الأجانب أيضا يسمعون "أغاني المهرجانات": بنحبها.. وبنرقص عليها كمان
"ميس" من العراق: "وداع يا دنيا" تعبر عن المصري
أجانب يرقصون على أغانى المهرجانات
بعد تغريدة الملياردير والمهندس الأمريكى أيلون ماسك، صاحب شركة تسلا العالمية، عبر حسابه الشخصى على «تويتر» عن أكثر 8 أغانٍ استماعاً على منصة الموسيقى المجانية Sound cloud.
وظهور أغنيتين للمطرب الشعبى حسن شاكوش ضمن القائمة بأغنية «بنت الجيران»، إلى جانب أخرى للمطرب نفسه مع زميله حمو بيكا تحت عنوان «شمس المجرة»، بدأت تظهر تساؤلات عن مدى انتشار أغانى المهرجانات الشعبية ليس فقط على مستوى مصر، بل على مستوى العالم والشعبية التى تحظى بها تلك الأغانى لدى مستمعين غير مصريين.
وفى السطور القادمة تحاول «الوطن» الإجابة عن تلك التساؤلات، حيث أكدت ميس محمود، مذيعة من العراق، أنها بالفعل تحب أغانى المهرجانات الشعبية، وتستمع إليها مثل «وداع يا دنيا وداع»، قائلة: «فى البداية عندما سمعناها مع الأصدقاء لم أحبها كثيراً، انزعجت جداً من اللحن السريع والضجيج، ولكن بعد تكرار الاستماع لها والتركيز مع الكلمات أعجبت بها كثيراً، وبدأت أستمع إليها بكثرة، واكتشفت أنها معاناة وتوصيف قضية وليست مجرد موسيقى رتمها سريع، فهو فن حلو يمثل مصر ومعاناة مجتمعها».
وفى لبنان، أكد عبدالرحمن عرابى، موظف بإحدى المؤسسات الخاصة، أنه محب للفن المصرى بشكل عام، ويطلع على الحديث منه بشكل دورى، ومنها بالطبع أغانى المهرجانات الشعبية: «أنا أسمعها من وقت لآخر، فهى أغانٍ مبهجة عموماً، تصلح للاستماع فى السيارة أو السهرات، فهى لها مودها ووقتها، وأكثر أغنيتين جذبتانى كانتا «شقلطونى فى بحر بيرة»، ومهرجان «بنت الجيران».
وفى ليبيا كان الأمر مختلفاً بعض الشىء، فقد أشار أحمد البيباص، مهندس، إلى أن أغانى المهرجانات تنتشر بين الشباب هناك، ويستمعون لها، ولكنها لا تعتبر دليلاً على ارتفاع المستوى الاجتماعى: «نحن نحب الاستماع لأغانى المهرجانات مثلاً خلال فترة قيادة السيارة لمسافات طويلة، وأحياناً فى المناسبات، لكن غير ذلك هى لا تعتبر على ارتفاع مستوى الشاب الاجتماعى، أو أنه شاب كوول، فنستمع لها عبر الراديو أو اليوتيوب، ولكن لا نقوم بتحميلها على الهاتف المحمول».
فى هولندا، كان الاستماع لأغانى المهرجانات الشعبية أمراً محبباً، بحسب نهال حسام الدين، مصرية تقيم هناك مع بقية أفراد أسرتها، تقول: «فى بعض المناسبات كان المصريون الذين يقيمون هنا فى هولندا يقومون بتشغيل أغانى المهرجانات مثل حط إيده ياه، وزلزال، وكانت التعليقات من الهولنديين الحاضرين أنها موسيقى لطيفة، وأحبوا الاستماع إليها».
أما فخرى رطروط، فلسطينى أردنى، يقيم فى جمهورية «نيكاراجوا»، وشاعر ورسام، فأكد أنه يحب الاستماع لأغانى المهرجانات الشعبية كثيراً، لأنه يرى أنه من خلالها يستطيع التعرف على ثقافة المواطن المصرى البسيط، وهو يعمل على سماعها مع بقية السكان: «أحب هذه الأغانى لأنها خارجة من أعماق مصر الشعبية، ولكى تتعرف على أى بلد يجب أن تذهب إلى مقاهيه الشعبية وأسواقه الشعبية، وتسمع أغانيه الشعبية، وبالرغم من الإسفاف أحياناً فى كلمات بعض الأغانى لكن أجد فيها شعرية تتفوق على الكثير من الأسماء الشعرية الرسمية المكرسة».
"فخرى" من نيكاراجوا: أبنائى يسمعونها
يحاول «فخرى» تعليم أولاده اللغة العربية من خلال أغانى المهرجانات، موضحاً: «أولادى ولدوا فى نيكاراجوا، وأحاول تعليمهم اللغة العربية من خلال تشغيلها فى السيارة، فهذه الأغانى تنبههم إلى اللغة العربية، لأن الرتم يساعدهم على التقاط الكلمات ومع أن أغلبها بالعامية المصرية، الا أنها تقربهم من اللغة العربية، فالأغانى أفضل وسيلة لتعلم لغة ما». منة جلال، مصرية سافرت للكثير من البلدان، وهى تعيش خارج مصر حالياً، أكدت أن أكثر ملاحظة انتبهت لها خلال سفرها، هى أن أغانى المهرجانات الشعبية منتشرة بين الأجانب بشكل كبير، ويحبها أكثر الألمان، والفرنسيون: «هم صحيح لا يفهمون كلماتها، ولكن يركزون مع الموسيقى، فمثلاً أغنية بنت الجيران، على الرغم أن الأجانب لا يفهمون كلماتها إلا أنها أعجبتهم كثيراً، وكانوا يرقصون عليها بشكل دائم، ويخبرونى دوماً أنا وزوجى أنهم أحبوا الأغنية كثيراً، بالإضافة إلى انتشار الأغانى الخاصة بالمطرب الشعبى حكيم».
فاطيمة بامبا، من كوت ديفوار، تدرس فى مصر فى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أكدت أنها فى البداية لم تكن تستسيغ أغانى المهرجانات، ولكن من خلال تكرار سماعها فى الميكروباصات، والحفلات والأفراح، صارت تحب الاستماع إليها كنوع من التغيير: «أغانى المهرجانات غريبة، هى تعطى نوعاً من البهجة بسبب ألحانها، وأكثر أغنية أعجبتنى كثيراً كانت بنت الجيران، وأعتقد أنه لا يوجد بيت فى مصر لم يستمع إليها، وبالنسبة لى أعتبرها تشبه بعض الفرق فى كوت ديفوار، من حيث الألحان أو الكلمات أو فكرة أنها شعبية، ولكن مشكلتها أنها لا تناسب الاستماع إليها فى أى وقت، بل لها أوقات معينة يمكن الاستماع إليها حيث المرء يكون خالياً من أى أعمال أو مسئوليات».