الأمن الغذائى في خطر.. الجراد يجتاح أفريقيا ويصل السعودية
"الفاو": دمر نحو 70 ألف هيكتار من الأراضي في الصومال وإثيوبيا
انتشار الجراد
اجتاحت أسراب الجراد عدد من الدول الأفريقية على رأسها الصومال وإثيوبيا وكينيا بداية من عام 2020، فيما وصلت أسراب الجراد إلى السعودية قادمة من اليمن خلال الأسبوع الجاري بما يهدد الأمن الغذائي للملايين من خلال تأثير الجراد على المحاصيل الزراعية.
وبحسب تقارير مختلفة، فقد دخلت أسراب الجراد الضخمة كينيا في ديسمبر الماضي، ومزقت المراعي في شمال ووسط البلاد، وفقا لما ذكرته "الجارديان" البريطانية.
أدى اجتياح الجراد الصحراوي لمناطق في الصومال وإثيوبيا إلى تدمير المحاصيل وتعريض الأمن الغذائي في تلك المناطق إلى الخطر، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
وقالت "الفاو" إن غزو الجراد، المتوقع زيادة رقعته، قد دمر نحو 70 ألف هيكتار من الأراضي في الصومال وإثيوبيا، مهددا بذلك إمدادات الغذاء في الدولتين، وحياة المزارعين في تلك المناطق.
ووصل زحف الجراد الذي فتك بمحاصيل ومراع في دول شرق إفريقيا إلى جنوب السودان، خلال الأسبوع الجاري حسب وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة.
وشهدت عدة مناطق في السعودية "الرياض، حائل، القصيم، الشرقية" قدوم أعداد كبيرة من أسراب الجراد من اليمن، حيث استقرت بالمزارع لعدة ساعات نتيجة تأثير الرياح الجنوبية، وجفاف مناطق التكاثر الاعتيادية للجراد مما تسبب في عدم استقرار في حركة واتجاه الأسراب.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور عبدالله أبا الخيل أن الوزارة أنجزت أعمالها الميدانية ضد تكاثر الجراد الصحراوي بالموسمين الشتوي والربيعي، حيث كافحت 17000 هكتار، معلنة انتهاء أعمال المكافحة والتطهير بنهاية شهر فبراير الحالي في الليث والقنفذة بمكة المكرمة، وساحل عسير وقلوه والمخواه بمنطقة الباحة، ومحافظات بيش والدرب والشقيق بمنطقة جازان وفقا لقناة "العربية".
أضاف أبا الخيل أن وزارة البيئة ركزت جهودها عبى أعمال المكافحة ضد تكاثر الجراد الصحراوي للحد من تشكل الأسراب والمجموعات من داخل السعودية، وذلك لتقليل مستوى الخطر القائم من آفة الجراد الصحراوي بجميع الدول المجاورة، والمعنية بالتكاثر ولم تسمح بتشكل الأسراب والمجموعات محلياً لتنتقل نحو وسط وشمال السعودية.
أما عن الجانب الآخر من الموسم الربيعي، فأكد "أن حالة الجراد الصحراوي تأثرت بمتغيرات مستمرة جراء الغزو العنيف من الأسراب القادمة من اليمن وعمان المتأثرة بدورها بالأسراب القادمة من الحدود ما بين الهند وباكستان، وقد شهدت السعودية غزوا مستمرا من الأسراب ذات الكثافات العالية من الناحية الجنوبية العابرة لمنطقتي عسير ونجران، والمتوغلة نحو وسط وشمال السعودية، من ديسمبر الماضي حتى منتصف فبراير الحالي".
كما أشار إلى أن حالة الجراد الصحراوي دولياً مازالت في أسوأ حال منذ عقود من الزمن، حيث ما زال التكاثر مستمرا في دول جنوب شرق إفريقيا ليتكون المزيد من الأسراب التي تهدد المحاصيل والأمن الغذائي بشكل كبير جداً.
وحول أسباب تفشي ظاهرة الجراد الصحراوي، ربط رئيس شعبة الطوارئ والتأهيل في منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، دومينيك بيرجون، بين هذه الظاهرة وتغيّر المناخ.
وقال "إن السبب الرئيسي هو حدوث إعصاريْن في المحيط الهندي في مايو و أكتوبر 2018، وهو ما تسبب برطوبة عالية في المنطقة الواقعة بين اليمن وعُمان والسعودية التي يُطلق عليها "الربع الخالي" وهي منطقة لا يمكن الوصول إليها بسبب طبيعتها. وقد انتعش الجراد هناك وتكاثر بكثرة" وذلك وفقا لموقع الأمم المتحدة
وأضاف أن الجراد ينتقل جنوبا وشمالا، وعندما وصل إلى اليمن جنوبا وجد بيئة خصبة كالرطوبة لوضع البيض. وعند موسم الجفاف في اليمن انتقل في يونيو 2019 إلى شمال شرق إثيوبيا وشمال الصومال وعادة ما ينخفض تأثير الجراد مع ارتفاع الحرارة والجفاف.
وقال بيرجون "إلا أن المشكلة هي أنه في السابع من ديسمبر حدث إعصار كبير وصل إلى تلك المناطق في إثيوبيا والصومال حيث يعيش الجراد، وهو ما خلق ظروفا مناسبة للجراد كي يتكاثر مجددا."
وأضاف أنه في 28 ديسمبر اجتاح الجراد كينيا وتأثرت مناطق كثيرة فيها.
وحذر المسؤول في الفاو من تدهور الأوضاع أكثر مع ظهور جيل جديد من الجراد في موسم الزراعة في مارس المقبل، إذ إن الدمار الذي يخلفه الجراد هائل، إذ يمكن لسرب الجراد الذي يجتاح كيلومترا واحدا أن يلتهم طعاما في يوم واحد يساوي ما يأكله 35 ألف شخص.
وفي مؤتمر صحفي مشترك لمنظمة الفاو ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مقرّ الأمم المتحدة فى العاشر من فبراير الجارى قال المشاركون إن إثيوبيا والصومال تواجهان أزمة هي الأكبر منذ ربع قرن، في حين لم تشهد كينيا أزمة مماثلة منذ 70 عاما.
وحذر المسؤولون من أن جنوب السودان وأوغندا معرّضتان للخطر، وثمّة قلق بشأن تكوّن أسراب جديدة في إريتريا وجيبوتي والمملكة السعودية والسودان واليمن مع استمرار انتشار الجراد على جانبي البحر الأحمر.
وقال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، إن 13 مليون شخص في إثيوبيا وكينيا والصومال يعانون من انعدام الأمن الغذائي و10 مليون منهم يعيشون في المناطق المتضررة بسبب الجراد.
وأضاف لوكوك "إذا لم نجد حلا خلال أسبوعين أو ثلاثة فنحن قلقون من أن نجد أنفسنا أمام مشكلة خطيرة جدا، ولكن يمكن إحراز تقدم إذا تم التحرّك الآن، فالمعيق الأكبر هو المال."
وأشار لوكوك إلى أن أوتشا قدّمت 10 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ أملا في أن تحذو الدول حذوها وتقدّم الدعم المطلوب للمساعدة في التخفيف من آثار انتشار الجراد ومساعدة المجتمعات المتضررة.