تأكيدات بتقدمهم.. ماذا يعني فوز المحافظين بانتخابات البرلمان الإيراني؟
الانتخابات الإيرانية
قالت وكالة أنباء "فارس"، مساء أمس، إن التقارير الأولية تشير إلى فوز المحافظين، بغالبية مقاعد البرلمان في الانتخابات.
وأضافت الوكالة الإيرانية، أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 40% حتى الساعة السادسة مساء أمس، وفق ما نقلت قناة "روسيا اليوم".
ويحق لـ57 مليون و918 ألف مواطن إيراني، المشاركة في الانتخابات التي يتنافس فيها 7148 مرشحا على 290 مقعدا في البرلمان.
باحث في الشؤون الإيرانية: فوز المحافظين بالانتخابات البرلمانية كان متوقعا
وتعقيبا على نتائج الانتخابات، قال هاني سليمان الخبير في الشؤون الإيرانية، إن "نتائج الانتخابات أو بالحديث عن نتائجها فإنها ليست مفاجئة، فكل المعطيات كانت تؤكد أنه سيكون هناك فوز للمحافظين الأصوليين في الانتخابات"، موضحا أن هذا نتاج ممارسات مجلس صيانة الدستور، الذي من بين 15 ألف مرشح، جرى اسبتعاد 9 آلاف معظمهم من الإصلاحيين، حتى أن بعض الدوائر لا يوجد بها ولا مرشح إصلاحي واحد.
ولفت "سليمان"، إلى أن مجلس صيانة الدستور يفترض أنه جهة حيادية وينظم عملية الانتخابات وقبول وتصفية أوراق المرشحين، لكنه جوما يقوم بدرو سياسي طوال الوقت ويحاول اللعب لصالح النظام السياسي، كان يترك هامشا، لكن هذه المرة لم يترك أي هامش للمناروة وكان هناك تدخل كبير من قبله.
وقال "سلميان"، إن الانتخابات البرلمانية الماضية فاز بها الإصلاحيون بنسبة 43% والمحافظين 31%، ومن وقتها والمحافظون ومعهم المرشد يريدون اختطاف المشهد السياسي لصالحهم، ويعملون على تحميل الرئيس الحالي حسن روحاني مسؤولية العقوبات الاقتصادية نتيجة أنه من ذهب للتفاوض مع الغرب على النشاط النووي، وأبرم الاتفاق الشهير.
نتائج الانتخابات الحالية تمهد لقدوم رئيس محافظ وربما يتم نزع الثقة من "روحاني"
ويرى "سليمان"، أن سيطرة المحافظين على البرلمان القادم ستكون صورة مشابهة لانتخابات 2004 التي فاز بها المحافظون وآلت في النهاية إلى قدوم رئيس ينتمي إلى التيار المحافظ عام 2005 وهو محمود أحمد نجاد.
وأضاف: "السياق مشابه ونتائج الانتخابات مقدمة لمحاولة وجود رئيس قادم من الجناح المحافظ المتشدد".
وأشار "سليمان"، إلى شخصية محمد باقر قاليباف وهو أحد جنرالات الحرس الثوري، وكان مرشحا للرئاسة أمام "روحاني"، ثم انسحب لمصلحة مرشح المحافظين إبراهيم رئيسي.
ويرى "قاليباف"، أن الانتخابات الحالية فرصة سانحة ليرأس البرلمان وينتقم من "روحاني"، موضحا أنه في هذا الإطار ليس من المستبعد أن يتم تفعيل المادة الخاصة بكفاءة الرئيس وربما يتم نزع الثقة من الرئيس الحالي.
سيطرة البعد القومي والديني على الانتخابات طابع عام
أما عن دعوة المرشد على خامنئي للتصويت في الانتخابات واعتبارها واجب مقدس، قال "سليمان": "اعتقد أن الانتخابات في الفترة الحالية تختلف كذلك عن سابقاتها بإعطاء مساحة للبعد القومي بالتوازي مع الخطاب الديني، خصوصا أن الخطاب الديني، وحده لم يعد يؤت بثماره، وبالتالي وجدنا شعارات لاستدعاء الإمبراطورية الفارسية وتاريخها".
وقال الباحث في الشؤون الإيرانية: "شهدت الانتخابات الإيرانية أيضا ظاهرة الوسطاء الانتخابيين بتوسط بعض الأشخاص لتمرير مرشحين بعينهم مقابل الرشاوى، كما غاب عنها التنوع، وأمام ذلك فإن حالة العزوف عن المشاركة كبيرة وهناك استطلاعات رأي، أشارت إلى أن 21% فقط ممن استطلعت آرائهم سيشاركون في الانتخابات وبالتالي هناك فجوة بين الشارع والنظام الحاكم"، مضيفا: "وهذا في رأيي ما دفع المرشد لاعتبار المشاركة جهاد وواجب ديني مقدس".