كوادن
"أريد أن أقتل نفسي، أريد فقط أن أطعن نفسي في القلب.. أريد أن يقتلني أحدهم".. كلمات يقطر منها الألم والحزن، وصفت حال الطفل الصغير "كوادن" والذي تعرض لتنمر شديد، سبب له أزمة نفسية حادة وجعله يبكي يوميا.
الكلمات التي نطق الطفل الصغير ذو التسعة أعوام، ببراءة ودموع، انتشرت عبر مقطع فيديو صورته والدته باركا بايلز يوم الأربعاء الماضي، والتي تعيش بمنطقة " بريسبان" الأسترالية، إذ توسل لأمه باكيا أثناء ركوبه معها السيارة بعد عودته من المدرسة، لتعطيه حبلا يقتل نفسه به بعد تعرضه للتنمر من زملائه بسبب شكله، أو يطعن نفسه في القلب لإنهاء المعاناة والحياة المأساوية التي يعيشها، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
"ابني مصاب بأحد أنواع التقزم ويعرف باسم (الأوجان الغضروفي)"، كلمات وصفت بها (باركا) ما يعانيه طفلها الصغير، وجرت مشاهدة الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما يقرب من 4 ملايين مرة، ونشرته والدته من أجل زيادة الوعي حول تأثير التنمر، إذ تحاول جاهدة الحفاظ على خصوصية طفلها إلا أن ما يتعرض له سبب لهما الاكتئاب.
وفي بداية مقطع الفيديو الذي يبلغ مدته خمس دقائق، تحدثت "باركا" قائلة: "لقد التقطت للتو ابني من المدرسة، وشهدت حلقة تنمر، وأريد أن يعرف الناس أن هذا هو تأثير البلطجة، لذا هل يمكنكم تثقيف أطفالكم وعائلاتكم وأصدقائكم لأن كل ما يتطلبه الأمر هو حالة أخرى من التنمر، ونتساءل لماذا يقتل الأطفال أنفسهم".
وأضافت: "هذا هو التأثير الذي يحدثه التنمر على طفل يبلغ من العمر تسع سنوات يرغب فقط في الذهاب إلى المدرسة، والحصول على التعليم والمتعة، لكن في كل يوم يحدث شيء ما".
وعندما بكى "كوادن" طلبت والدته المساعدة من أي شخص يشاهد الفيديو قائلة: "هل هناك أي نصيحة أو دعم أو أي شيء قام به الآباء الآخرون؟ لدي بعض النصائح الجيدة ولكني بحاجة إلى المزيد، أريد أن يعرف الناس كم يؤلمنا ذلك كأسرة واحدة".
ونشرت "باركا" الفيديو بعد تنمر أحد زملاء ابنها به، إذ قارن رأسه برأس "كوادن" ساخرا من كونه قزما، مؤكدة أنه أمرا محزن للغاية، ولكنها أرادت أن يرى الناس تأثير البلطجة على طفلها الصغير، والذي حاول الانتحار من قبل في عمر السادسة.
ومنذ مشاركة الفيديو ، أرسل لها العديد من الأشخاص والمشاهير رسائل دعم وحب، وبين بينهم أباء يتطلعون إلى أن يكونوا قلمًا طويل المدى لكوادن، كما دعا فريق "Indigenous All Stars NRL"، الطفل الصغير للظهور مع اللاعبين بالملعب يوم السبت المقبل.
The Indigenous #NRLAllStars are behind you Quaden! pic.twitter.com/52RLy8SrSd
— NRL (@NRL) February 20, 2020
وقال لاعب الكرة لاتريل ميتشل، الذي ارتدى قميص جنوب سيدني رابيتوهس بعد توقيعه مع النادي لموسم 2020، إنه يتطلع لرؤية "كوادن" وإخباره أن الفريق بالكامل إلى جانبه، "أردت فقط أن أتمنى لك كل الخير يا كوادن، نحن نعلم أنك تمر بوقت عصيب في الوقت الحالي ونحن هنا لدعمك، نريد فقط التأكد من أنك بخير".
ورصد الممثل الكوميدي براد ويليامز أكثر من 30 ألف دولار لإرسالها لكوادن، إذ يعاني هو أيضا من نفس المرض، مؤكدا أنه يريد إرسال كوادن ووالدته إلى "ديزني لاند" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وأنه لن يصمت على البلطجة، مضيفا "أنه طفل رائع حقا".
ولاقي الفيديو انتشار واسعا للغاية من الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهر الآباء تعاطفهم من الطفل الصغير مؤكدين أنهم يريدون أن يكون أولادهم أصدقاء له، وأنه فتى رائع ولا ينبغي أن يكترث لسخرية الآخرين.
وتعاطف النجم هيو جاكمان وجيفري دين مع "كوادن"، مؤكدين دعمهما الكامل له، عبر مقطع فيديو عبرا فيه عن إعجابهما به وحبهما له.
تعليقات الفيسبوك