الموسيقى وهو ما قدمته موسيقى "المهرجانات".
وتابعت موريس، أن ليس هناك موسيقى يمكن وصفها بالإسفاف، إنما الإسفاف يكون في الكلمات أو الحركات المصاحبة للموسيقى، داعية شعراء العامية وشعراء الأغاني، لدخول عالم المهرجات بكلماتهم، وتطوير نوع الكلمات لتكون أكثر رقي بل وقيمة، نظرا لأن بعض المهرجانات تكون مشكلتها في الكلمات.
خيرالله: المهرجانات لا تحتاج وصاية من أحد
وقالت الناقدة ماجدة خير الله، إن المهرجانات تعد نوعا من أنواع الفن، ولا تحتاج وصاية من أحد، "الناس تعاملت معاها بشكلها دا، وأي محاولة للاستفادة منها أو استغلالها من شأنه تغيير معالمها".
وأشارت خيرالله في حديثها لـ"الوطن"، إلى أن أغاني الريف في الأفراح، بها العديد من الكلمات والألفاظ التي قد يعتبرها البعض خارجة أو تختلف عن ثقافته، لأنها تتردد ويتغنى بها الأطفال والكبار دون خجل في الأفراح الريفية، ولا يستطيع أحد منعها، ونفس الشيء في أغاني المهرجانات، لا سبيل إلى تطويعها لخدمة ذوق معين، فهي خرجت للناس بهذا الشكل وستظل بهذا الشكل.
وأكدت الناقدة الفنية، أن دائما الساحة مفتوحة لمن يريد التطوير، لكن من الصعب التدخل في شيء أنجحه الجمهور ووافق على قواعده وردده، والحكم الوحيد هو الزمن، متوقعة عدم اختفاء مغنيو المهرجانات، للعديد من الأسباب، أبرزها جودة أصوات العديد منهم، مثل "حسن شاكوش الذي يتميز بصوت حلو، وممكن يغني شعبي بألحان مختلفة لكن مش هيختفي".
وتابعت خير الله، أن المجتمع أصبح يفتعل قضايا، "لأن اختفاء هذا اللون، لن يطور المجتمع أو يرتقي به، فهم ليسوا السبب في فساد المجتمع"، متابعة أن هذه الأغنيات، يتغنى بها الناس في أرقى أماكن في مصر.
وعن من يصف الأغاني بالتفاهة، تتحدث خيرالله عن أغنية "يوم تلات" لعمرو دياب، التي يتغنى بها الجميع، ولم تجد معارضة، رغم إنها لو قالها مطرب آخر لكانت لاقت الكثير من الرفض، لتعرضها للبنات بهذا الشكل، متابعة "أنا شايفة أغنية بنت الجيران أظرف من أغنية يوم تلات".