أمين الزراعيين المغاربة: أفريقيا لديها موارد هائلة.. وتنقصنا التكنولوجيا
الدكتور عبدالسلام الدباغ، أمين عام جمعية الزراعيين المغاربة، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الزراعيين العرب
د. عبدالسلام الدباغ: عدم استغلال الموارد بطريقة مرشَّدة حال دون تحقيق النمو.. ودعوت إلى عقد اجتماع لـ«الاتحاد» فى المغرب
قال الدكتور عبدالسلام الدباغ، أمين عام جمعية الزراعيين المغاربة، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الزراعيين العرب، إن «تأسيس اتحاد الزراعيين الأفارقة أمر مهم يعمل على تعزيز التعاون بين دول القارة بمجال التنمية الزراعية الشاملة، ويسهم فى ضمان الأمن الغذائى الأفريقى»، مؤكداً أن استضافة مصر للمؤتمر ورعايته دليل على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه إرادة سياسية حقيقية لدعم التعاون الأفريقى فى شتى المجالات.
وأضاف «الدباغ»، فى حوار لـ«الوطن»، أن «هناك تفاوتاً فى مجال التنمية الزراعية بالأقطار الأفريقية»، مشيراً إلى أن «عدم استغلال هذه الموارد بطريقة مرشَّدة حال دون تحقيق النمو فى المجال الزراعى»، معلناً أنه وجَّه الدعوة لاحتضان الاجتماع المقبل للاتحاد فى المغرب لتأكيد أن هناك إرادة سياسية فى بلاده، ولإتمام خطوات الاتحاد والعمل على الأرض بشكل فعلى.. وإلى نص الحوار:
"السيسى" لديه إرادة حقيقية لدعم التعاون الأفريقى بكل المجالات والنهوض بالقطاع الزراعى
كيف ترى خطوة تأسيس «اتحاد الزراعيين الأفارقة» وانطلاقه من مصر؟
- يجسِّد أهمية قصوى لتعزيز التعاون الأفريقى فى التنمية الزراعية الشاملة، ومساهمة فى ضمان الأمن الغذائى بالقارة، ومجال التنمية الاقتصادية المستدامة، وهذا الاتحاد يأتى من انتماء مصر لاتحاد الزراعيين العرب، فى ظل وجود دول عربية وأفريقية أخرى، عملت داخل اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، حرصنا كل الحرص على أن تكون هناك فرصة لتعزيز التعاون الأفريقى فى التنمية القارية والزراعية، وذلك بالتنسيق على المستويات الملائمة مع الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى، وهنا تكمن أهمية الإلحاح على التعاون العربى الأفريقى وتأسيس الاتحاد.
ماذا عن وضع المجال الزراعى فى القارة؟
- هناك تفاوت فى مجال التنمية الزراعية بالأقطار الأفريقية، فإذا كانت مصر والمغرب من أهم الدول بالقارة التى حققت نمواً فى الإنتاج الزراعى فهناك للأسف دول أفريقية أخرى تتوفر لديها موارد طبيعية هائلة، إلا أن عدم استغلال هذه الموارد بطريقة مرشَّدة حال دون تحقيق النمو المنتج، كما أن هناك بعض البلدان الأفريقية الأخرى بها عادات ترتبط بطقوس قبلية تحولُ دون زراعات بعض المنتجات العادية، فأنا زرت بعض البلدان، منها رواندا، نجد هناك بعض الطقوس القبلية التى تمنع زراعة أو أكل بعض المحاصيل والمنتجات الزراعية، فالوضع فى أفريقيا يختلف من دولة إلى أخرى، كما أن هناك ضعفاً فى استخدام التكنولوجيا فى المجال الزراعى، فإذا أخذنا مساحة الأراضى، نجد أن مساحاتها تفوق هكتارين، لكنها غير مستغلة.
وماذا عن التجربة المغربية؟
- فى 2008 أطلق الملك محمد السادس مخطط المغرب الأخضر الذى يرتكز على الزراعة ذات القيمة المضافة العالية واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وكذلك الزراعة التصديرية، وهناك ركيزة أخرى تسمى الزراعة التضامنية لصغار المزارعين، وأهدافها توفير دخل محترم لصغار المزارعين، على أن يتم التركيز على المنتجات المجالية كزراعة «الأرجان»، وهى موجودة فى جنوب المملكة بمنطقة سوس، وهناك بعد الزراعة يتم إدخال تعاونيات لإنتاج مشتقات هذه الشجرة، والتى تستخدم فى «التجميل»، وكذلك زراعة الصبار، التى تدر دخلاً كبيراً على العائلات عندنا وتعمل بها المرأة الريفية، خاصة أنها لا تحتاج إلى مياه كثيرة.
وجهت الدعوة لعقد الاجتماع القادم للاتحاد فى المغرب.. فلماذا؟
- طبيعى بعد محطة مصر، وجهت الدعوة لاحتضان الاجتماع المقبل لاتحاد الزراعيين الأفارقة، من أجل إكمال خريطة الطريق الخاصة بالاتحاد، وانتخاب اللجان والهيئات، ونحن نعتز باختيار مصر مقراً للاتحاد، وانتخاب الدكتور السيد خليفة أميناً عاماً.
وما الآليات الفعلية التى سيتخذها الاتحاد لتحقيق أهدافه المرجوة؟
- الاتحاد طبيعى سيفتح المجال لتكثيف التعاون فى «التنمية الزراعية»، فمثلاً سلاسل الإنتاج للطماطم أو غيرها، نجد فيها فاعلين وأهدافاً وتكنولوجيات والذى يجمع الأهداف الثلاثة هو المهندس الزراعى، والاتحاد سيكون فرصة لمعرفة الطاقات الطبيعية الموجودة فى كل قُطر أفريقى، وسنعمل على تصنيف نماذج الإنتاج والعمل والتشبيك، وإحداث رؤية تكاملية، فى ظل وجود إرادة سياسية لإتمامه، فرعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى للمؤتمر التأسيسى لاتحاد الزراعيين الأفارقة لها دلالة حقيقية فى الرغبة لإنشائه والنهوض بالقطاع الزراعى فى أفريقيا، فدور مصر والمغرب متكامل لتدعيم التعاون القارى.
العالم كله يعانى من تغيرات مناخية ومخاطر للتصحر.. فكيف سيراعى الاتحاد ذلك؟
- حقيقة العالم كله يعانى من ذلك، وسنأخذ بعين الاعتبار زحف الرمال وسنعتمد على التكنولوجيا الدقيقة للحد من التصحر والتغيرات البيئية.
وماذا عن أوجه التعاون بين مصر والمغرب فى المجال الزراعى؟
- المغرب لها سوق كبيرة فى الأسمدة الصلبة بالعالم، وهناك تبادل خبرات، وكذلك الصيد والثروة السمكية ومجال محاربة التصحر والرى، والتعاون الأفريقى.
هل من الممكن أن ينتج عن الاتحاد مشروع زراعى أفريقى موحد؟
- لمَ لا؟! هو مشروع طموح ويحتاج إلى إرادة سياسية، وهو الحاصل حالياً.