"علي".. يبدأ يومه معلما وينهيه شيفا للشاورما: "بغذي العقول والبطون"
الشاب العشريني عمل بالتدريس رغم تخرجه من كلية التجارة
علي محمد يبدأ يومه معلما وينهيه شيفا للشورما
غذاء الناس همه، يبدأ يومه معلما للرياضيات مغذيا لعقول طلابه بالعلم؛ وينهيه شيفا للشاورما مغذيا بطون الناس بالطعام، لم ينتظر من يعينه على هموم الحياة، وقرر أن يفعل ما يحب حتى لو كان ما يفعله صباحا بعيدا كل البعد عما يفعله مساء.
مجالين عمل مختلفين تماما أحبهما الشاب السكندري "علي محمد"، البالغ من العمر 28 عاما، أحب مهنة التدريس لرسالتها السامية، وما تقوم به بناء أجيال جديدة، وقدس هذا المجال وأخلص له رغم أنه لم يتقاضى منه أي راتب منذ عامين وحتى تلك اللحظة، ليفكر في البحث عن وظيفة أخرى تساعده على الاستمرار في طريق التدريس فعمل مهنة يحبها أيضا هي تحضير الأطعمة، فعمل شيفا للشاورما بأحد المطاعم في فترة الظهيرة عقب انتهاء ساعات عمل المدرسة.
يعمل "علي" معلما للرياضيات في أحد مدارس منطقة سيدي بشر بالإسكندرية، فبعد أن تخرج من كلية التجارة بتقدير جيد، توجه لدراسة دبلوم تربوي بأحد الجامعات ليتمكن من أن يصبح معلما، ورغم بحثه عن فرصة عمل في مدارس متعددة إلا أنه لم يجد الفرصة، فتوجه للعمل في أحد المدارس الحكومية دون تقاضي أجر ليكتسب الخبرة الواجب توافرها في المعلم، "أول سنة اشتغلت تدريب، والسنة الثانية اشتغلت متطوع"، حسب حديث علي لـ"الوطن".
بحث الشاب العشريني عن فرص عمل أخرى بجانب عمله كمعلم تناسب شهادة كلية التجارة، إلا أنه لم يتمكن من أن يجد وظيفة مناسبة لتخرجه لأسباب مختلفة تنوعت ما بين طلب الشركات تقدير أعلى في شهادة التخرج، أو مستويات متقدمة في اللغات الأجنبية، ليقرر العمل في وظيفة أخرى يحبها "اشتغلت في محل شاورما، وأنا بحب مجال الطبخ والأكل"، ويمتلك خبرة طويله فيه، حيث عمل في عدة مطاعم خلال فترة دراسته بالجامعة.
"بشتغل حاجتين بحبهم".. ورغم تناقض طبيعة الوظيفتين التي يعمل بهما "علي"، إلا أنه يشعر بإحساس كبير بالرضا والسعادة، فهو يستمتع بما يعمله، فيسعد كثيرا لمساهمته في تعليم أجيالا جديدة، قادرة على بناء المستقبل، ويسعد وهو يرضي شغف هوايته في الطبخ، بالعمل كـ"شيف شاورما".
أحلام وأمنيات كثيرة يطمح الشاب السكندري في تحقيقها، ففي مجال التدريس، يتمنى أن يصبح أحد المعلمين المؤثرين، وينجح في تخريج أجيال تبني مستقبل مصر، كذلك "نفسي أنجح أن أقدر أفتح محل شاورما كبير في أفضل الأماكن في الإسكندرية، واستمر في المجالين مع بعض عشان أغذي العقول والبطون".