أغاني المهرجانات.. هتاف المشاغبين
الرقص على أغاني المهرجانات
بتيمة موسيقية صاخبة، ورقصات ملتوية وعشوائية، ووجوه عابثة، اجتاح أصحاب أغانى المهرجانات حياتنا، أصبحوا يطاردوننا بأخبارهم ومشكلاتهم ومطاردة الجميع لهم، سواء نقابة المهن الموسيقية التى تقف ضدهم، أو جمهورهم الذى أصبح يزداد فى كل يوم ليضم طبقات مختلفة وفئات عمرية عديدة، كيف بدأ هذا الفن، إذا ما اتفقنا على كونه فناً؟ وكيف صعد إلى القمة ليحتل «الترندس يومياً؟ كيف أصبح أشباح المساء نجوماً يجنون ملايين الجنيهات من منصة «يوتيوب» وهم يغنون للحشيش والخمر والسنجة والساطور والخيانة والقتل؟ من أين أتوا بهذه الكلمات؟ وكيف بنوا إمبراطوريتهم الكبيرة، التى لن يستطيع أحد أن يقف أمامها أو يرفضها؟! حسن شاكوش ورفيقاه «بيكا وشطة» وغيرهم أصبحوا موجودين فى حياتنا، نردد أغنياتهم الهابطة فى مناسباتنا، نتراقص معهم فى المساء، ونلعنهم ونطالب بمنعهم وحجبهم فى الصباح، ربما كان نجاحهم فى الأساس مرتبطاً بفكرة المنع والرفض لوجودهم، وهو ما ساعد على انتشارهم بسرعة كبيرة، جعلت أحدهم يجلس على المرتبة الثالثة عالمياً على تطبيق الاستماع للأغانى الشهير «ساوندكلاود»، صنعوا أغانيهم من العبارات التى تُكتب على «ظهر» الميكروباصات والتكاتك، هتفوا بجمل وألفاظ يصعب على الكثيرين فهمها، عبّروا عن غضبهم وحبهم وسعادتهم بالطريقة التى تشبه حياتهم، غنوا كمشاغبين وخارجين عن القانون ورافضين لأى فكرة تقف فى طريقهم، هل يستحقون ما وصلوا إليه؟! وهل يشكلون خطراً على حياتنا ومستقبل أولادنا الذين باتوا يرددون أغانيهم بكل ما تحمله من ألفاظ خارجة وبذيئة؟ هل هم تيار جديد للموسيقى فرض نفسه على الساحة والجمهور وأصبح يهدد عرش كبار الأغنية فى مصر؟ أسئلة كثيرة وملحة تفرض نفسها لمحاولة فهم ظاهرة أغانى المهرجانات، التى أصبحت صداعاً فى رأس الجميع، لا نعرف له دواء ولن يفيد إنكار وجوده فى شىء.. خصوصاً أن نجومه حفنة من المشاغبين.