قبل أن تصبح "فرنساستان".. منتصر يشيد بحظر دعاة التطرف في فرنسا
خالد منتصر
أثنى الكاتب الصحفي الدكتور خالد منتصر على قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باتخاذ إجراءات احترازية وقيوداً على نظام إيفاد أئمة وشيوخ من دول أجنبية إلى فرنسا.
ووصف منتصر خلال مقاله في جريدة الوطن بعنوان "قبل أن تصبح فرنساستان"، أن ما فعله ماكرون أنه أتي متأخرًا وأن وصوله متأخر خيرًا من عدم وصوله.
وأكد ماكرون أن إنهاء هذا النظام في غاية الأهمية لكبح النفوذ الأجنبي والتأكد من احترام الجميع لقوانين الجمهورية، مشيرًا إلى أن هذا يأتي لمنع الشقاق وللحد من التأثيرات الخارجية على مسلمي فرنسا، لافتًا إلى وصول زحف الإسلاميين المتطرفين إلى مفاصل الدولة الفرنسية حداً خطيراً ينذر بالشلل وتحول بلد النور إلى "فرنساستان".
وضرب منتصر مثلًا بتحذيرات مجلة "ماريان" الفرنسية من أن هناك مخاوف شديدة من تقدم أحزاب تمولها قطر وتسيطر عليها جماعة الإخوان في الانتخابات البلدية، مثل حزب الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا، وأن "قطر الخيرية" التي تمول حزب الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا، مقرّبة من حكام الدوحة وتعمل كغطاء إنساني للتمويل في أوروبا.
ونقل منتصر في مقاله عن مجلة "ماريان" الفرنسية أن "قطر الخيرية"، فرع فرنسا، لم تسلم من الشبهات التي جعلت إنجلترا تضعها تحت المراقبة، حيث قُتل موظف سابق في جمعية تدعمها قطر الخيرية على يد قوات مكافحة الإرهاب في فرنسا، على إثر اشتراكه في هجوم إرهابي في "كوندي - سور - سارث".
وأوضح منتصر أن معهد الدراسات والآفاق حول الحركات الإسلامية، "La Référence" نشرته أحدى الصحف أن فرنسا أصبحت تحت تأثير جماعة الإخوان الذين سيطروا على المدارس والجامعات، أولاً من خلال منظمتهم مسلمي فرنسا المعروفة بـUOIF، والتي تتحكم في التعليم الإسلامي، وتسيطر على المدارس الرئيسية بموجب عقد مع الدولة، وبشكل غير مباشر، على نحو أربعين مدرسة خارج العقد، ومعظمها في المرحلة الابتدائية.
وأشار منتصر إلى مقال الكاتبة الفرنسية سيلين بينا، بصحيفة "لوفيجارو" أن فرنسا تشهد محاولة غير مسبوقة لترويج مجتمع إسلامي معادٍ للمبادئ الديمقراطية، والتحرر والعلمانية، خاصة أن سذاجة حكوماتنا أعطت الإسلاميين الراديكاليين، قوة سياسية هائلة، وأن "الإسلاموية" أصبحت مهيمنة وتسيطر على العديد من المساجد والمراكز الثقافية والجمعيات، وأن منظمة قطر الخيرية لديها 22 مشروعاً في فرنسا من أصل 140 مليون مشروع في أوروبا بأكملها، ويعمل على مشروعات قطر الـ22 في فرنسا بشكل مباشر مؤسسة "مسلمو فرنسا"، أو ما يسمى اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا سابقاً، لافتًا إلى أنها منظمة تتبنى الإخوان أيديولوجيا.
وذكر منتصر تحذيراته السابقة من توغل الإسلاميين في فرنسا في مقال تحت عنوان: "جمهورية فرنسا القطرية" والذي تحدث فيه عن التوغل القطري في فرنسا، حيث استحوذ "صندوق الثروة السيادية القطري" على 2% من شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال"، بقيمة تجاوزت الملياري يورو، لتصبح قطر من أكبر 5 مساهمين في الشركة وشراء "شركة قطر للاستثمار" النادي الفرنسي "باريس سان جيرمان" لكرة القدم، في صفقة بلغت قيمتها أكثر من 100 مليون يورو.
وأشارت إلى أن قطر صرفت تقريباً 400 مليون يورو على ضم لاعبَي كرة قدم فقط، هما نيمار ومبابي!! وأنها على المبنى الذي يضم مقر صحيفة "لوفيغارو" ومكاتب السفارة الأمريكية وسط العاصمة الفرنسية باريس، ضمن صفقة بلغت قيمتها أكثر من 300 مليون يورو.
ولفت منتصر إلى ما ذكره في مقاله السابق من أن مجموعة قطرية استحوذت على 4 فنادق فرنسية، من بينها "مارتينيز" في "كان"، و"كونكورد لافاييت" في باريس الشهيران، و"أوتيل دو لوفر" في باريس و"باليه دو لا ميديتيرانيه" في نيس، محذرًا أوروبا من هذا الخطر الإخواني الزاحف الذي سيلتهم أوروبا، إن لم تستيقظ.