"الأزهر للفتوى" يعرض كتابا للخضر حسين.. "الشريعة صالحة لكل زمان ومكان"
كتاب الشريعة الإسلامية
نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عرضا لكتابه الرابع من سلسلة حكاية كتاب وكان العرض لكتاب "الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان" للشيخ محمد الخضر حسين، شيخ الأزهر السابق.
وأوضح العرض أن الإمام الأكبر الشيخ محمد الخضر حسين - شيخ الأزهر الشريف الأسبق، ولد لأسرة من أصل جزائري في بلدة نفطة -جنوبي تونس وعاش الإمام في تونس وسورية ومصر والجزائر - وتُوفِّي في القاهرة، تلقى أولى مراحله التعليمية ببلدة نفطة التونسية، ثم التحق بجامع الزيتونة عام 1887م لاستكمال دراسته؛ حيث تكونت شخصيته العلمية والدينية والثقافية، وعمل مُدرسًا بجامع الزيتونة، وحضر المجالس العلمية والأدبية مُشاركًا نشطًا؛ الأمر الذي أكسبه شهرة واسعة في أوساط طلاب وعلماء زمانه، وتولى القضاء بمدينة بنزرت التونسية عام 1905م؛ وما لبث أن استقال وتطوع للتدريس في جامع الزيتونة، وحاولت السلطات الفرنسية ضم الشيخ إلى المحكمة الفرنسية فرفض بشدة، وفي عام 1911م وَجَّهت له تهمة إثارة روح العداء ضد سلطات الحماية الفرنسية في المغرب العربي؛ ما اضطر الشيخ للتنقل بين البلدان.
وحصل الخضر على عضوية هيئة كبار العلماء برسالته "القياس في اللغة العربية" عام 1950م، واختير لمنصب شيخ الأزهر في 16 سبتمبر 1952م، واستقال من مشيخة الأزهر -بعد أقل من سنتين- في 7 يناير عام 1954م، ولم يتولَّ مشيخة الأزهر عبر تاريخها شيخ من خارج مصر إلا هو.
وجاء في العرض أنه قد دفع المؤلّفَ إلى تأليف كتابه ما شاهده في عصره من تأثر بعض المسلمين بالدّعاية الاستعمارية المُضادة للشريعة الإسلامية وأحكامها، وما لمسه من انتقاد وانتقاص لها، وإرادة عزلها عن مناحي الحياة، واستبدال القوانين الوضعية بها؛ بغض النظر؛ هل وافقت هذه القوانين الشرع أم خالفته! بزعم أن الشريعة الإسلامية لا تصلح إلا للزمان الذي نزلت فيه، ولا تصلح لزماننا.
فأراد المؤلف من خلال صفحات كتابه أن يدحض هذا الزعم المُتهاوي؛ مُقررًا أن جميع الأزمنة والأمكنة لا تنصلح إلا بالشريعة الإسلامية الشَّريفة وأحكامها، ومُبينًا ما أودعت من مقومات وخصائص أهَّلتها لـ:
وقد تناول الكاتب في كتابه ثلاثة محاور رئيسة؛ ليقرر من خلالها صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، وهي:
أولًا: الاجتهاد؛ باعتبار أنه بوابة تجديد الدين، وأداة الشريعة لاستيعاب تباين الأزمنة والأمكنة والأحوال.ثانيًا: رعاية سائر أحكام وقوانين الشريعة لأصلين مهمين هما: حفظ المصالح، ودرء المفاسد.ثالثًا: بيان الأصول التي جعلت الشريعة تسع مقتضيات العصور على اختلافها، وتقوم بحاجات الشعوب على تباعد ما بينها.