فرحة وخوف.. عائدان من الحجر يرويان اللحظات الأولى للقاء الأهل
العائدون من ووهان
انتظار دام لأكثر من أسبوعين لذلك اليوم الذي يعود فيه كل منهم إلى بيته ويرتمي في أحضان أسرته دون الخوف من التسبب لهم في أذى، عايشه المصريون العائدون من ووهان في الحجر الصحي، فعلى الرغم من استمتاعهم بوقتهم وتكوينهم صداقات جديدة في هذه الأيام، إلا أن تلك الأصوات المحبة القلقة التي كانوا يسمعونها عبر هواتفهم بشكل يومي، كانت تجعلهم يتوقون للحظة رؤية أصحابها.
مرت أحداث أمس سريعة على معتز خفاجى، الطالب برسالة الدكتوراه بجامعة وسط الصين الزراعية، فبالرغم من كونها نهاية لفترة إقامة استمتع فيها بمبنى "ج" حيث كان يقيم الطلاب العزاب، وتعرف فيها على أصدقاء يتطلع للقائهم في ووهان عن قريب، فأنصت لكلمة الوزيرة التي عبرت فيها عن فخرها بهم وأهميتهم لمصر التي تجلت في رعايتهم والحرص على سلامتهم، ثم التوجه للأوتوبيس الذي كان قد سبق وأخبر أنه سيستقله إلى ميدان عبد المنعم رياض استعدادا للعودة إلى حيث يقيم وأسرته بمحافظة المنيا.
بمجرد وصوله إلى موقف "عبد المنعم رياض"، الذي وصفه بـ"نقطة مناسبة للجميع للتحرك إلى حيث يريد، وتوديعه لرفاق لن ينساهم، وجد "معتز" نفسه على بعد أميال قليلة من لقاء العائلة، ليستقل السيارة التي كانت تنتظره لتحمله إلى بيته، في رحلة تجاوزت الثلاث ساعات أخذ يسترجع فيها ذكريات الحجر ويطمئن رفاقه على مجموعة التواصل التي كانوا قد أنشأوها على موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويشات" من أنه بخير وفي الطريق إلى المنزل فيما يسألهم "وصلتوا فين".
"الجميع كان في انتظاري"، يقولها "معتز" واصفا المشهد الذي كان ينتظره بمجرد دخوله مدينته، والذي روى كواليسه، في حديثه لـ"الوطن"، حيث جاء والداه من محافظة سوهاج إلى محافظة المنيا وانهالت عليه الأحضان والقبلات على عكس ما توقعه من خوف البعض من العدوى، كما وجد منهم الدعم بعد معرفتهم بعودته إلى الدراسة عبر الإنترنت، فهيأوا له المناخ المناسب لينعم بساعات من النوم ويستيقظ ليداوم على محاضراته عبر الإنترنت.
خطة للتعامل مع المقربين وضعها محمد فتحي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر والذي كان يدرس في ووهان للحصول على درجة الدكتوراه، حيث نزل من الأوتوبيس في موقف العاشر من رمضان استعدادا للعودة لمنزل عائلته في العبور، حيث كان ينتظره عمه ووالده، ووجد العائلة كلها والجيران في البيت يرحبون به ولكنه كان يحرص على ترك مسافة بينه وبين أي شخص يستشعر فيه الخوف حتى يجنبه الإحراج، وحرصا على سلامته، رغم ثقته أنه لا يحمل الفيروس بعد انتهاء فترة الحجر الصحي.
"الحياة عادت لطبيعتها" وفقا لـ"محمد"، حيث يروي لـ"الوطن" مشاعره عند استيقاظه اليوم مغمورا بدفء عائلته وترحيبهم، حيث يبدأ الاستعداد لإتمام المراحل العملية الخاصة برسالة الدكتوراه، ويحاول الاستمتاع بالأسبوع الأول بين عائلته بعد أن أخبر أصدقائه بأنه لم يقابلهم حتى الأسبوع القادم ليخصص هذا الأسبوع لعائلته فقط.