"عمداء الصيدلة": معاملنا تؤهل الطلاب لإنتاج "أبحاث إكلينيكية" في مجال الأدوية
"حلوان": اللائحة الجديدة ستمنحهم فرصا أكبر للتدريب
خالد أبوشنب وإيمان حجاج
أكد عدد من عمداء كليات الصيدلة بالجامعات أن هناك استراتيجية موحدة بشأن تدريب وتأهيل الكوادر العلمية على إنتاج اللقاحات والأمصال لشتى الفيروسات، مؤكدين أن البحث العلمى يسير حالياً بخطى ثابتة وقوية، مشيرين إلى أن النظام الجديد للكليات سيؤهل الطلاب على إنتاج أكبر قدر من الأبحاث الإكلينيكية فى مجال الأدوية.
وقالت الدكتورة إيمان حجاج، عميد كلية الصيدلة جامعة حلوان، إن طلاب مرحلة البكالوريوس يدرسون خلال الـ3 سنوات الأولى مواد الميكروبولجى، وعلم الفيرولوجى، ونظرياً علم الميكروبات وكيفية تحضير الأمصال والأدوية فى المعامل المختلفة، مضيفة أن «التدريبات الخارجية خاصة للمركز القومى للبحوث تكون لطلاب الدراسات العليا»، مشيدة بتغير لائحة قطاع الصيدلة، موضحة أن الطالب فى السنة السادسة سيقوم بإجراء تدريبات ميدانية سواء كان فى المراكز البحثية أو شركات الأدوية، ومروره بعدد من الدورات المختلفة، مؤكدة أن النظام سيمنح الطلاب فرصاً أكبر للتدريب، وأضافت «إيمان»، لـ«الوطن»، أن الكلية بها قسم الميكربيولوجى، وهو متخصص بأبحاث اللقاحات والأمصال وكيفية تحضيرها والاستفادة من النباتات الطبيعية التى تساعد فى مقاومة الميكروبات المختلفة بشتى أنواعها، مؤكدة أن الأبحاث مستمرة فى شتى التخصصات، منوهة بأنه جار وضع خريطة بحثية لتحضير عدد من الأبحاث التى انتشرت مؤخراً وعلى رأسها «كورونا المستجد»، مؤكدة أن البحث العلمى فى مصر يسير بخطى ثابتة وراسخة الفترة الحالية بخلاف ما كان سابقاً، وأنه يجب الفترة المقبلة النظر إلى ربط البحث العلمى بالصناع، خاصة فيما يتعلق بمجال الأدوية.
وقال الدكتور خالد أبوشنب، وكيل كلية الصيدلة جامعة عين شمس لشئون الدراسات العليا، إن «قسم الميكروبولوجى بالتعاون مع عدد من الجهات، مشتركين فى عدد من المشروعات بشأن تحضير اللقاحات حول السلالات المسببة للالتهاب الرئوى»، لافتاً إلى أنه «جار تحضير اللقاح محلياً، بعد أخذ الموافقات اللازمة من الجهات المختصة»، مضيفاً أنه «تم النجاح فى تحضير عدد من اللقاحات الفترة الماضية، التى منها فيروس (الرئة)، المسبب للنزلات المعوية لدى الأطفال»، وأضاف «أبوشنب» أن الفيروس المستجد هو معروف ولكن السلالة المنتشرة حالياً فى الصين نادرة جداً، موضحاً أنه لا توجد لها سابقة فى إنتاج أى أمصال لها، لافتاً إلى أن معامل الكلية تعمل على تحضير عدد من اللقاحات المختلفة لبعض أنواع البكتيريا المعدية، من خلال جينات وراثية، خاصة أن هناك بعض أنواع البكتيريا أخذت أشكالاً مختلفة مضادة للمضادات الحيوية، وذلك نظراً لسوء استخدام المضادات الحيوية، وتابع أن هناك باحثين يهتمون بتحضير عدد من الفيروسات متعددة المقاومة كطرق جديدة لمكافحة البكتيريا، مضيفاً أن هناك طرقاً جديدة لمكافحة الفيروسات، والمعروف أن الفيروسات لها خلايا معينة تصيبها.
وقال وكيل كلية الصيدلة جامعة عين شمس إن «الكلية تؤهل وتدرب الطلاب بدءاً من مرحلة البكالوريوس على مختلف الأدوات التى تدخل فى تصنيع الأدوية وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى التأسيس العلمى النظرى الذى يكتسبه الطالب خلال مراحل الدراسة السنوية»، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً مشتركاً مع عدد من المؤسسات العلمية والعلاجية تسهم فى تكوين البنية العلمية لدى الطلاب من خلال التدريب الخارجى، مضيفاً أن الكلية عدلت اللائحة الداخلية للمقررات الدراسية، لافتاً إلى أنه تمت إضافة عدد من المقررات العالية المطلوبة كمقرر المعلوماتية الحيوية، وعلم الجينات الوراثية، مشيراً إلى أنه تم تحديث جميع المكتبات فى الكلية خاصة الإلكترونية وتزويدها بكل ما هو جديد، تهدف إلى تنمية القدرات والمهارات لدى الطلاب وجعلهم مؤهلين لمختلف سوق العمل محلياً ودولياً، وتابع «أبوشنب» أن «الأبحاث العلمية فى مجال الدواء، ما زال ينقصها الدعم المادى، وأن هجرة شركات الأدوية والمؤسسات المنوطة بالدواء تؤثر سلباً على مسيرة البحث العلمى بها»، مؤكداً أن معظم شركات الأدوية تعتمد على الاستيراد، وليس المنتج المحلى، مشيراً إلى أن جميع الطلاب يدركون جيداً ما هو مرض «الكورونا»، موضحاً أن المعامل بالكلية ليست مجهزة بالقدر الذى يسمح لها بإجراء تجارب تحضيرية لأمصال الفيروسات، وأن الكلية بها معمل بحثى مركزى «وحدة اكتشاف الأدوية»، وهو معمل كبير جداً به العديد من الأجهزة المتقدمة، لافتاً إلى أنه متاح لجميع الباحثين بمختلف التخصصات، كما أن كل قسم بالكلية لديه ما لا يقل عن 3 معامل بحثية خاصة للماجستير والدكتوراه.
وقال الدكتور رامى أكرم، رئيس قسم الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، إن «القسم بالكلية يعمل فى اتجاهين، الأول يتمثل فى معرفة المادة الوراثية للبكتيريا ومن خلالها يتم استنتاج الأجزاء التى يمكن حقنها لتحمى الإنسان من المرض، فهى مقاربة للقاح»، قائلاً: «الدكتور شريف عطية والدكتورة نهى الحسينى، ابتكرا هذه اللقاحات».
وأضاف «أكرم» لـ«الوطن» أن «هناك بكتيريا مقاومة لشتى أنواع المضادات الحيوية»، لافتاً إلى أن هناك مجموعة من الباحثين نجحوا فى ابتكار لقاح لها، موضحاً أنه لا يوجد أى معامل بالكلية مجهزة للعمل على الفيروسات، لافتاً إلى إن هناك تعاوناً مع «القومى للبحوث والمصل واللقاح»، بشأن العمل على هذا البرنامج، منوهاً بأن العمل على الفيروسات يحتاج لتجهيزات متقدمة، وأشار إلى أن هناك عدداً من البرامج المكثفة لتدريب الطلاب خلال فترة الدراسة، موضحاً أنه تم استحداث عدد من المواد الدراسية لطلاب الفرقتين الرابعة والخامسة على كيفية تحضير اللقاحات، موضحاً أن الزيارات الميدانية تتم غالبيتها لطلاب الدراسات العليا نظراً لقلة أعدادهم، وتابع أن القسم به 6 معامل مجهزة للأبحاث وطلاب الدراسات العليا، فضلاً عن 4 معامل لطلاب البكالوريوس، وذلك لأخذ التدريبات الكافية والمؤهلة لهم للتعامل مع طرق التحضير وغيرها، موضحاً أن التجارب المبدئية لتحضيرات الأدوية تتم على بعض الحيوانات الصغيرة كالفئران، وأن التجارب الكبيرة تتم فى أماكن أخرى، أعلى فى المواصفات والإمكانيات، مشيراً إلى أن المعامل تؤهل الطلاب على كيفية التحضير وليس التصنيع أو إنتاج اللقاحات.