جيران عقار الشرابية المنهار: البيت مكانش نافع.. ومنعرفش وقع ليه
حسن: اللي ماتوا كانوا أصحاب البيت وقاعدين في الدور التاني
عقار الشرابية المنهار
حالة من الفزع عاشها جيران العقار المنهار بمنطقة الشرابية، في الرابعة عصرا من أمس الأول، إثر سماعهم صوت دوي انفجار في المنطقة لم يعرفوا مصدره حتى الآن، تسبب في تساقط الجدران الداخلية للعقار، وراح ضحيته أم وطفليها، أصحاب العقار، أحدهما عمره عام ونص العام، والثانية 3 أعوام، كانوا يسكنون الطابق الثاني، ولم يوجد داخله غيرهم أثناء الانهيار، وتم إخلاء العقار نهائيا وسط وجود أمني مكثف.
"البيت قديم وبقاله 30 سنة، وجاله أكتر من قرار إزالة، لكن مكانش فيه حد بينفذ".. بهذه الكلمات بدأ محمد السيد، (27 عاما)، يعمل بأحد الأفران الموجودة على بعد مسافة قليلة من العقار المنهار، وأحد شهود العيان على الحادث: "امبارح الساعة 4 العصر، لاقينا صوت طوب بيقع، وناس بتصوت، جريت دخلت الشارع لاقيت البيت بيقع، وبعدها بشوية عرفنا إن فيه أسرة كانت جوه البيت".
وأضاف أنّه فور الانهيار، اتجه عدد من جيران العقار إلى قسم الشرابية، وحضرت الحماية المدنية، وبحثت تحت الأنقاض عن جثث الأسرة: "الأم وابنها وبنتها ماتوا، وأطفالها كان عمرهم بين سنة ونص و3 سنين"، وانتهى "السيد" من حديثه، لـ"الوطن"، قائلا: "من وقت الحادثة لحد دلوقتي وفيه شرطة كتير موجودة قدام البيت، ومفيش حد دخله من وقتها، حتى السكان".
حسن محفوظ، (31 عاما)، أحد جيران العقار المنهار، قال إنّ العقار مكون من 3 طوابق، تستقر الأسرة المالكة في الطابق الثاني، والثالث فارغ من السكان، والأول والأرضي به مستأجرين، وأنّ المنزل وقت الانهيار كان داخله الأم والجدة والسلفة والأولاد الثلاثة، ولد وبنت توأم في عمر العام ونصف العام، والأخرى في عمر 3 سنوات ونصف.
وأضاف أنّ "الانهيار حصل في الجزء الداخلي للبيت، اللي كان موجود فيه الأم والولد والبنت، لكن باقي الأسرة خرجوا كويسين، والزوج كان في ورشته في السبتية".
وأوضح أنّه عقب التنقيب عن الجثث، كانت البنت على قيد الحياة لكن بحالة متأخرة، فتم نقلها لمستشفى شبرا العام، ودخلت العناية المركزة: "البنت مقعدتش كتير في الرعاية وماتت، لكن البنت التوأم عندها جروح بسيطة في وشها لكن حالتها كويسة".
وتابع، لـ"الوطن"، أنّ سكان الطابقين الأول والأرضي كانوا في وقت عملهم، وجاؤوا بعد الانهيار، واتجهوا إلى أقاربهم لحين معرفة ما يحدث: "البيت مبقاش نافع إن حد يقعد فيه، عشان كده باقي السكان راحوا عند أهاليهم، وباقي الأسرة المالكة برضه مشيوا من هنا".
"الوطن" تحدثت مع عامل بأحد المقاهى الموجودة بالمنطقة، في العقد الرابع من عمره- طلب عدم ذكر اسمه- قال إنّ العقار المنهار كان سقفه مبني من الخشب وليس من الأسمنت المسلح، وسمع من أحد شهود العيان أنّ الانهيار حدث بسبب انفجار أنبوبة بوتاجاز، ما أدى إلى إنهياره: "الناس القريبين من البيت بيقولوا إنهم سمعوا صوت انفجار، وبعدها البيت وقع، ولما المعاينة جت، عرفنا إن أصحاب البيت كان فيه منهم جوه ومالحقناش تنقذ حياتهم".
وأكد أنّ هناك تباين في السبب وراء الانهيار، فالبعض يقول إنّه بسبب انفجار أنبوبة، والبعض الآخر يقول إنّ الانفجار حدث بسبب ماس كهربائي نتيجة لسقوط الأمطار، وذلك على حد قوله: "لسه مش عارفين لحد دلوقتي سبب الانهيار إيه، لكن البيت تم إخلائه بالكامل من السكان".
وعلى بعد خطوات قليلة من العقار المنهار، جلست هناء علي، في أواخر الأربعينيات، طلبت عدم نشر اسمها، وأحد شهود العيان، حيث تسكن قرب العقار: "البيت مكانش مستحمل أي حاجة، والحي قال إنه آيل للسقوط ولازم السكان يخلوه، لكن نصيبهم يحصل معاهم كده".
وتابعت، لـ"الوطن": "سكان البيت كانوا عارفين حالته عاملة ازاي، لكن مكانش قدامهم مكان تاني يعزلوا فيه"، مضيفة أنّهم فور سماعهم صوت الانفجار، ذهبوا جميعا إلى العقار، فوجدوا الطوابق تتساقط من الجهة الداخلية وليست واجهة المنزل: "الحمدلله إن الانهيار حصل بالنهار والناس كلها صاحية وماشيين في الشارع، عشان يقدروا يلحقوا اللي عايش منهم".