ضبط مدرس إخوانى متهم فى أحداث فتنة «بنى هلال» و«النوبيين» بأسوان
تمكنت أجهزة الأمن من ضبط مدرس إخوانى بأسوان أمس الأول، هو أحد المتورطين فى أسباب الفتنة الدموية بين أبناء النوبة «الدابودية»، وأبناء بنى هلال، والتى وقعت بمنطقة «الشعبية»، التابعة لشرق المدينة، وراح ضحيتها 26 قتيلاً من الطرفين.
كانت تحريات المباحث الجنائية والأمن الوطنى قد أسفرت عن أن أحد المتورطين فى الأحداث مدرس إخوانى، يدعى «نجم الدين. إ. م»، 32 سنة، وبعد استئذان النيابة، وتقنين الإجراءات القانونية، تمكن الأمن من ضبطه وبحوزته 33 زجاجة مولوتوف، ومقبض خشبى لبندقية آلية، وجارٍ عرضه على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
كما تمكنت الشرطة مساء أمس الأول من ضبط 2 من المشاركين فى أحداث العنف بين قبيلتى الدابودية والهلالية، وذلك بعد قرار النيابة العامة بتوجيه الاتهام لحوالى 40 شخصاً صدر بحقهم قرارات ضبط وإحضار.[FirstQuote]
هذا وعقد محافظ أسوان، اللواء مصطفى يسرى، مؤتمراً صحفياً، ضم كافة وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية، وأعضاء لجنة المصالحة لاستعراض الأحداث التى شهدتها منطقة السيل الريفى مؤخراً بين قبيلتى الدابودية وبنى هلال، وأيضاً الجهود المبذولة من لجنة المصالحة.
وأكد المحافظ أنه منذ اندلاع الشرارة الأولى للأحداث كان هناك تدخل فورى منه، وسرعة فى التعامل، حيث تم إحالة كل من مديرى مدرسة محمد صالح حرب، وأيضاً مدرسة محمد حسين هلال الفنية، ومدير التعليم الفنى، للتحقيق بعد حدوث مشاجرة بين مجموعة من الطلاب المنتمين للقبيلتين بسبب تبادل كتابة عبارات مسيئة على جدران المدرسة الخارجية، لافتاً إلى أن الشرطة من جانبها فضت النزاع بينهم، فيما توصلت المحافظة إلى إتمام صلح بين الطرفين مساء نفس اليوم بمقر نقابة المعلمين، وبحضور قيادات القبيلتين، وتم تحرير محضر بهذا والذى نتج عنه هدوء فى اليوم التالى.
وأضاف مصطفى يسرى، أن الجميع فوجئ بحدوث مناوشات بين القبيلتين ظهر يوم الجمعة الماضى من خلال إطلاق أعيرة نارية عشوائية أدت إلى وفاة 4 من قبيلة الدابودية، وإصابة 16 مواطناً، والذى أدى إلى قيام قبيلة الدابودية بالاشتباك مع قبيلة «بنى هلال» مساء نفس اليوم، مما أسفر عن مقتل 18 شخصاً، وإصابة 23 من قبيلة «بنى هلال»، بجانب اكتشاف وجود 3 قتلى آخرين من قبيلة «الدابودية» فى صباح يوم السبت. وأشار إلى أنه على الفور، تم عقد اجتماع عاجل مع القيادات الأمنية والشعبية لسرعة احتواء الموقف، كما تم إعطاء توجيهات لمسئولى الصحة بتوفير كافة أوجه الرعاية الطبية للمصابين مع نقل أى حالات حرجة تحتاج للسفر إلى القاهرة أو أسيوط.
كما أشاد المحافظ بالتحرك الفورى والسريع للحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، الذى زار المحافظة عصر السبت، يرافقه اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، واللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية لوضع إمكانيات الحكومة وتسخيرها من أجل مواجهة الموقف.
وتابع «يسرى»، أنه عقب ذلك، تم عقد اجتماع طارئ بحضور رئيس الجامعة، والقيادات الأمنية وعواقل وأجاويد القبائل العربية والأسوانية، كما تم إصدار بيان صحفى فور انتهاء الاجتماع يتضمن مناشدة كافة وسائل الإعلام توخى الحذر، وتحرى الدقة فى كل ما يتم تداوله حول المشكلة الحالية، حيث إن عدم التزامها بالمهنية يساهم فى انتشار الإشاعات والمعلومات المغلوطة، مما يؤدى بدوره إلى تزايد الاحتقان بين الطرفين، بجانب تعليق الدراسة لمدة يومين بـ25 مدرسة ومعهداً أزهرياً تقع فى محيط الأحداث، والعمل على توفير 10 آلاف رغيف خبز لأهالى المنطقة يومياً، مؤكداً أنه فى مساء نفس اليوم، تم عقد اجتماع آخر مع كبار قبيلتى الدابودية وبنى هلال امتد حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى للتوصل إلى اتفاق بتهدئة الموقف لمدة 3 أيام من خلال الاتفاق على آليات محددة، وهو الذى ترتب عليه دفن 6 جثامين من قبيلة بنى هلال بعد تصريح النيابة العامة بذلك، مع بدء لجنة تقصى الحقائق فى أعمالها للوقوف على أسباب الأحداث. على جانب متصل، نظمت مديرية الصحة بأسوان قوافل طبية، وعلاجية بشكل يومى بدأت أمس الجمعة، وذلك من خلال الجمعيات التنموية التابعة لقبيلتى الدابودية وبنى هلال بمنطقة السيل الريفى، وذلك فى عيادات متنقلة موزعة بين جمعيتى الدابودية وبنى هلال، تضم مختلف التخصصات الطبية، منها: الجراحة، والنساء، والباطنة، والأطفال.[SecondImage]
ومن المقرر أن تبدأ الدراسة فى نحو 53 مدرسة بأسوان غداً الأحد.