"الصحة" أوصت بهم.. كيفية تأهيل الأطفال العائدين من الحجر الصحي نفسيا؟
وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد
"متخافوش من مغادري الحجر الصحي"، وزارة الصحة أعلنتها صريحة، أن جميع المصريين العائدين من ووهان الصينية، غادروا الحجر الصحي بسلام وخير، وهم مع أسرهم آمنين سالمين، ولم يعد هناك حاجة لمتابعتهم مجددا، لعدم وجود مؤشرات سلبية، فيما يخصهم، موضحًا أنهم وصلوا إلى منازلهم من خلال الأتوبيسات الناقلة لهم.
جاء ذلك من خلال مداخلة هاتفية للدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة في برنامج "القاهرة الآن"، مع الإعلامية لميس الحديدي، على شاشة "العربية الحدث"، وأضاف: "بلاش تضايقوا العائدين وتأثروا على نفسيتهم وتخافوا منهم هما تمام وبطمن كل الناس"، مؤكدًا أن المغادرين سعدوا برحلة الحجر الصحي، ونحن أيضا كحومة فخورون بما وصفه بالملحمة بين المؤسسات المختلفة، وأولها القوات المسلحة.
حديث وزارة الصحة طرح تساؤلًا، بكيفية إعادة تأهيل الأطفال الذين عاشوا داخل الحجر الصحي وفي ووهان، وهو ما تحدث عنه الدكتور أحمد ثابت الخبير النفسي، قائلًا إنه يجب أن يكون التعامل مع العائدين من الحجر الصحي ولا سيما الأطفال منهم بحذر شديد، لافتًا إلى أنهم أكثر عرضة للأذى النفسي نظرًا لما رأوا من أهوال في رحلتهم من الصين إلى منازلهم.
وأضاف "ثابت" لـ"الوطن"، أن التعامل النفسي مع الأطفال يجب أن يعتمد على شقين، أولهما هو كيف نجعل الطفل متقبلا للوضع الذي هو عليه الآن، وذلك عن طريق التحدث إليهم كثيرًا وإخبارهم بأنهم مميزون، فلم يمر أحد من أقرانهم بما عاشوه، فضلًا عن تعزيز الجانب المعنوي لهم، ومحاولة إلهائهم عن الفترة الماضية وإشغالهم بالدراسة والمستقبل.
كما أشار الخبير النفسي إلى أن الشق الثاني لتهيأة الأطفال موجه للمجتمع ويشمل الكبار والصغار، بتأهيلهم نفسيًا في العمل أو المدرسة بأن العائدين من الحجر الصحي أصحاء تمامًا، والدولة أقرت ذلك ولا خطر صادر منهم، بالإضافة للتوصية على معاملتهم بلطف لأن تلك المعاملة من شأنها اندماجهم مع طوائف المجتمع من جديد بشكل انسيابي.
بينما اتجه الدكتور محمد هاني الاستشاري نفسي، إلى وجهة نظر أخرى وهي أن سكان الحجر الصحي من الصعب أن يتعاملوا مع المجتمع مباشرة بعد رجوعهم، حتى لا يتفاجأوا برد فعل من الأطراف الأخرى يجعلهم يشعرون بأنهم منبوذون، لذا يجب أن يمكثوا فترة قصيرة بعيدًا عن الاختلاط ثم يعودوا للاختلاط مرة أخرى بعد أن يتناسى الناس الحدث ويزول الربط بينهم وبين كورونا.
وأضاف "هاني" لـ"الوطن"، أن الآباء يجب أن يبعدوا أطفالهم عن الدراسة هذا الفصل الدراسي على الأقل، نظرًا لأن السيطرة على ردود أفعال أقرانهم من الأطفال صعبة، ويمكنها أن تتحول إلى تنمر، وهو ما سيتسبب في وجع وألم نفسي لهؤلاء الأطفال.
وأوضح الاستشاري النفسي، أنه يجب الاطمئنان على صحة العائدين نفسيًا كما تم الاطمئنان عليها صحيًا، عن طريق مراكز التأهيل نفسي من أجل استرخاء أعصابهم، لأن أسلوب النبذ ومعاملتهم على أنهم وباء يجب الابتعاد عنهم سيعود عليهم بأثر نفسي بالغ الخطورة.
كما أردف "هاني" أنه من جهة الأشخاص الذين عادوا إلى منازلهم، فيجب أن تكون لديهم قدرة استيعابية بسماع بعض الجمل السخيفة، بسبب أنهم كانوا يعيشون في مدينة ووهان مركز الفيروس، وعليهم أن يعرفوا جيدا أنه من الصعب أن يتعامل معهم المجتمع بشكل طبيعي 100% باستثناء أفراد عائلتهم.
وتابع أنه يجب عليهم تقنين التعامل مع الآخرين في الفترة الحالية مع التقليل من الزيارات الخارجية، إلى أن يندمجوا بعد ذلك بشكل طبيعي.