رغم كثرة التقارير والدراسات العلمية حول التوصل إلى علاج ربما يحل مشاكل الشيخوخة، لكن حتى الآن لم تعطنا هذه الدراسات أي إجابة محددة، ولذلك يستمر البشر في البحث.
وآخر دراسة تحاول التوصل لعلاج الشيخوخة، تلك التي أجريت على نوع من السمك الذي يعيش في زيمبابوي وموزمبيق، وهو سمك "كيليفيش الفيروزية" الأفريقية، بحسب ما ذكرته "سكاي نيوز"، نقلا عن صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
كيليفيش الفيروزية سمكة تعيش في برك معرضة للجفاف
و"كيليفيش الفيروزية" الأفريقية، هي سمكة صغيرة تعيش في برك ضحلة معرضة للجفاف بدولتي زيمبابوي وموزمبيق، وكشفت الدراسة التي أجريت عليها ظاهرة بيولوجية مرتبطة بتطور الحياة الجنينية، والتي قد تكون لها آثار محتملة على علاج شيخوخة الإنسان.
ووفقا للدراسة، يمكن لسمكة "كيليفيش" وضع نفسها في حالة "تعليق النمو"، أو ما يعرف علميا باسم "فترة البيات" أو "طور السكون"، أثناء تطوها كجنين، وهو ما يعني عمليا وقف عملية "النمو" بشكل كامل، وبالتالي مساعدة الكائن الحي على البقاء في البيئات القاسية؛ لتجد الأبحاث أن الأجنة تضع وظائف، مثل نمو الخلايا وتطور الأعضاء، في طور السكون أو البيات لعدة أشهر أو حتى سنوات من دون مقايضتها بالنمو والبلوغ أو الخصوبة أو فترة الحياة.
ووفقا للعلماء والباحثين بدراستهم المنشورة بمجلة "علم"، فإن فهم "آليات السكون" يمكن أن يساعد في علاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وحتى الحفاظ على الأعضاء البشرية، حيث قالت "آن برونيت"، عالمة الوراثة في جامعة ستانفورد، التي شاركت في تأليف التقرير: "لقد حددت الطبيعة طرقا لإيقاف الزمن".
وأضافت "برونيت"، أنه يعتقد دراسة عملية السكون الجنيني يمكن أن توفر فهما أساسيا لكيفية الحفاظ على الخلايا والأنسجة على مدار فترات زمنية طويلة، ونظرا لأن الخلايا والأنسجة تتدهور مع التقدم في العمر، ويمكن للمرء أن يتكهن بأن هذا الفهم قد يكون مفيدا في تحديد الاستراتيجيات للمساعدة في الحفاظ على الأنسجة والأعضاء بشكل أفضل.
وأظهر البحث، أن الجينات ذات العلاقة بتكاثر الخلايا ونمو الأعضاء قد تم إيقاف عملها خلال فترة السكون الجنيني في سمكة "كيليفيش الفيروزية" الأفريقية، وفي غضون ذلك، تم حث الجينات التي كانت تعمل كمراقبة للنظام، فيما تأثرت الجينات الأخرى المرتبطة بصيانة العضلات والتمثيل الغذائي.
واكتشفت الدراسة أن بروتينا يدعى "سي بي إكس 7"، الذي يبدو أنه يزداد إفرازه خلال فترة السكون، يلعب دورا رئيسيا في تنظيم التحولات الجينية، كما رأى الباحثون أن التلاعب بهذا البروتين داخل البشر، قد يكون ممكنا، ويزيد من احتمال تغيير في فسيولوجيا الشيخوخة.
تعليقات الفيسبوك